هدد الحوثيون المدعومون من إيران بتوسيع هجماتهم على إسرائيل، عقب إطلاق صاروخ باليستي، الثلاثاء، في تصعيد جاء ردًا على غارة نفذتها البحرية الإسرائيلية استهدفت ميناء الحديدة في اليوم ذاته.
منذ مجزرة السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لم تتوقف الجماعة عن استهداف إسرائيل والملاحة البحرية وتهديد أمن المنطقة بأكملها.
وفي الداخل اليمني، يبسط الحوثيون سيطرتهم على كيان يشبه "دولة داخل الدولة"، عبر بنية عسكرية وأمنية محكمة تدير جزءًا واسعًا من البلاد.
في هذا السياق، نشر موقع "العين الإخبارية" الإماراتي، الأربعاء، تقريرًا موسّعًا بعنوان "أذرع الموت"، يكشف فيه الهيكلية التنظيمية للقوات المسلحة التابعة للحوثيين، بوصفها "هيكلًا عسكريًا موازيًا"، تطور مع الزمن ليشكل قاعدة سلطة قائمة بذاتها.
بدأ الحوثيون كجماعة متمردة، لكنهم سرعان ما تبنوا النموذج المعروف لوكلاء إيران في المنطقة: التغلغل في مؤسسات الدولة، تفريغها من مضمونها، وتحويلها إلى واجهة تغطي على سلطة حقيقية غارقة بالتسليح والاستعراضات العسكرية.
يشير التقرير إلى أن زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، أحكم سيطرته تدريجيًا على مفاصل القرار داخل الميليشيا، معتمدًا على نخبة من القادة العسكريين الشباب الذين تولوا قيادة تشكيلات جديدة على هيئة ألوية مستقلة، خارجة عن النمط التقليدي للجهاز العسكري.
وفيما يلي أبرز هذه التشكيلات..
• ألوية الفتح
تضمّ هذه الوحدة عناصر مسلّحة يحملون توجّهًا عقائديًا. وقد كانت بقيادة اللواء (محمد عبدالله ثعيل)، الذي "تلقّى تدريبه في لبنان وإيران على أيدي خبراء عسكريين، وقُتل عام 2022 أثناء قيادته هجومًا كبيرًا لاستعادة مدينة حَرَض الحدودية في محافظة حَجّة شمال غرب اليمن". وبعد مقتله، تم تعيين (حسين القَحّوم) خلفًا له، ومنحه الحوثيون رتبة عميد، بحسب ما جاء في التقرير. وتتكوّن الوحدة من عدة ألوية، من أبرزها اللواء الثالث بقيادة العميد (القاسم المرّاني). ويُعدّ العقيد (زيد المُرْتَضى) والعقيد (كامل هادي) من بين الضباط الرئيسيين في هذه التشكيلات. وتتميّز هذه الوحدات بالمرونة العالية، إذ تنتقل من جبهة إلى أخرى، لا سيما في المناطق الحدودية، مثل محيط مدينة مأرب شرقي العاصمة صنعاء.
• ألوية حرس الحدود
أفاد التقرير أن "هذه الوحدات يقودها القيادي الحوثي (بندر معوض العمري)، الذي يحمل رتبة عميد، ويشغل منصب القائد العسكري لألوية حرس الحدود التابعة للميليشيا." وتنتشر هذه القوات في مناطق متعددة بمحافظات صعدة وحجة والجوف، علماً بأن الجوف تحد السعودية. وتتولى هذه الوحدات مسؤولية حراسة المتاريس والممرات الجبلية والنقاط الاستراتيجية، وتعمل أيضاً على مراقبة عمليات التهريب، بحسب التقرير. وتشير وسائل إعلام حوثية إلى وجود وحدات تُعرف بـ"ألوية جيزان"، ويُعتقد أنها تقوم بمهام مشابهة لألوية حرس الحدود. وتخضع ألوية جيزان لقيادة اللواء (أحمد يحيى جسار)، الذي كان في السابق قائداً لإحدى الألوية المدرعة. أما مساعده فهو العقيد (علي عبدالله عيسى)، ويُشرف على القوات المنتشرة في جبهة حرض - حجة وبعض الجبهات في محافظة صعدة شمال غرب اليمن.
• ألوية الصماد يصف التقرير هذه الوحدات بأنها من أكبر المجموعات القتالية، وتتألف من "مقاتلين قبليين" وأفراد من "المناطق الوسطى". وتنتشر قواتها في محافظات الضالع ولحج وتعز، حيث تقع تعز جنوب غرب اليمن. و من أبرز قادة هذه الوحدات العميد (سليم القحيف)، قائد اللواء الأول صماد، ويتمركز في جبهة الفاخر بمنطقة قعطبة في محافظة الضالع. كما يُعد الفريق أمين البحر قائداً للواء الثاني صماد. وتشمل التشكيلات الأخرى ضمن هذه القوة اللواء التاسع والعاشر المنتشرين في جبهات لحج وكرش والقبيطة، بالإضافة إلى جبهات شرق تعز، مثل المواسط والدِمْنة. وهناك ألوية أخرى على جبهات مختلفة، من بينها اللواء الحادي عشر، و الثاني عشر، و الرابع عشر، والسابع عشر.
• ألوية النصر يُشير التقرير إلى أن هذه الألوية تعمل بالتوازي مع "قوات المنطقة الشمالية"، ويقودها اللواء (عقيل الشامي)، الذي يُوصف بأنه "من أخطر القادة العقائديين المتطرفين بعد يوسف المداني". وتنتشر هذه الوحدات على جبهة حجة الشمالية. ويضيف التقرير: "كشفت معلومات حصلت عليها صحيفة العين الإخبارية أن الميليشيات أنشأت منذ مطلع عام 2023 خمس ألوية بحرية ودفاع ساحلي تحت قيادة الشامي". وتابعت المعلومات: "استقطبت هذه الألوية أعداداً كبيرة من الأطفال والشباب، معظمهم من أبناء العاملين في قطاع الصيد التقليدي، ومن سبق لهم العمل في مجال الصيد أو المهام البحرية، سواء في النقل أو التهريب".
• ألوية الحسم
أفاد التقرير أن "ألوية الحسم، التي يقودها العميد (أبو يوسف حمدان)، تضم وحدات مشاة وآلية وقناصة ومدفعية ووحدات مضادة للدروع والطائرات المُسيّرة". وتتمركز هذه الألوية في محافظة مأرب شرقي صنعاء، "ولديها مقر رئيسي في محافظة ذمار، حيث تم تجنيد شباب وأطفال من أبناء المحافظة للانضمام إلى صفوفها".
• ألوية الإسناد والدعم
تشير المعلومات الواردة في التقرير إلى أن ألوية الدعم والإسناد الحوثية تشبه في مهامها وتنظيمها قوات الباسيج الإيرانية. "تُعد قوة تعبئة احتياطية موازية، يقودها (قاسم الحمران) الملقب بأبي الكوثر، ويحمل رتبة لواء"، بحسب التقرير. "ويُعرف الحمران بولائه المطلق لزعيم الميليشيا، ويُعد من أكثر القادة المتشددين ارتباطاً بالحرس الثوري الإيراني، وقد بدأ منذ عام 2020 بإنشاء ألوية الدعم والإسناد". ويُذكر أن إحدى كتائب هذه الألوية تتمركز في منطقة الحديدة الساحلية، وتضم حوالي 9,000 مقاتل.
• ألوية الهادي
رغم طابعها السري، كشف تقرير "العين الإخبارية" عن وجود هذه القوة في مطلع عام 2023، وجاء فيه: "تتكون من 1500 عنصر، جميعهم أطفال دون سن الخامسة عشرة، وقد خضعوا لغرس أيديولوجي متطرف، من ضمنه الاعتقاد بأن أي شخص يعارض الحوثيين هو ’عميل لإسرائيل‘". وقد تلقى عناصر هذه الألوية تدريبات على استخدام المدفعية، بالإضافة إلى مهام العمليات الخاصة. وأضاف التقرير: "قامت ميليشيا الحوثي بنشر مجندين من هذه الألوية، التي لم يُكشف بعد عن أسماء قادتها، إلى جبهات مأرب والضالع وتعز والساحل الغربي للمشاركة في عمليات عسكرية كتطبيق عملي لتدريباتهم".
• ألوية الحماية الرئاسية
بحسب التقرير، فإن القيادة المركزية لألوية الحماية الرئاسية يتولاها العميد (عبد الله يحيى الحسني). ويشغل العميد (عبد الرحمن الحوثي) منصب مدير إدارة الاستخبارات العسكرية ضمن هذه الألوية، والتي تُعد جزءاً من منطقة العمليات المركزية في صنعاء. وتضم هذه القوة اللواء 314 الآلي، بالإضافة إلى وحدات أخرى منتشرة في صنعاء، وكذلك في مأرب وجبهات أخرى جنوب البلاد.
• ألوية الحُماة في الساحل الغربي
أُنشئت ألوية الحوثيين في الساحل الغربي عام 2018، خلال ذروة معركة تحرير الحديدة التي قادها التحالف العربي، بحسب ما أفاد التقرير. وتخضع هذه الألوية لقيادة العميد الحوثي (عبد الله الوزير). "و تتضمن هذه الألوية اللواء السادس والسابع والثامن، ويتمركز جميعها في منطقة الدريهمي. كما تنشط كتائب أخرى تحت اسم ’حماة الساحل الغربي‘، بقيادة العميد (محمد عيضة علي جابر شُويّان)، المنحدر من محافظة صعدة، وينتمي لعائلة معروفة بتشددها وتطرفها"، وفقاً للتقرير.
• ألوية الاحتياط
تخضع ألوية الاحتياط لقيادة (عبد الخالق الحوثي)، شقيق زعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي. وتتمركز هذه الألوية في العاصمة صنعاء، وتُعرف إحدى وحداتها باسم "لواء القدس".
• ألوية بدر
تتمركز ألوية بدر في المناطق الساحلية الغربية من محافظة حجة، وتُعد قوة احتياطية بقيادة (عقيل محمد عباس المؤيد)، بحسب التقرير. وأضاف التقرير: "المؤيد بدأ مؤخراً بتولي رتبة عميد. وبرز اسمه لأول مرة في عام 2016، عندما منحته الميليشيا رقماً عسكرياً ورتبة ’مقدم‘. وكان من بين عشرات الأفراد التابعين للميليشيا الذين تم إدراجهم في وزارة الدفاع رغم عدم امتلاكهم أي خلفية عسكرية، وفقاً لمصادر إعلامية".