أخبار محلية

ماذا تعرف عن "يوم النشور".. القبائل ترد على الفعاليات الطائفية بإعادة إحياء تقاليد اجتماعية قديمة

المصدر
فيصل قاسم

أحيت قبائل عمران، أمس الأحد، ما يُعرف بـ"يوم النشور"، وهو تقليد قبلي قديم يحييه القبائل في مناطق واسعة من شمال اليمن في عاشر أيام عيد الأضحى.

واحتشد الآلاف من أبناء قبائل بكيل في محافظة عمران للاحتفال بهذه المناسبة القبلية، في منطقة ريدة، مرددين الزوامل والأهازيج الشعبية، وتبادلوا التهاني والتبريكات بعيد الأضحى المبارك.

ويُعد "يوم النشور" عيدًا قبليًا تقليديًا دأبت على إحيائه قبائل عمران، لا سيما قبائل بكيل وغولة عجيب وعيال سريح والجبل ومديرية ريدة، في 19 من ذي الحجة من كل عام، أي اليوم التالي لما يُعرف بـ"عيد الغدير" أو "يوم الولاية" الذي تُحييه جماعة الحوثي.

ويجتمع أبناء القبائل في هذا اليوم للتسامح والتصالح، والاصطفاف القبلي لمناقشة القضايا المهمة، والاحتفال بعودة الحجاج، وتوديع عيد الأضحى. وتتخلل المناسبة طقوس تشمل إطلاق النار في الهواء باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، دون أي لافتات حزبية أو مذهبية.

ورغم عدم وجود توثيق تاريخي دقيق لبداية هذا التقليد، يؤكد وجهاء من قبائل عيال سريح أنه يعود إلى ما يقارب 200 عام. ويشير الباحث عنتر الذيفاني إلى أن القبائل كانت تنتظر عودة الحجاج في "عاشر عيد الأضحى"، فيتجهون إلى ساحة عامة لتوديع العيد، وأداء الزوامل والرقصات الشعبية، كـ"البرع"، وإطلاق النار في الهواء، تعبيرًا عن انتهاء إجازة العيد وبدء العودة إلى الأعمال.

صباح "يوم النشور"، تصل كل قبيلة بسلاحها على شكل صفوف متتالية، مرددة الزوامل، وتُستقبل من قبائل أخرى، ثم تُتبادل التهاني ويستمع الحضور لقصائد شعرية تعبّر عن الفرحة، قبل أن تُنظّم مسابقات في إصابة أهداف مُعدة مسبقًا على أحد الجبال، وتستمر الفعالية حتى الظهيرة، ثم يعود الجميع إلى قراهم ومنازلهم.

وخلال السنوات الماضية، واصلت قبائل عمران إحياء هذه العادة القبلية، رغم محاولات جماعة الحوثي تعطيلها، خصوصًا أنها تأتي بعد يوم من فعاليتهم الطائفية "يوم الولاية". وقد رفضت القبائل تهديدات الحوثيين وعروضهم، بما فيها اقتراح أبو علي الحاكم بتوحيد المناسبتين، وأصرّت على إبقاء المناسبة قبلية خالصة، خالية من شعارات الجماعة.

وفي عام 2023، منعت جماعة الحوثي إطلاق النار خلال "يوم النشور"، لكن القبائل رفضت، وخرجت بشكل غير مسبوق، مطلقة الرصاص بكثافة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وأصدرت مشيخات قبيلة غولة عجيب تحذيرات لأبو علي الحاكم من تكرار الاستفزازات.

ويعتبر كثير من المهتمين بالشأن القبلي أن إحياء "يوم النشور" هو رد عملي على محاولة الحوثيين فرض "عيد الغدير" كهوية بديلة، ويؤكد تمسكهم بثقافتهم وهويتهم القبلية الأصيلة، في مواجهة مشروع طائفي دخيل تسعى الجماعة لفرضه على المجتمع اليمني.