شهدت الساعات الأخيرة سلسلة من اللقاءات بين قيادات في الشرعية ومسؤولين دوليين، حيث تم التركيز على تعزيز جهود مكافحة "الإرهاب الحوثي"، في ظل تكهنات باندلاع مواجهات محتملة مع الجماعة في المستقبل القريب.
اليوم الاثنين، ناقش عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرّمي، مع السفيرة الفرنسية لدى اليمن، كاترين قرم كمون، مستجدات الأوضاع العسكرية في مختلف الجبهات، والتهديدات المتزايدة التي تشكلها مليشيا الحوثي على الملاحة والتجارة الدولية.
كما التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة، اليوم، مع السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، لبحث أبرز التحديات التي تواجه عملية السلام في اليمن، في ضوء تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية وتهديداتها المستمرة لحركة الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي، إلى جانب تعطيلها لمسار الحل السياسي، وفقاً للإعلام الرسمي.
وقال العرادة إن "التهديدات الحوثية المستمرة للأمن الإقليمي والدولي تتطلب موقفاً دولياً موحداً لمواجهتها ووقفها، فضلاً عن تبني مقاربة أكثر صرامة تجاه المليشيات، وفرض عقوبات دولية ضد قياداتها وداعميها، مع العمل على تجفيف مصادر تمويلها وملاحقة شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات وغسيل الأموال التي تستخدمها المليشيا لتمويل أنشطتها."
وأكد العرادة على ضرورة "اتخاذ المجتمع الدولي خطوات عملية رادعة ضد ممارسات المليشيا الحوثية، لأن المواقف الدولية الضعيفة في الفترة الماضية شجعت الجماعة على مواصلة تصعيدها وشن الهجمات على السفن التجارية، ما يشكل تهديداً مباشراً لأمن الملاحة الدولية واستقرار المنطقة".
وبحسب ما أوردته وكالة "سبأ" يوم أمس الأحد، فقد عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في الرياض، اجتماعاً مع رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا في وزارة الخارجية الأمريكية، جيسي ليفنسون، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن، ستيفن فاجن، حيث ناقشوا "العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاقها المستقبلية، خصوصاً في مجالات مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة، وتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات".
وأشارت الوكالة إلى أن اللقاء تطرق إلى "التهديدات الإرهابية التي تغذيها المليشيا الحوثية، والتنظيمات المتحالفة معها، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والاعتداءات، وأعمال القرصنة المستمرة على سفن الشحن البحري بدعم من النظام الإيراني".
كما عرض العليمي خلال اللقاء جهود الحكومة في مجال الإصلاحات الأمنية، بما في ذلك تعزيز قدرات أجهزة مكافحة الإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة، مؤكداً على أهمية الدعم الدولي المطلوب لتعزيز هذه القدرات لمواجهة التهديدات المستمرة.
وأكد العليمي على "التعاون الوثيق بين الجمهورية اليمنية والولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب"، مشدداً على ضرورة "مضاعفة الضغوط الدولية على المليشيا الحوثية، بما في ذلك تصنيفها كمنظمة إرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها وتسليحها".
وفي تغريدة على منصة "إكس"، أشارت السفارة الأمريكية إلى أن الاجتماع مع الرئيس العليمي تناول "قضايا الأمن الإقليمي، ومواجهة عدوان الحوثي داخل اليمن وخارجه"، مؤكدة التزام الولايات المتحدة بدعم الجهود اليمنية في هذا الصدد.
وفي اليوم ذاته التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة بسفير جمهورية فرنسا لدى اليمن، كاترين قرم كمون، حيث ناقش تأثير تصعيد المليشيا الحوثية في البحرين الأحمر والعربي، مشيراً إلى "تهديداتها المستمرة للملاحة الدولية في أحد أهم الممرات المائية العالمية، وأثرها على الأمن الإقليمي والدولي".
وأكد العرادة على ضرورة "تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته تجاه هذه التهديدات واتخاذ تدابير عاجلة لردعها، بما في ذلك تجفيف مصادر تمويلها". وأضاف العرادة أنه "يجب العمل على تصحيح مسار العملية السياسية في اليمن، وكشف الأطراف المعرقلة للسلام، واتخاذ إجراءات رادعة بحقها لتحقيق سلام شامل ومستدام".
من جانبها، أكدت السفيرة الفرنسية التزام بلادها بدعم الحكومة اليمنية، وتعزيز الجهود الدولية للوصول إلى تسوية سلمية شاملة في اليمن.
وفي إطار مماثل، التقى العرادة بسفير المملكة المتحدة لدى اليمن، عبدة شريف، حيث تم تناول "الدور التخريبي لإيران في اليمن، من خلال دعمها المستمر لميليشيا الحوثي"، وأكد العرادة أن هذه التدخلات "تطيل أمد الصراع وتعقد الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وتقوض الجهود الدولية لتحقيق السلام".
ودعا العرادة المملكة المتحدة إلى "تفعيل دورها الاستراتيجي في الملف اليمني، وحشد المجتمع الدولي للتصدي لتدخلات إيران، وممارسة الضغط على المليشيا الحوثية لضمان التزامها بعملية السلام".
وفي لقاء آخر، بحث عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرّمي، مع السفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، "التداعيات الاقتصادية والإنسانية للأوضاع في اليمن"، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب ودعم جهود السلام.
في السياق التقى وزير الداخلية، اللواء إبراهيم حيدان، مع رئيس مكتب مكافحة الإرهاب لجنوب ووسط وشرق آسيا بوزارة الخارجية الأمريكية، جيسي ليفنسون، وسفير الولايات المتحدة لدى اليمن، ستيفن فاجن، حيث تم التركيز على "تعزيز التعاون الأمني بين البلدين لمكافحة الإرهاب"، مع تأكيد حيدان على "أهمية دعم الحكومة اليمنية في مواجهة التحديات الأمنية التي تهدد استقرار البلاد والمنطقة".
وفي لقاءات أخرى خلال الأسبوع الماضي، عقدت قيادات الشرعية لقاءات مع جهات دولية وإقليمية، تم خلالها التأكيد على ضرورة محاربة التنظيمات الإرهابية والتخلص من آفة الإرهاب، مع التركيز على التوجه نحو التنمية والبناء، وهذا يشير بوضوح إلى تصاعد اللهجة في أروقة الشرعية في ظل انسداد الأفق أمام التوصل إلى حل للصراع مع الحوثيين المدعومين من إيران.