أعلنت عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO)، اليوم الأحد، عن تعرض ناقلة نفط لهجوم مسلح في المياه الدولية جنوب غرب مدينة الحديدة، في حادثة تعيد التوترات البحرية إلى الواجهة بعد أشهر من التوقف.
وقالت شركة "أمبري" البريطانية للملاحة والأمن البحري إن السفينة المستهدفة ناقلة نفط ترفع علم ليبيريا وتعود ملكيتها لجهات يونانية، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن تسرب المياه إلى داخل الناقلة.
وأوضحت الشركة أن الهجوم نفذته أربعة زوارق بحرية مسيّرة، اصطدمت اثنتان منها بجسم السفينة، مما أدى إلى أضرار مادية واندلاع حريق على متنها، بحسب تحديث لاحق من ضابط الأمن في السفينة.
ولفتت "أمبري" إلى أن السفينة تنطبق عليها "المعايير التي أعلنها الحوثيون سابقًا لاستهداف السفن، سواء من حيث العلم أو الارتباطات التجارية".
وكانت UKMTO قد ذكرت في تحذيرها الأولي أن السفينة تعرضت لإطلاق نار من زوارق صغيرة باستخدام أسلحة خفيفة وقنابل يدوية ذاتية الدفع، مشيرة إلى أن فريق الحماية المسلحة على متن الناقلة رد بإطلاق النار، فيما بقيت الوضعية "مستمرة وخطرة" حتى اللحظة.
ويعيد هذا الهجوم أجواء التصعيد إلى البحر الأحمر بعد توقف مؤقت للهجمات استمر لأشهر، وسط أحاديث دولية متزايدة عن قرب التوصل إلى اتفاق هدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.
وكان الحوثيون قد أعلنوا في نهاية العام 2023 عن استهدافهم المتواصل للسفن المرتبطة بإسرائيل أو "الدول الداعمة لها"، في إطار ما سموه دعما لقطاع غزة، وهو ما استدعى تدخلا من تحالف دولي بقيادة واشنطن، في إطار عملية سميت "عملية حارس الرخاء" لتأمين الملاحة الدولية.
وحتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن طبيعة التنفيذ والتوقيت يعيدان التركيز إلى تهديدات الحوثيين، خصوصاً في ظل استمرارهم في استخدام تكتيكات الزوارق الانتحارية والمسيّرات البحرية.
وقالت UKMTO إن السلطات البحرية تواصل التحقيق في الحادث، داعية السفن إلى توخي أقصى درجات الحذر أثناء الإبحار في المنطقة، والإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه.