أخبار محلية

عودة التوتر العسكري إلى الساحل الغربي وسط مساعٍ أممية لاحتوائه

المصدر
العربي الجديد ـ فارس الجلال

عاد التوتر العسكري من جديد إلى الساحل الغربي في اليمن، على خلفية التطورات الجارية عسكرياً وسياسياً، بعد تعليق الحكومة اليمنية، يوم الإثنين الماضي، مشاركتها في المحادثات مع الحوثيين التي ترعاها الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمّان، احتجاجاً على هجوم عسكري نفذه الحوثيون على مواقع القوات الحكومية في منطقة الضباب، غرب مدينة تعز، منذ مساء أمس الأحد حتى فجر الإثنين، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

في المقابل، تجري البعثة الأممية اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية لإعادة مسار اللقاءات إلى ما قبل هجوم الحوثيين.

توتر في الساحل الغربي لليمن

وتشير المعلومات الميدانية التي حصل عليها "العربي الجديد" من مصادره في الساحل الغربي، إلى أن التوتر يتصاعد في الساحل الممتد من ميدي في حجة، وكذلك الحديدة، وصولاً إلى المخاء المطلة على البحر الأحمر، بعدما دفعت الأطراف المتصارعة بتعزيزات، ورفعت درجة الاستعداد العسكري.

وكان الحوثيون قد دفعوا بتعزيزات كبيرة إلى الحديدة، بعد يوم من هجومهم على تعز الذي أدى إلى سقوط أكثر من عشرة قتلى ومائة جريح من الجيش والمدنيين.

يتصاعد التوتر في الساحل الممتد من ميدي في حجة، وكذلك الحديدة، وصولاً إلى المخاء، بعدما دفعت الأطراف المتصارعة بتعزيزات

هجوم الحوثيين على تعز دفع الفريق الحكومي العسكري إلى تعليق مشاركته في اجتماعات لجان التنسيق العسكرية التي كانت ترعاها البعثة الأممية في عمّان، لكن الحوثيين استهدفوا منطقة ذباب القريبة من مضيق باب المندب ودفعوا بتعزيزات كبيرة إلى الحديدة.

وقالت البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة "أونمها"، التي تتخذ من الحديدة مقراً لها، في منشور لها عبر "تويتر"، الثلاثاء، إنها لاحظت بقلق بالغ الوجود العسكري الكبير في مدينة الحديدة خلال الأيام الماضية، داعية لإبقاء الحديدة خالية من المظاهر العسكرية، كما تم الاتفاق عليه في استوكهولم. وحثت البعثة القيادة الحوثية على احترام بنود اتفاق الحديدة والامتناع عن الأعمال التي قد تساهم في التصعيد، وذلك لصالح جميع اليمنيين.

من جهته، أعرب السفير الأميركي في اليمن ستيفن فاجن، في رسالة مختصرة وزعتها السفارة الأميركية في اليمن، اليوم الأربعاء، عن قلقه من هجوم الحوثيين على مدينة الضباب في انتهاك مباشر للهدنة، ودعا جميع الأطراف إلى مواصلة المشاركة الكاملة في لجنة التنسيق العسكرية لتجنّب المزيد من التصعيد.

الهدنة لا تحقق أهدافها داخل اليمن

في المقابل، قالت مصادر مقربة من جماعة الحوثي، لـ"العربي الجديد"، إن الحوثيين يحشدون في مختلف الجبهات، وقد لا يترددون في شن هجمات، ويضغطون على الجميع ميدانياً لتخفيف الضغوط عليهم.

ويأتي هذا فيما زار رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، أمس الثلاثاء، مقر قيادة القوات المشتركة التابعة للتحالف في الرياض، وناقش التطورات الميدانية في تعز والساحل الغربي وتصاعد التوتر فيه خلال الأيام الماضية بعد عودة نشاط الحوثيين فيه.

اتصالات لإعادة اجتماعات عمّان اليمنية

وعلى ضوء التطورات الميدانية وتصاعد التوتر في الساحل الغربي اليمني من جديد، كشفت مصادر سياسية يمنية رفيعة تابعة للحكومة الشرعية، لـ"العربي الجديد"، عن اتصالات مكثفة لإعادة نقاشات عمّان في الجانب العسكري، لا سيما في ظل ارتفاع المخاوف والقلق من عودة المواجهات في أكثر من جبهة.

هذه الاتصالات يجريها مكتب المبعوث الأممي في عمّان وبعثات دبلوماسية غربية مع قيادة الشرعية وأطرافها السياسية، لاستئناف اللقاءات في العاصمة الأردنية، إضافة إلى اتصالات مع الحوثيين لوقف الخروقات للهدنة وتجنّب التصعيد في الساحل الغربي.

المساعي الأممية تحمل ضغوطاً كبيرة، لا سيما على الشرعية اليمنية

وقالت بعض المصادر في الشرعية لـ"العربي الجديد"، إن المساعي الأممية من خلال الاتصالات المكثفة تحمل في الوقت نفسه ضغوطاً كبيرة، لا سيما على الشرعية اليمنية.

واعتبر أحد المصادر أن تصريحات "أونمها" نوع من الابتزاز والضغط غير المجدي في محاولتها الحديث بشكل غير مباشر عن أن الحوثيين يهددون الملاحة الدولية في البحر من جديد من خلال عودة تحركاتهم الجديدة في الحديدة، وأضاف أن الشرعية قد تتراجع عن كل اللقاءات والوعود وتقطع كل الطرق لأي مشاورات أو لقاءات إذا استمرت اختراقات الحوثيين ونكثهم لجميع الاتفاقيات، بما فيها الهدنة.