أخبار محلية

من يرفض مصيره السجن.. مليشيا الحوثي تصعد حملتها في ريف تعز لفرض شعارها وتدريس ملازم مؤسسها في المدارس

المصدر
فيصل قاسم

بدأت ميليشيا الحوثي حملة قسرية متصاعدة في عدد من مديريات محافظة تعز، تهدف إلى فرض شعاراتها الطائفية وملازم مؤسسها حسين الحوثي ضمن المناهج الدراسية، بالتوازي مع حملات اختطاف طالت معلمين ومديري مدارس ومعلمي قرآن كريم رفضوا الانصياع لتلك التوجيهات.

وأكدت مصادر تربوية ومحلية في شرعب ودمنة خدير وماوية، أن الجماعة فرضت على المعلمين والطلاب ترديد "الصرخة" الحوثية داخل الطابور الصباحي يوميا، وتوثيق ذلك في مقاطع فيديو ترسل إلى مكتب التربية الخاضع للميليشيا.

كما ألزمت الميليشيا إدارات المدارس بتدريس ملازم طائفية، وقال مدير مدرسة في شرعب، فضّل عدم ذكر اسمه، إن "كثيراً من المدارس في المنطقة والمدارس المجاورة أخذوا هذه الملازم ودرّسوها قسرا"، فيما رفض آخرون واختطفتهم عناصر الميليشيا.

واطلع خطوط برس على نسخة من وثيقة صادرة عن مكتب التربية والتعليم التابع للجماعة في محافظة تعز، تلزم المدارس بترديد "شعار الصرخة" الحوثي وتوثيق ذلك بالفيديو يوميا، مع رفع تقارير للجهات الإشرافية.

وأكدت مصادر تربوية أن المدارس باتت ملزمة برفع فيديوهات تثبت ترديد الطلاب للشعار، فيما تُهدد الإدارات التي لا تلتزم برفع تقارير، باتخاذ إجراءات عقابية بحقها.

وكانت ميليشيا الحوثي أجبرت قبل نحو أربعة أشهر، العشرات من مدراء المدارس والمشرفين والمعلمين على الذهاب إلى صنعاء للمشاركة في دورات مغلقة استمرت 20 يوما، بحسب المصادر ذاتها.

وقال مدير مدرسة في ماوية: "مدير إحدى المدارس طلع صنعاء قبل أشهر، وقال إن الدورة كانت في مبنى من عدة طوابق مليء بمدراء مدارس من مختلف أنحاء الجمهورية (مناطق سيطرة الحوثيين)، كلها عن فكر حسين الحوثي والولاية، لا علاقة لها بالتعليم".

وبحسب المصادر، فإن من يرفض حضور هذه الدورات يُعتبر معادياً للجماعة، ويُعرض للاعتقال أو الطرد، وأكد تربويون أن جهاز "الأمن الوقائي" التابع للحوثيين هو الجهة التي تدير هذه الحملة.

في غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية أن الميليشيا اختطفت عددا من المعلمين والمدراء ومعلمي القرآن الكريم في دمنة خدير وماوية وشرعب، ونقلتهم إلى جهات مجهولة.

وقد اطّلع "المصدر أونلاين" على أسماء عدد من المختطفين، لكن المصادر طلبت عدم نشرها "حتى لا يتفاقم وضعهم داخل السجون، ولاستمرار جهود الوساطة المجتمعية للإفراج عنهم".

وتأتي هذه الحملة في سياق تصعيد أوسع تنفّذه ميليشيا الحوثي في عدد من المحافظات، بينها إب والبيضاء، حيث وثّقت منظمات حقوقية اختطاف أكثر من 70 شخصا خلال أسبوعين فقط، معظمهم من المعلمين والخطباء.