سواءً كان الدافع فعلياً شعورهم أن اسم الملحمة يمس سمعة القبيلة أم رغبتهم في ابتزاز مالكها ومقاسمته مصدر دخله، فقد عاود مسلحون يتبعون أحد قيادات مليشيا الحوثي في إب مداهمة محل جزارة وغطوا فعلتهم بنفس المبرر الذي استخدموه سابقاً.
حسب شهود عيان، فإن القيادي الحوثي بلال الدار، الذي يشغل منصب مدير صندوق النظافة في المحافظة، قام بتوجيه مجموعة من العناصر المسلحة للاعتداء على "ملحمة الدار" في منطقة "مفرق جبلة" جنوب مدينة إب.
"ملحمة الدار" قالوا إن إسم الملحمة يمس سمعة القبيلة، وصل الطقم كما حدث في المرة الأولى وتقافز المسلحون من على متنه وانقسموا إلى فرق، مجموعة تمزق اللوحة مستخدمة خناجرهم "الجنابي" وأخرى تبطش بالخزنة الخشبية التي يلم فيها بائع اللحم ما يجمعه من نقود عائدات بيع اللحم، لعلهم يضعون أيديهم على مكمن الوجع الحقيقي وما يمثله من إساءة لنفسياتهم المتلهفة للحصول على مردود يوازي "جهادهم".
"كتب الله أجرك يا مؤمن" كان العنصر الحوثي منتفخ الأوداج يوجه دعواته محمساً زميله الذي يتسلق الجدار ويمزق اللوحة بينما كان آخرون يلوحون ببنادقهم ويوجهون سيل الشتائم والسباب لصاحب المحل والعمال الموجودين معه، ولعل ثالث كان يحصد الأجر الحقيقي بما وصلت إليه يده من محصول جمعه البائع طيلة يومه.
المواطنون الحاضرون اكتفوا بالذهول والفرجة وهم يتابعون عن كثب وقائع الغزوة التي تزامنت مع خطاب زعيم الجماعة الذي كان يدوي من شاشة صغيرة معلقة في المحل المجاور وهو يتكلم عن جرائم المحتلين في غزة، اختلط صوت زعيم الجماعة مع تكبيرات عناصره الذين رددوا صرختهم المعروفة عقب الانتهاء من "غزوة ملحمة الدار" الثانية.
في سبتمبر الماضي، اقتحم القيادي الحوثي بلال الدار مع عشرات من مسلحيه الملحمة ذاتها وهددوا مالكها بالقتل إذا لم يغير الاسم، وهو ما دفع صاحب المحل إلى تقديم شكوى للجهات المختصة.
وعلى الرغم من توجيه الجهات المعنية في محافظة إب بالقبض على القيادي الحوثي، إلا أن تلك التوجيهات لم تنفذ، رغم مرور نحو 3 أشهر على الحادثة.