انتقد المحامي الموكل بمتابعة قضية المخفي قسرياً المقدم علي عشال الجعدني الإجراءات التي اتبعتها النيابة العامة في التعامل مع القضية، حيث انتهت التحقيقات دون استجواب قيادات جهاز مكافحة الإرهاب أو تفتيش السجن الذي يُزعم احتجاز عشال فيه.
وقال المحامي، "عدنان الجنيدي"، في بلاغ صحفي تابعه "المصدر أونلاين"، إن النيابة قررت إنهاء التحقيقات دون استجواب قيادات جهاز مكافحة الإرهاب أو تفتيش السجن الذي يُزعم أن عشال كان محتجزًا فيه. كما أعرب عن استغرابه من استناد النيابة إلى معلومات متناقضة وغير مدعومة بأدلة كافية لتحديد وفاة المقدم عشال.
وأشار المحامي إلى تصريحات متعددة من جهات رسمية تؤكد أن المقدم علي عشال لا يزال على قيد الحياة، مستندًا إلى تقارير لجان تحقيق وتصريحات مدير أمن عدن، التي شددت على ضرورة استكمال التحقيقات للوصول إلى الحقيقة.
ودعا الجنيدي المحكمة الجزائية إلى إعادة ملف القضية إلى النيابة لاستكمال التحقيقات واستدعاء كافة الجهات المعنية، بما في ذلك وزير الدفاع ومدير أمن عدن، للكشف عن ملابسات القضية.
كما طالب الجنيدي بتوفير معلومات دقيقة حول مصير علي عشال، مشددًا على أن الإجراءات القانونية السابقة تفتقر إلى الشفافية ولا تُجيب عن تساؤلات أسرة المختطف المقدم علي عشال الجعدني.
وأكد أن النيابة أحالت القضية إلى المحكمة الجزائية دون استيفاء كافة التحقيقات الضرورية، مشيرًا إلى أن القضية تتضمن اتهامات لتسعة أشخاص بالتورط في اختطاف المقدم عشال، من بينهم عناصر تتبع جهاز مكافحة الإرهاب.
وبحسب تصريحات المحامي الممثل للأسرة، فإن المقدم علي عشال اختطف من قبل أفراد عسكريين ونُقل إلى مقر قيادة جهاز مكافحة الإرهاب، حيث تم تصفيته وإخفاء جثته لاحقًا، وفقًا لبيانات النيابة.
واختتم الجنيدي بلاغه بتوجيه رسالة إلى القضاء والنيابة العامة بضرورة احترام القانون والعمل بحيادية في القضية، مؤكدًا أن استمرار الغموض حول مصير عشال يمثل انتهاكًا لحقوق أسرته ويؤجج الشكوك حول تورط جهات رسمية.
وكانت القضية قد شهدت تصعيدًا كبيرًا في الحراك الشعبي والقبلي، حيث شكلت قبيلة الجعادنة ضغطًا مستمرًا على السلطات للكشف عن مصير، وقد تراوحت هذه التحركات بين المسيرات والمظاهرات الشعبية التي تعرضت للقمع من قبل قوات الانتقالي، إلى جانب تحركات قبلية واسعة دعمتها عدة قبائل في المنطقة.
يُذكر أن المقدم علي عشّال الجعدني، قائد كتيبة في الدفاع الجوي، قد اختُطف في 12 يونيو 2024 من قِبَل مسلحين يستقلون سيارة "نوها فوكسي" بيضاء اللون في منطقة التقنية بعدن، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة، حيث لا يزال مصيره مجهولاً حتى لحظة كتابة هذا الخبر.