عادت خدمة الكهرباء إلى محافظة مأرب، مساء السبت، بعد انقطاع شبه كامل دام أكثر من 24 ساعة، نتيجة أضرار جسيمة لحقت بخطوط النقل ومحطات التحويل.
وقال سكان إن الكهرباء عادت إلى المدينة المكتظة بالنازحين، بعد انقطاعها في وقت حرج خلال عيد الأضحى، ما تسبب بمعاناة كبيرة للسكان.
وانقطعت الكهرباء نتيجة تضرر خطوط النقل ومحطات التحويل جراء اشتباكات مسلحة اندلعت خلال اليومين الماضيين بين "عناصر مسلحة تخريبية" وقوات من الجيش والأمن شرق المحافظة.
وذكر السكان أن خدمة الكهرباء شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال يومي الخميس والجمعة، حيث اقتصرت على ساعات محدودة من التشغيل، قبل أن تنقطع بشكل كلي في وقت متأخر من الليلة الماضية.
وفي أحدث منشور على صفحتها بـ"فيسبك" أوضحت مؤسسة كهرباء مأرب أن التوربينات أُعيدت إلى الخدمة عبر الدائرة الأولى من خطوط النقل، وتم تحميلها بـ120 ميجاوات فقط، مع استمرار العجز في الطاقة لحين استكمال صيانة الدائرة الثانية.
وذكرت المؤسسة أن فرق الصيانة ستباشر العمل ظهر الأحد، داعية المواطنين إلى الترشيد في استهلاك الكهرباء لضمان استمرارية الخدمة.
وحسب ما نشرته المؤسسة خلال الساعات الماضية فقد تعرض خط النقل 132 ك.ف ومحطات التحويل 400/132/33 ك.ف لأضرار كبيرة، تمثلت في سقوط الدائرة الثانية في عدة مواقع بسبب انقطاعات في الفازات الثلاثة، فيما تعرضت الدائرة الأولى لثماني ضربات متفاوتة الخطورة، إضافة إلى تلف في تروس ميكانيكية لقواطع محطات مأرب وصافر.
وأشارت المؤسسة إلى أنه تم تقييم الأضرار بشكل عاجل بعد توقف الاشتباكات (صباح العيد - أمس الجمعة)، وبدأت الفرق الهندسية أعمال الصيانة رغم التحديات الميدانية وتزامن الحادثة مع عطلة العيد.
كما أشارت المؤسسة إلى أن إحدى الضربات في الدائرة الأولى كانت الأكثر خطورة، وتم إصلاحها خلال وقت قياسي، ما سمح بإعادة تشغيل الدائرة بشكل جزئي لتغذية بعض المناطق بالطاقة.
ووفق المؤسسة فإن عودة التيار واجهت تحديات إضافية، حيث أدى السحب الزائد للطاقة (الذي تجاوز 116 ميجاوات) إلى انهيار نقطة أخرى في الدائرة الأولى بعد ساعتين فقط من التشغيل، ما أدى إلى انقطاع جديد.
وأفادت المؤسسة بأن الفريق الفني، الذي عمل بشكل متواصل لأكثر من 36 ساعة، أخذ استراحة قصيرة ثم عاد إلى موقع العمل لمواصلة الإصلاحات.
وفي منشورات متتالية، أكدت مؤسسة الكهرباء أنه تم البدء بجدولة توزيع التيار الكهربائي بعد وصول الطاقة من المحطة الغازية إلى محطات التوزيع، فيما جرى إدخال التوربين الثاني للخدمة في وقت لاحق لتعزيز استقرار التيار وتغذية بقية الخطوط.
وتزامن هذا الانقطاع الكامل للكهرباء مع بدء المواطنين في محافظة مأرب بشراء أضاحي عيد الأضحى، ما فاقم من معاناتهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة واعتماد كثير من الأسر على الكهرباء لحفظ اللحوم والتبريد، خاصة في مخيمات النازحين التي تفتقر لبدائل مستقرة للطاقة.
واندلعت اشتباكات مسلحة يوم الأربعاء الماضي، عقب قيام عناصر قبلية مسلحة بالاعتداء على نقاط تابعة للجيش والأمن على الطريق الدولي، وذلك على خلفية نزاع حول مواقع استخراج خام الحديد في جبال "الثنية" الواقعة في المنطقة.
وفي بيان رسمي، أوضحت اللجنة الأمنية بمحافظة مأرب أن من وصفتهم بـ"عناصر خارجة عن القانون"، بقيادة عبدالله بن جلال – أحد المكلفين من قبل ميليشيا الحوثي – قاموا بأعمال تخريبية، من بينها استحداث نقاط تفتيش مسلحة، وشن هجمات على مواقع أمنية باستخدام أسلحة متوسطة وثقيلة.
وأكدت اللجنة أن هذه الاعتداءات تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتهديد المصالح العامة في المحافظة، مشددة على أن القوات الحكومية ستواصل التصدي لتلك التحركات بكل حزم.
ومساء الخميس، تجددت المواجهات في منطقتي الضمين والراكة بمديرية الوادي شرقي مأرب، بين القوات الحكومية وتلك العناصر القبلية المسلحة، حيث أفادت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين" أن المهاجمين استهدفوا خطوط نقل الكهرباء، ما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن مدينة مأرب، التي تضم مئات الآلاف من السكان والنازحين.