أخبار محلية

تصريحات مدير أمن عدن تثير غضب "التربية".. الوزارة اتهمته بالتحريض وإدارة الأمن تبرر دوافع تصريحاته

المصدر

أثارت تصريحات أدلى بها مدير أمن العاصمة المؤقتة عدن، اللواء مطهر الشعيبي، خلال فعالية توعوية بمخاطر المخدرات، ردود فعل غاضبة من وزارة التربية والتعليم، التي اعتبرت تلك التصريحات تجاوزاً غير مقبول وهجوماً شخصياً على وزيرها، محملة أمن عدن مسؤولية أي استهداف قد يطال الوزير في الفترة القادمة.

وفي بيان لها أعربت الإدارة العامة للإعلام والنشر التربوي في وزارة التربية عن استغرابها من تصريحات الشعيبي، التي أشارت إلى تكرار سفر وزير التربية إلى القاهرة، ووصفتها بأنها "عارية من الصحة ولا تمت للواقع بصلة"، مؤكدة أن الوزير لم يغادر البلاد منذ أكثر من عام، ويباشر مهامه من ديوان الوزارة في العاصمة المؤقتة عدن.

واعتبرت أن ما ورد على لسان مدير الأمن يمثل خروجاً على الأعراف المؤسسية والسلوكيات التي يجب أن يتحلى بها مسؤولو الدولة، مشيرة إلى أن تقييم أداء الوزراء ليس من اختصاص الأجهزة الأمنية، بل من مسؤوليات جهات عليا في الدولة، داعية إلى احترام مبدأ الفصل بين السلطات وعدم الزج بالمؤسسات التربوية في السجالات السياسية.

وأكدت أن تصريحات الشعيبي تنطوي على تحريض واضح واستهداف سياسي يهدد السلم المجتمعي، ويقوض أي جهود للتقارب بين المكونات الوطنية، محملاً أمن عدن المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا الخطاب وما قد يترتب عليه من تهديدات شخصية للوزير.

وفي المتداول عبر فيديو منذ أيام انتقد الشعيبي، أداء وزارة التربية والتعليم، متهماً الوزير بالتقصير في معالجة أزمة توقف التعليم، ومشيراً إلى أن الوزير لا يمكث في عدن سوى أيام معدودة قبل أن يغادر، في وقتٍ تعاني فيه المدارس من شلل شبه تام.

وأكد أن العملية التعليمية توقفت فعلياً في عدن وعدد من المحافظات، دون أن يقابل ذلك أي تحرك جاد من الوزارة، مشيراً إلى أن التعليم مستمر في مناطق سيطرة الحوثيين رغم أن المعلمين هناك لا يتقاضون مرتباتهم.

وشدد الشعيبي على أن العام الدراسي القادم يجب أن يشهد عودة حقيقية للتعليم، قائلاً إن الأجهزة الأمنية ستعمل على إلزام المدارس الحكومية بالدوام، ومؤكداً أن صرف الحوافز للمعلمين لم ينعكس على الواقع، واصفاً استمرار التوقف بأنه غير مبرر.

واعتبر أن غياب التعليم يفتح المجال أمام انتشار المخدرات بين الشباب، محذراً من أن استمرار هذا الوضع يُمثّل تهديداً لمستقبل الأجيال والسِّلم المجتمعي.

بدورها أصدرت إدارة أمن عدن بياناً توضيحياً حاولت من خلاله تهدئة الموقف، مؤكدة أن ما جاء على لسان مدير الأمن خلال مشاركته في الحفل الختامي لفعالية الأسبوع العالمي للتوعية بمخاطر المخدرات، لم يكن موجهاً ضد وزارة التربية أو المعلمين، بل جاء انطلاقاً من واقع مرير كشفته تقارير رسمية، تشير إلى أن النسبة الكبرى من ضحايا المخدرات هم من فئة الطلاب بين سن 16 إلى 25 عاماً.

وقالت ادارة الأمن في بيان إن حديث الشعيبي جاء بدافع الحرص الوطني، في ظل تزايد ظاهرة انتشار المخدرات بين الشباب نتيجة تعطل العملية التعليمية، معتبراً أن الهدف من كلمته هو إطلاق نداء لمعالجة الخلل لا استهداف أي جهة.

وأشارت إلى أن الفعالية شهدت جلسات حوارية شارك فيها ممثلون عن وزارة التربية، وخرجت بتوصيات من بينها إعادة فتح المدارس وإدماج برامج التوعية بمخاطر المخدرات ضمن المناهج.

وانتقدت إدارة الأمن ما وصفته بـ"التهويل الإعلامي غير المسؤول"، الذي رافق تصريحات الشعيبي، مؤكدة أن العلاقة بين الأمن والتعليم تكاملية لا تنافسية، وأن الأمن لا يستقوي على التعليم بل يستمد منه القوة، مشددة على ضرورة تضافر الجهود لحماية الجيل من خطر المخدرات.

ودعت إدارة الأمن الجهات الحكومية إلى إعطاء المعلمين الأولوية في تحسين أوضاعهم، بما يعزز من قدرتهم على أداء رسالتهم التربوية، مؤكدة احترامها الكامل للمؤسسة التعليمية وكوادرها.