أخبار محلية

صيدنايا في اليمن.. سجن سري للحوثيين يُمارس فيه التعذيب والاغتصاب!

المصدر
فيصل نعيم

كشفت مصادر حقوقية وشهادات محلية عن وجود سجن سري تديره مليشيا الحوثي في مدينة عبس بمحافظة حجة، يُعرف محليًا باسم "البيت الأبيض"، يشهد انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين، أبرزها التعذيب والاغتصاب، وخصوصًا ضد النساء. 

ويقع السجن في حي سكني قرب معهد عبس المهني، ويتكوّن من عمارتين تعود ملكيتهما لوكيل محافظة حجة في الحكومة الشرعية، أحمد الجبلي. ويسيطر الحوثيون على المبنى منذ سنوات، حيث حولوه إلى مركز اعتقال سري تديره شخصية نافذة في الجماعة تُدعى "أبو فردوس"، وهو الاسم الحركي لسلمان الهدوي، مشرف الحوثيين في مديرية عبس. 

وبحسب شهادات أوردها تقرير نشره "المصدر أونلاين"، فإن السجن يضم زنازين انفرادية وغرف تحقيق، ويُستخدم لاحتجاز نساء من مناطق مختلفة بتهم غير واضحة، وسط تكتم شديد عن مصير بعضهن. وتفيد المعلومات أن بعض المعتقلات تعرضن للاغتصاب والانتهاك الجنسي من قبل "أبو فردوس" نفسه أو عناصر موالية له، وسط غياب أي مساءلة قانونية. 

وتحدثت إحدى الناجيات، وهي فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا عند اعتقالها، عن تعرضها للتحقيق والضرب والاعتداء، قبل أن يتم الإفراج عنها بعد وساطات ومساومات مهينة لعائلتها. فيما أفادت مصادر محلية عن حالات وفاة لمعتقلين نتيجة التعذيب، وحالات إصابة بأمراض نفسية وعصبية داخل السجن. 

وتشير المعلومات إلى أن "أبو فردوس" يدير هذا السجن بشكل مستقل عن أجهزة الأمن التابعة للجماعة، ويرفض تنفيذ أي أوامر بنقله أو محاسبته، مستفيدًا من حماية قيادات نافذة في صعدة، كما يتهم بفرض جبايات قسرية ومصادرة أراضٍ في المديرية. 

وفقا للتقرير، اكدت شهادات لعدد من الناجيات، ان التعذيب الذي تمارسه مليشيا الحوثي في السجن يشمل ضربًا مبرحًا بأدوات حادة، وأساليب تعذيب جسدي ونفسي ممنهجة. الناجيات أكدن أنهن تعرضن للضرب بشكل مستمر على أيدي الحراس، إضافة إلى التعذيب بالصدمات الكهربائية والتهديدات المستمرة التي تتضمن التعرض للمزيد من الأذى في حال رفضن التعاون مع المحققين، في نسخة لسجن صندنايا سيئ السمعة في سوريا. 

وتشير المعلومات إلى أن بعض المعتقلات تعرضن للاغتصاب بشكل متكرر على يد حراس السجن، بينما كان يتم إهانتهن لفظيًا بشكل مستمر. إحداهن،  تعرضت للاعتداء الجنسي في أكثر من مناسبة، وأشارت إلى أن الاغتصاب كان يُستخدم كوسيلة للانتقام والإذلال. 

بعض المعتقلات تم تهديدهن بالإبقاء في السجن أو حتى قتلهن إذا لم يخضعن لمطالب الحراس. في العديد من الحالات، تعرضت النساء للاعتداء الجنسي كجزء من عمليات التصفية السياسية أو للضغط على عائلاتهن لدفع فدية أو تقديم اعترافات كاذبة. 

وكانت منظمات حقوقية يمنية قد وثّقت سابقًا حالات تعذيب واغتصاب بحق معتقلات في سجون تديرها جماعة الحوثي، ما يعزز المزاعم باستخدام الجماعة للعنف الجنسي كسلاح قمع ممنهج. 

ويأتي هذا الكشف في ظل استمرار مطالبات دولية بفتح سجون الحوثيين أمام لجان تحقيق محايدة، والسماح للمنظمات الحقوقية بتوثيق الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، وخصوصًا النساء والأطفال.