في مشهد جنائزي مهيب، شيّعت محافظة المحويت اليوم جثمان الشيخ زيد محمد أبو علي، عضو مجلس النواب اليمني وأحد أبرز الشخصيات القبلية والسياسية اليمنية، في موكب شعبي غير مسبوق بدأ من صنعاء وصولاً إلى مسقط رأسه في مدينة الطويلة.
واحتشد الآلاف من المواطنين من مختلف مديريات محافظة المحويت ومحافظات أخرى للمشاركة في مراسيم التشييع التي وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ المنطقة.
وبحسب مصادر محلية، فقد أدى المشيعون صلاة الجنازة على الفقيد ثلاث مرات؛ بداية في جامع الصالح بصنعاء، ثم في الشارع العام بمدينة الطويلة، وأخيراً في المسجد المطل على مقبرة المدينة، نظراً لحجم الحشود الهائل الذي حال دون تمكن الكثيرين من أداء الصلاة عليه في كل مرة.
والشيخ زيد أبو علي، الذي توفي في صنعاء يوم الخميس 17 يوليو الجاري عن عمر ناهز 64 عاماً، حظي بمكانة واسعة بين أبناء محافظته والمجتمع المحلي حيث عُرف عنه التواضع والحكمة ومبادراته المستمرة في حل النزاعات القبلية والإصلاح بين الناس.
ونعى عدد من القيادات السياسية والبرلمانية الفقيد، بينهم رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، ونائب الرئيس السابق علي محسن صالح، ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني وآخرون، مشيرين إلى أن رحيله يُعد خسارة فادحة لليمن، لما مثله من نموذج في العمل البرلماني والوطني، ودوره الفاعل في رئاسة لجنة الشكاوى والتظلمات بمجلس النواب، إضافة إلى حضوره الاجتماعي الواسع.
كما عزى في وفاته نجل الرئيس السابق أحمد علي، وقيادات المؤتمر جناح صنعاء الخاضع للحوثيين، وقيادات حوثية على رأسهم مهدي المشاط ومحمد علي الحوثي.
وكان نشطاء قد تحدثوا عن وفاة غامضة للشيخ أبو علي، مشيرين إلى مواقفه وتصريحاته المناوئة للحوثيين، أو المؤكدة على قيم الجمهورية والثورة اليمنية والسلف والأعراف القبلية.
وقبيل مقتل الرئيس السابق برصاص الحوثيين، منعت المليشيا في أغسطس الشيخ أبو علي من دخول صنعاء وفرضت عليه الإقامة الجبرية حينها، وتمكن مع مسلحي قبيلته لاحقاً من السيطرة على مديريته في أحداث انتفاضة ديسمبر 2017، وشارك الرجل بعدها في تشييع قيادات مؤتمرية قُتلت في المواجهات مع الحوثيين، على رأسهم الشيخ ناجي جمعان، مؤكداً في خطاب التشييع أن الأخير قد واجه "بنفس جمهوري وسطر ملحمة وبطولة عفاشية".
وللراحل ظهور محدود في إعلام مليشيا الحوثي، ومنها لقاؤه رئيس حكومة الجماعة سابقاً وعضو مجلسها السياسي حالياً عبدالعزيز بن حبتور في نوفمبر 2022م، والمنشور في موقع "أنصار الله" على الإنترنت.
وقبيل وفاته بأيام، استُضيف الراحل عبر برنامج "حصاد السنين" على قناة السعيدة، والتي بثت الحلقة الأولى منه قبل يومين بالتزامن مع وفاته، ويُفترض أن تُبث الحلقات الأخرى في الأسبوع الجاري، حيث يسرد الراحل شهادته على العديد من الأحداث في اليمن ومنها الأحداث الأخيرة، والتي قد تسلط الضوء على احتفاظه باحترام جميع أطراف الصراع في اليمن.
والشيخ زيد محمد أبو علي من مواليد مديرية الطويلة بمحافظة المحويت عام 1961، وعضو في مجلس النواب اليمني منذ انتخابات عام 2003، ضمن كتلة حزب المؤتمر الشعبي العام.
وينحدر الراحل من أسرة جمهورية، حيث كان والده أحد الرموز القبلية المشاركين في ثورة 26 سبتمبر والدفاع عنها، خاصة في معارك حصار السبعين. وقد خَلَف الرجلُ والده في نهجه الثوري.
وبحسب مصادر محلية، لم ينخرط أبو علي، رغم تواجده في مناطق سيطرة المليشيا، في جهود التحشيد لهم أو دعم نهجهم الطائفي.