يتوجه الينا دائما سؤال ما هو دور منظمات المجتمع المدني اليمنية في مكافحة ظاهرة تغير المناخ ويعتقد القارئ ان هناك غياب كبير لمنظمات المجتمع المدني اليمنية وهناك اسباب عدة وراء ذلك وبشكل مختصر تنهج مشاريع التغيرات المناخية نهج مشاريع بنية تحتية وهي مشاريع تندرج تحت بند التكيف من اجل اثار التغيرات المناخية ومثال على ذلك إنشاء أنظمة تصريف مياه الأمطار وبناء السدود والجدران الاستنادية ومن اجل توضيح اكثر حول دور منظمات المجتمع المدني اليمنية مكافحة ظاهرة تغير المناخ.
1.1 التوعية والتثقيف البيئي:
كانت منظمات المجتمع المدني اليمنية في طليعة رفع مستوى الوعي بشأن تغير المناخ وتأثيراته. تقوم منظمات يمنية عديدة بإجراء حملات تعليمية تستهدف المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية. تهدف هذه الحملات إلى إعلام الجمهور بأسباب وعواقب تغير المناخ، وتعزيز الممارسات المستدامة مثل الحفاظ على المياه واستخدام الطاقة المتجددة. وجد استطلاع أجرته YEPS عام 2022 أن 65٪ من المشاركين أفادوا بزيادة الوعي بقضايا تغير المناخ بسبب هذه الحملات.
1.2مشاريع التكيف المجتمعية:
استجابة للتأثيرات المباشرة لتغير المناخ، نفذت العديد من منظمات المجتمع المدني اليمنية مشاريع التكيف المجتمعية. على سبيل المثال، مشروع محاصيل مقاومة للجفاف وتقنيات حصاد مياه الأمطار في المناطق الريفية، مما ساعد المجتمعات على التكيف مع انخفاض هطول الأمطار وندرة المياه. وقد سلط تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2021 الضوء على نجاح هذه المشاريع، مشيرًا إلى أنها حسنت الأمن الغذائي لأكثر من 10000 أسرة في المناطق المرتفعة في اليمن.
1.3 المناصرة والتأثير السياسي:
تلعب منظمات المجتمع المدني اليمنية أيضًا دورًا حاسمًا في الدعوة إلى سياسات المناخ على المستويين الوطني والدولي. وعلى الرغم من البيئة السياسية الصعبة، فقد نجحت منظمات في الضغط من أجل إدراج تغير المناخ في المساهمات الوطنية المحددة لليمن بموجب اتفاقية باريس. ووفقًا لتقرير صادر عن المعهد الدولي للبيئة والتنمية في عام 2023، لعبت منظمات المجتمع المدني اليمنية دورًا فعالاً في صياغة خطط العمل المناخي في البلاد، وخاصة في تسليط الضوء على الحاجة إلى تمويل المناخ ودعم بناء القدرات.
1.4 تعزيز سبل العيش المستدامة:
لمعالجة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لتغير المناخ، تعمل منظمات المجتمع المدني اليمنية على تعزيز سبل العيش المستدامة من خلال مبادرات مختلفة. نفذ الصندوق الاجتماعي للتنمية، أحد أكبر منظمات المجتمع المدني اليمنية، مشاريع تركز على الزراعة الحراجية وتربية النحل والسياحة البيئية، مما يوفر مصادر دخل بديلة للمجتمعات المتضررة من تغير المناخ.
لم تساعد هذه المشاريع في التخفيف من التدهور البيئي فحسب، بل عززت أيضًا قدرة السكان المعرضين للخطر على الصمود. وجد تقييم أجراه البنك الدولي في عام 2022 أن مبادرات الصندوق الاجتماعي للتنمية كان لها تأثير إيجابي على الاقتصادات المحلية، حيث خفضت مستويات الفقر في مناطق المشروع بنسبة تصل إلى 15٪.
.2 التحديات التي تواجه منظمات المجتمع المدني اليمنية
2.1 الصراع والمخاوف الأمنية:
يفرض الصراع المستمر في اليمن تحديات كبيرة على منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال تغير المناخ. تحد المخاوف الأمنية من قدرتها على العمل في مناطق معينة، في حين يؤدي تدمير البنية التحتية إلى تعقيد تنفيذ المشروع. وجدت دراسة أجراها مركز استطلاع الرأي اليمني في عام 2021 أن أكثر من 70٪ من منظمات المجتمع المدني أفادت بصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة من الصراع، مما يعيق قدرتها على تقديم المساعدات والخدمات.
2.2 التمويل والموارد المحدودة:
غالبًا ما تعمل منظمات المجتمع المدني اليمنية بموارد مالية محدودة، وتعتمد بشكل كبير على المانحين الدوليين. ويشكل تقلب التمويل، الذي تفاقم بسبب الركود الاقتصادي العالمي وتغير أولويات المانحين، تحديًا مستمرًا. ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في عام 2023، فإن 60٪ من منظمات المجتمع المدني اليمنية ذكرت قيود التمويل كعائق رئيسي أمام توسيع نطاق أنشطتها المتعلقة بالمناخ.
2.3 ضعف القدرات المؤسسية:
تواجه العديد من منظمات المجتمع المدني اليمنية تحديات تتعلق بالقدرات المؤسسية، بما في ذلك الخبرة الفنية المحدودة والبنية الأساسية غير الكافية والهياكل التنظيمية الضعيفة. وغالبًا ما تتفاقم هذه التحديات بسبب الافتقار إلى الوصول إلى التدريب وفرص بناء القدرات. وقد أبرز تقييم أجرته الشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من الكوارث في عام 2022 الحاجة إلى دعم بناء القدرات لتعزيز فعالية منظمات المجتمع المدني اليمنية في العمل المناخي.
2.4 العقبات السياسية والبيروقراطية:
إن المشهد السياسي المجزأ والعقبات البيروقراطية في اليمن تخلق حواجز إضافية أمام منظمات المجتمع المدني. إن التنقل عبر الأنظمة الإدارية المعقدة والفاسدة في كثير من الأحيان يمكن أن يؤخر تنفيذ المشروع ويقلل من تأثير عملها. ووفقًا لتقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2023، فإن اليمن تحتل مرتبة من بين البيئات الأكثر تحديًا لمنظمات المجتمع المدني بسبب الفساد المستشري وانعدام المساءلة الحكومية.
3 التوصيات 3.1 تعزيز التمويل وتعبئة الموارد:
لتعزيز وتوسيع نطاق أنشطتها المتعلقة بالمناخ، تحتاج منظمات المجتمع المدني اليمنية إلى تمويل متزايد وأكثر استقرارًا. وينبغي للمانحين أن يفكروا في تقديم التزامات تمويلية متعددة السنوات ومنح مرنة تسمح لمنظمات المجتمع المدني بالتكيف مع الظروف المتغيرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استكشاف آليات التمويل المبتكرة، مثل صناديق المرونة المناخية أو السندات الخضراء، يمكن أن يوفر تدفقات تمويل جديدة لمنظمات المجتمع المدني اليمنية.
3.2 تعزيز مبادرات بناء القدرات:
الاستثمار في بناء القدرات أمر بالغ الأهمية لتعزيز فعالية منظمات المجتمع المدني اليمنية. وينبغي للمنظمات الدولية والجهات المانحة إعطاء الأولوية لبرامج التدريب التي تبني الخبرة الفنية في علم المناخ وإدارة المشاريع والدعوة. كما يمكن أن يؤدي إنشاء شراكات مع الجامعات ومؤسسات البحث إلى تسهيل تبادل المعرفة وتنمية القدرات.
3.3 تعزيز التعاون والتشبيك:
يمكن للتعاون بين منظمات المجتمع المدني اليمنية، وكذلك مع المنظمات الدولية والحكومات، أن يعزز من تأثير عملها. إن إنشاء منصات لتبادل المعرفة والمبادرات المشتركة يمكن أن يساعد منظمات المجتمع المدني على تجميع الموارد، ومشاركة أفضل الممارسات، وتنسيق جهودها بشكل أكثر فعالية. إن إنشاء تحالف وطني للعمل المناخي، يضم منظمات المجتمع المدني المختلفة، يمكن أن يعزز صوتها الجماعي ونفوذها.
3.4 الدعوة إلى بيئة مواتية:
يجب على منظمات المجتمع المدني اليمنية أن تستمر في الدعوة إلى بيئة مواتية تدعم عملها بشأن تغير المناخ. ويشمل ذلك الدفع نحو الإصلاحات التي تقلل من البيروقراطية، وتعزز الشفافية، وتحمي حقوق منظمات المجتمع المدني في العمل بشكل مستقل. وقد تلعب الضغوط والدبلوماسية الدولية أيضًا دورًا في تشجيع الحكومة اليمنية على خلق بيئة أكثر ملاءمة للمجتمع المدني.
4 الخاتمة
تعتبر منظمات المجتمع المدني اليمنية جهات فاعلة رئيسية في مكافحة تغير المناخ، حيث تلعب أدوارًا حاسمة في رفع مستوى الوعي، وتنفيذ مشاريع التكيف، والدعوة إلى تغيير السياسات. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها، فقد أظهرت هذه المنظمات المرونة والإبداع في جهودها لمكافحة تغير المناخ. ومن خلال معالجة التحديات وتعزيز الدعم لمنظمات المجتمع المدني اليمنية، يمكن تعزيز تأثيرها بشكل كبير، مما يساهم في بناء يمن أكثر استدامة وقدرة على الصمود.
*خبير في التغيرات المُناخية