حذر توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، من تصاعد الأزمة الإنسانية في اليمن، مشيراً إلى أن أكثر من 17 مليون شخص في البلاد يواجهون خطر الجوع، وأن أكثر من مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الذي يهدد حياتهم.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، قال فليتشر إن الوضع الإنساني في اليمن قد تدهور بشكل حاد منذ أواخر عام 2023، حيث يواجه أكثر من 17 مليون شخص خطر الجوع، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 18 مليون شخص بين سبتمبر وفبراير 2026.
وأضاف أن أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، مما يهدد حياتهم ويعرضهم لخطر الأضرار الجسدية والمعرفية الدائمة.
وأشار فليتشر إلى أن هذه الأزمة تتفاقم في وقت يتناقص فيه التمويل الدولي، مما يعوق قدرة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية على توفير المساعدات الأساسية لملايين الأشخاص في اليمن.
وأكد على أن التمويل لا يكفي لتلبية احتياجات الصحة والحماية، خاصة بالنسبة للنساء والفتيات اللاتي يواجهن تهديدات من العنف القائم على الجنس.
وفيما يتعلق بالإجراءات المتخذة على الأرض، أوضح فليتشر أن الفرق الإنسانية في اليمن استطاعت تحقيق بعض التقدم، مثل الحد من انتشار مرض الكوليرا بنسبة تزيد عن 70% من خلال التركيز على التوعية المجتمعية وتعزيز النظافة الصحية في المناطق الأكثر تأثراً.
وحسب المسؤول الأممي فإن أكثر من 650,000 طفل يعانون من سوء التغذية يتلقون الآن العلاج المنقذ للحياة.
وأعلن فليتشر عن خطة لمساعدة أكثر من 600,000 شخص في محافظة تعز على الوصول إلى المياه النظيفة من خلال استثمارات بقيمة 2 مليون دولار.
وطالب فليتشر في ختام كلمته مجلس الأمن الدولي بزيادة التمويل الإنساني بشكل عاجل لتوسيع دعم الطوارئ الغذائي والتغذوي، وكذلك ضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن العاملين في الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الذين تم احتجازهم، كما دعا إلى اتخاذ خطوات قوية لضمان احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، كان قد أكد في وقت سابق أن الحل السياسي يظل الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في اليمن، مؤكداً أن كل يوم يمر دون تحقيق تقدم في هذا الصدد يزيد من معاناة ملايين اليمنيين.