للرئيس الإيراني الصريع إبراهيم رئيسي تأريخ دموي اسود في مجال حقوق الإنسان حيث كان يقود لجان الموت الدموية الإرهابية عام ١٩٨٨ ضد معارضي الثورة الخمينية من أعضاء التيارات اليسارية وأبناء الأقليات الدينية والعرقية في الداخل الإيراني ولذلك فقد تم ادراجه ضمن قوائم العقوبات الأمريكية وحسب تقرير اصدرته منظمة العفو الدولية فقد شهدت إيران خلال نهاية النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي انشاء لجان ميدانية لتصفية المعارضين للثورة في جميع المدن الإيرانية.
وبحسب مصارد حقوقية واعلامية محلية ودولية فقد بلغ عدد من تم تصفيتهم انذاك قرابة الخمسة الف قتيل إلى جانب الإخفاء القسري والتعذيب المروع للمئات من المعارضين داخل اقبية السجون السرية وفي هذا المضمار يقول السيد هادي غائمي المدير التنفيذي لمركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك :"إن رئيسي هو أحد أعمدة النظام الإيراني الذي يسجن ويعذب ويقتل الأشخاص الذين يتجرأون على انتقاد سياسات الدولة".
وفي ذات الموضوع وعند إنتخاب إبراهيم رئيسي لمنصب رئيس الجمهورية الإيرانية عام ٢٠٢١ دعا المقرر الخاص التابع للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن إلى إجراء تحقيق دولي مستقل حول جرائم التصفيات الجسدية للسجناء السياسيين في إيران عام ١٩٨٨ إلى جانب دوره عندما كان مدعيا في سلسلة عمليات اعدام وسجن وتعذيب وإخفاء الألاف من المتظاهرين المناهضين للنظام منذ أواخر العقد الماضي وكذلك في ٢٠٢٢ إثر قيام الشرطة الإيرانية بإعتقال وتعذيب الشابة الإيرانية من أصل كردي مهسا أميني حتى فارقة الحياة مما تسبب بإندلاع انتفاضة شعبية عارمة ضد النظام الحاكم في طهران الذي بدوره استخدم العنف المفرط والإرهاب الدموي والقتل والإعتقال العشوائي بحق المتظاهرين وذلك بحسب منظمة العفو الدولية.
من جانبها وثقت صحيفة التايمز البريطانية أقوال العديد من ضحايا جرائم رئيسي واشرافه شخصياً على تلك العمليات الإجرامية المروعة ومن جانبه عبر المركز الإيراني لحقوق الإنسان عن تلك الجرائم بنشر معلومات تؤكد ظلوعه في تلك الجرائم وقال المركز ان سجل الرجل سيء وأطلق عليه لقب "قاضي الموت" واردف قائلاً :" ان الأحكام التي أصدرتها لجنة الموت تعد أكبر جريمة ارتُكبت منذ قيام الثورة في إيران عام ١٩٧٩.
وكانت المعارضة الإيرانية قد اقامت دعوى قضائية لدى احد المحاكم الأمريكية في نيويورك اؤاخر العام ٢٠٢٢ ضده ودعت إلى محاسبته على جرائم الإبادة الجماعة ضد معارضي الثورة خلال عمله في الادعاء العام الإيراني عام ١٩٨٨.
وفي نفس السياق قال ضباط يمنيون شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي ان النظام الإيراني ارتكب ابشع الجرائم ضد زملاءهم الأسرى العراقيين واليمنيين وذلك بتوجيهات مباشرة من إبراهيم رئيسي الذي أصدر اوامره القاسية برمي الأسرى من فوق الطائرات إضافة إلى سحل البعض منهم في الشوارع والطرقات والقتل الجماعي للأسرى وهم مكبلين داخل الأسر وذلك امام بعثة الصليب الأحمر الدولي التي وثقت هذه الجرائم بحق الأسرى التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب.
اليوم وبعد مصرعه في حادثة سقوط الطائرة المروحية التي كانت تقله وإلى جانبه عددا من المسوؤلين في النظام الإيراني يوم الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ احتفل أهالي ومحبي ضحاياه من الإيرانيين في الداخل والخارج وكذلك احتفل أبناء إقليم الأحواز العربي المحتل وفي المناطق السورية المحررة فتحت مكبرات الصوت بالتكبير من على المأذن ووزعت الحلوى في قطاع غزة بهذه المناسبة وبدورهم انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين حزين وسعيد ومعزي ومحتفل بمقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.