أخبار محلية

كواليس ليلة سقوط صنعاء.. من خان ومن تآمر؟ تفاصيل تنشر للمرة الأولى

المصدر

لا يزال الكثير من تفاصيل خيوط المؤامرة الكبرى التي قادت إلى  21 سبتمبر 2014 وصنعت جحيم الحرب لليمنيين، مجهولاً رغم أن العنوان العريض لما حدث يعرفه القاصي والداني : ثورة مضادة قادها رئيس النظام السابق علي صالح متحالفاً مع الحوثيين.

ولطالما كان السؤال الذي أجابت عليه الكثير من تسجيلات صالح المسربة ولقاءاته التليفزيونية ومقاطع الفيديو، يحتاج إلى المزيد من تبيان الوقائع أكثر وسرد التفاصيل، حتى يتمكن اليمنيون من تدوين تاريخ مأساتهم كما حدثت بالفعل بلا مهادنة، فالتاريخ لا يحتمل التزوير أو الطبطبة ومواربة الحقيقة. بدون معرفة التاريخ يصعب المضي قدماً إلى الأمام، إذ أن وظيفة التاريخ تجنب تكرار الجوانب المظلمة منه في المستقبل.

في هذا اللقاء الذي أجرته قناة بلقيس مع اللواء محسن خصروف مدير التوجيه المعنوي السابق بوزارة الدفاع، يميط الرجل اللثام عن بعض التفاصيل وليس جميعها، وبروح تتحلى بالشجاعة والصراحة وضع الرجل الكثير من النقاط على الحروف، في حين تنتظر الحروف المبهمة الكثير من النقاط في توثيق أوسع واشمل من مقابلة عابرة.

 كيف سقطت صنعاء في 21 سبتمبر؟ من هم المتورطون والخونة الذين قدموا للمليشيات الدعم ؟ ما دور دول الجوار؟  ما مسؤولية الرئيس هادي ووزير دفاعه، وفي اي عاصمة عربية جرى التفاهم على اسقاط صنعاء بتفاهم رباعي حضرته الإمارات وبريطانيا ؟ ماذا تريد الأمارات والسعودية من اليمن وماهي الشروط السعودية التي وضعتها الرياض امام الرئيس هادي قبل الحرب لالحقا اليمن بمجلس التعاون الخليجي ؟ مهذه الإستفاهاما وغيرها ستجدون اجابات عليها بعضها تنشر لأول مرة .

لأهمية المقابلة يعيد خطوط برس نشر تفاصيل المقابلة التي أجراها الزميل : أحمد الزرقة مدير قناة بلقيس في برنامج لقاء خاص وهذه التفاصيل :

 مقدمة المذيع أحمد الزرقة: اعزاءنا المشادين اهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج لقاء خاص، استضيف اليوم الباحث في علم الاجتماع العسكري اللواء محسن خصروف، في الذكرى العاشرة للانقلاب الذي قامت به مليشيا الحوثي، لمناقشة تداعيات الانقلاب، وكيف آلت الاوضاع في اليمن، وماهي الحلول من وجهة نظر علم الاجتماع العسكري..

الحوثي كان ضعيفاً ودولة صالح العميقة هي التي أدخلته صنعاء

استاذ لو بدأنا باللحظات التي أدت إلى ما وصلنا إليه اليوم، هل كان هناك انقسام، أو أن الحوثي كان لديه القوة الساحقة مكنته من السيطرة على صنعاء والبلاد؟ *عند الحديث عن انقلاب 21 سبتمبر 2014، لابد من الإشارة بوضوح إلى أن الحركة الحوثية هي على الضد من ثورة 26 سبتمبر وكل الثوارات والحركات اليمنية وضد الحركات الوطنية بمجملها، سوء كان في الطابع العسكري أو الطابع المدني.

تصادف انقلاب 21 سبتمبر مع اليوم الذي كان البدر فيه يبايع ، ( تم مبايعته في  19 سبتمبر 1962، واستمرت المبايعة إلى ما بعد ذلك وفي 21 سبتمبر كانت المبايعة قائمة، لذلك هم الآن يستخدموا 21 سبتمبر ضد ثورة 26 سبتمبر، وأرادوه يوما حوثيا غير وطنيا بديلا للثورة الوطنية.

لم يكن الحوثي بهذه القوة الهائلة، لكن هناك خلفية، أولاً : الثورة الشعبية الشبابية السلمية وما آلت إليه، من سقوط السلطة السابقة وتسليم السلطة من علي عبدالله صالح إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، والانتخابات التي تمت والحوار الوطني وما كان يمكن أن يفضي إليه.. القضية الجوهرية المطروحة في الحوار الوطني، كيف يمكن الوصول باليمن إلى صناديق الاقتراع، كيف يمكن تداول السلطة بالطريقة السلمية عبر صوت المواطن ليكن هو سيد الموقف، هذه كانت القضية الجوهرية دون نفوذ أو السلطة من قوة سياسية أو اجتماعية أو عسكرية  أو حزبية، يعني يصبح الشعب هو سيد الموقف الممكن للوصول إلى السلطة.

هناك قوى سياسية في الساحة إما لها جذور تاريخية أو طارئة عليها لا تريد أن تؤمن وأن تقتنع بأن هذا هو الحل الصحيح في اليمن، وتتشبث بالسلطة بدعاوي ظاهرها حسن وباطنها كل السوء.

جاء الحوار الوطني في ظل وجود ما يشبه الانقسام بين القوى السياسية، يعني لم يعد اللقاء المشترك ذلك التكتل السياسي القوي والتجربة السياسية ربما تكون التجربة الفريدة على مستوى الوطن العربي، يعني هذا التكتل الذي أسقط النظام من خلال شباب الساحات لم يعد بتلك القوة، صار لكل مكون من هذه المكونات طموح خاص، اتجاه خاص، رؤية خاصة، تحالفات أخرى، لم يعد بتلك القوة.

النظام السابق نظام علي عبدالله صالح، بدأ يتماسك، صحيح أنه تآكل من داخله وحصل انقسام لكن من بقي حول علي عبدالله صالح تماسكوا بقوة وبدأوا يشتغلوا داخل المؤسسات الدفاعية، مؤسسة الجيش، مؤسسة الأمن، يعني ظلت الدولة العميقة في النظام السياسي الذي كان يقف على رأسه علي عبدالله صالح موجودة وفاعلة، الرئيس عبدربه منصور هادي كان نفوذه على القوات المسلحة والأمن ضعيف، هناك من يقول اننا كنا ننفذ أوامره، وهناك من يقول أن عبدربه منصور هادي لم يكن يستطيع أن يغير قائد كتيبة، هناك الكثير من قادة الألوية لم يتسلموا السلطة أو قيادة الأولوية التي أوكلها إليهم الرئيس هادي، إلا عبر ممثل الأمم المتحدة، سواء اللواء الثالث مدرع أو القوات الجوية أو غيرها. بالمقابل كان هناك قوة ليست كاملة هي ظاهرة يعني، ولكن لم تكن بتلك القوة، اللي هي حركة الحوثي، كانوا موجودين في مران وعجزوا عن الدخول إلى دماج ثلاث سنوات، ولكن الدعم الذي أتى إليهم من الرئيس السابق علي عبدالله صالح،  من خلال الحرس الجمهوري وأعضاء المؤتمر مكنهم من دخول دماج.

 في هذه النقطة، هناك من يقول إنه كان هناك شركاء لـ علي عبدالله صالح، داخل مؤسسات الدولة، مثلا المؤسسة الدفاعية، وزارة الدفاع في أحداث عمران وفي أحداث حاشد، تواطؤوا بشكل كبير جدا؟

سأصل بكل إلى هذه النقطة، المهم على شان الصورة تكون واضحة الرئيس علي عبدالله صالح، وصل إلى قناعة بأنه لن يعود إلى السلطة إلا عبر تحالف من خلال الحوثي، أو يمكن هكذا كان ظن أنه يمكن أن يعود لها عبرهم، الحوثي في نفس الوقت لديه مخطط استراتيجي بعيد المدى بتنظير إيراني، ومن حزب الله وقوى سياسية دولية أخرى وعظمى، أنه عبر علي عبدالله صالح، أو سيستخدم علي عبدالله صالح وإمكانيته للاستيلاء على السلطة، للاستيلاء على اليمن، وليس على السلطة فقط، ولفترة زمنية قادمة لاستعادة ما مضى.

أمريكا فرضت بقاء صالح  بعد 2011 وقوات الحرس شاركت في اقتحام صنعاء

أريد افهم كيف أن هذه القوى تواطأت مع علي عبدالله صالح، أو حاولت استخدامه وإعادته للسلطة، في نفس الوقت كيف تم إدراجه في لائحة العقوبات؟

هي هذه اللعبة الدولية التي خالطت الكثير من الأوراق، وخلطت الكثير من المفاهيم السياسية، يعني مثلاً: في بداية الثورة الشبابية الشعبية، أوباما قال لـ علي عبدالله صالح، يرحل ثم تراخت أمريكا ولم تضغط عليه في اتجاه الرحيل، يعني كانت تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية أن تنقذ اليمن بكلمة واحدة، بكلمة سر واحدة، تقول لـ علي عبدالله صالح ومن معه، فلوسكم عدنا، بس لو قالت له هذه الكلمة، سيرحل علي عبدالله صالح ومن معه، لكنها حافظت على أموالهم وانتزعت لهم حماية وحصانة وإمكانيات وحراسة وجيش لكي يبقوا، المهم نجح الحوثي أن يحصل على دعم من علي عبدالله صالح، فدعمه بمقاتلين من المؤتمر ومن الحرس الجمهوري ودخلوا دماج، ثم دخلوا صعدة، ثم تسلم ألوية مدرعات ومدفعية ومشاه في صعدة وسيطر على صعدة بالكامل، وكان لا يستطيع أن يتجاوزها، ثم وصل إلى سفيان ومن سفيان إلى عمران عبر القبائل المحيطة بعمران، ومشايخ واعيان وعقال واعضاء المؤتمر وضباط في الحرس الجمهوري ووحدات أخرى، وثم سقطت عمران في 13 يوليو 2013، هذا اللي حصل، ولم تكن تسقط عمران، اللواء  310 الذي كان يقوده حميد القشيبي، كان في إمكانيات في المعسكر بالإمكان يقاتل فيها سنة، كان في 60 طقم مسلح و 46 دبابة، وعربات مدرعة ومقاتلين.. حُصر اللواء، اتصل رئيس هيئة الأركان العامة أحمد علي صالح الأشول، قال له انتقل من مقر قيادة المحور إلى القشلة... وسنبعث لك طائرة هلوكبتر تنقلك إلى تعز، ونحط لك الشرطة العسكرية في البوابة الشرقية وفي البوابة الغربية الأمن المركزي، يحموا اللواء لحد ما تأتي قوة بديلة، والشباب اللذين كانوا يقاتلون كانوا في المرتفعات حول عمران، وكانوا رافضين ينزلوا.

اليوم  الثاني الصباح الساعة 10 أو 11، تبخرت كل هذه القوة، لم تعد موجودة حول عمران، القوة التي داخل المعسكر لم يبقى منها سوى 50 أو 60 عسكري والقشيبي و12 مرافق، اطقم الدبابات اختفوا.. القشيبي وجد نفسه مع المرافقين حقه وآخرين من عشرين إلى ثلاثين، الدبابات والاطقم التي كانت موجودة معه لو نشرها داخل المعسكر وخلف الأسوار لم تستطيع أن تدخل فرقة كاملة إلى داخل المعسكر.. ستُباد.

الوساطات الرئاسية بين الجيش الحوثيين جزء من المؤامرة

قبل هذا كان هناك لجان وساطة رئاسة، كيف نفهم أن رئاسة الدولة تبعث لجان وساطة بين الجيش وبين متمردين، هل هو جزء من العملية العسكرية ؟ هذا كان جزء من المؤامرة، كان في وساطة، وكان في ناس كثير من الوسطاء، اتفقوا على وقف إطلاق النار، لكن يوم 7 يوليو حُوصرت عمران بشكل أكبر، وانتهى وقف إطلاق النار، وكل طرف كان يلقي باللوم في الحادثة على الآخر، لكن سقطت عمران وجد القشيبي نفسه وحده، كان القشبي قد طلب دعم من وزارة الدفاع، ارسلوا له قوة وصلت إلى جربان، القائد ليش ما توصل إلى عمران، قال هذا قتال بين مليشيات، الجيش مالوش دعوة به! قلت حينها إذا كان القتال بين مليشيات، الدولة بجيشها مسؤولة عن إيقاف هذا القتال، ومن لم يلتزم يقاتل، حتى تستعيد الدولة سيطرتها وتكون الكلمة الأولى عسكريا وسياسيا للدولة... ما حصلش يعني.. حينها محمد ناصر أحمد، يلتقى بأبو علي الحاكم في منطقة معينة، اليوم الثاني (شصلوك)، يعني .. وهذا له خلفيات وانا استشهد بكلام فهد الشرفي، وهو من أنصار المؤتمر العام ، ومن أشد أنصار على عبدالله صالح، من أشد المعادين للإصلاح والاشتراكي ولغيره، قال هكذا يجي لنا أوامر ننسحب من أحد المواقع في صعدة ونسلمها للحوثي، ونستلم موقع آخر ويجي قد سلموا للحوثي، يسلمون الموقع بسلاحه، بدباباته، بكل شيء, حتى قالها عبدربه منصور هادي، قال كان( صالح )  يرسل 6 عربات للجيش و12 للحوثي ، قال يخلوه يسكت أحسن له... المهم حصل هذا وزارها اليوم الثاني الرئيس عبدربه منصور هادي، وقال كلمته أن عمران عادت إلى حضن الدولة.. هذه لها أساس لها خلفية..

     تفاهمات اقليمية ودولية في مسقط  لاسقاط صنعاء  للتخلص من الإصلاح  

عقد في مسقط مؤتمر حضره ممثلين عن عبدربه منصور هادي وعن علي عبدالله صالح وعن دولة الإمارات وبريطانيا، حضروا هذا اللقاء والسعودية أحيطت علما واتفقوا على أربع قضايا رئيسية: التخلص من التجمع اليمني للإصلاح، والفرقة الأولى مدرع وجامعة الإيمان وقوة المنطقة العسكرية السادسة حين كانت بالكامل.. طبعا الفرقة الأولى مدرع وجدت تفرعات منها اللواء 310 في عمران، تم الاتفاق على هذا وقيل لعبد ربه منصور هادي، سنسلمك السلطة خالصة مخلصة، دون أن يكون هناك أي معارض لك، ونحن سنكون سند لك، عبدربه بلع الطعم، صدق يعني، وذهب ليقول تلك الكلمة التي نأسف عليها حتى هذه اللحظة وهو نفسه أسف على نفسه أنه قالها، ولم يكتشف الخديعة إلا عندما حُصر منزله ودخلوا إليه وأهانوه.

الحوثي كان مخترقاً لكل التشكيلات العسكرية التابعة لصالح قبل 2011

هناك عشر سنوات مضت، ما تم فيها أي مراجعة ولم يتم فيها تحقيق حول ما حدث، لم يتم تحميل أشخاص إي مسؤولية.. يعني كان هناك هيئة الاركان وزارة الدفاع القوات الخاصة، هذه القوات والشخصيات التي كانت في هذه المواقع لليوم كأنها افلتت من المسائلة ؟

كانت بعض المكونات العسكرية جزء من هذه المؤامرة، تكلمنا سابقا عنسقوط صنعاء، قلت لهم صنعاء أبعد من عين الشمس، حتى أن أحد الإخوة،سخر مني، وقال سقطت عمران وصنعاء بتسقط اسهل منها. وحين سقطت صنعاء قال لي صنعاء أبعد من عين الشمس، قلت له شوف انا كنت اتحدث عن هذا على يقين أن لدينا القوات الخاصة قوة ضاربة، لدينا الحرس الجمهوري جيش، لدينا الفرقة الأولى مدرع جيش، الأمن المركزي جيش، الألوية مستقلة جيش عرمرم قوامه 450 ألف مقاتل، وأكثر من ألفين دبابة وأكثر من خمسة إلى ستة ألف مدفع، وقدرات خاصة، صمدنا في حصار السبعين يوما بخمسة إلى ستة ألف مقاتل مع الجيش الشعبي، حننتصر ونصمد في صنعاء ب 450 إلف مقاتل، كنت اتحدث على هذه الحثيات ولم أكن أعلم أن محمد ناصر أحمد، وزير الدفاع الحوثي، وليس وزير دفاع عبدربه منصور هادي، اللي حصل أن هذه القوة تخاذلت.. هل تتخيل أن طقم من الشرطة العسكرية أدخل الحوثيين إلى مقر القيادة العليا في صنعاء، وداخلها أكثر من 45 دبابة وعربات مدرعة ومخازن وسلاح اللواء الرابع الذي كان يقوده محمد خليل، ودخلوها بكل بساطة وسيطر عليها بكل بساطة واستمر هذا الطقم وسيطر على رئاسة الوزراء والإذاعة والتلفزيون ونهبوا كل ما فيها، ثم دخلوا مقر اللواء الثالث مدرع فيه أكثر من 300 دبابة من أحدث الدبابات، كان بالإمكان يقاتل بها سنة سنتين ثلاث سنوات، بهذه السهولة؟ كان الأمن المركزي قد اخترق والقوات الخاصة قد اخترقت من الحوثيين، كانوا يعينوا قيادات حوثية في هذه المراكز في الأمن المركزي وفي الحرس وفي القوات الخاصة، تم تعيينهم قبل دخول صنعاء قبل حتى الثورة الشبابية الشعبية فسهلوا للحوثي كل شيء، واختفى هذا الجيش العرمرم واختفت الدبابات واختفت المدرعات واختفى المقاتلين وبقى الشباب بمفردهم وعبدربه هو جزء من هذا الفهم الخاطئ الذي اوصلنا إليه.      جميع قادة الحرس الجمهوري الذي اقتحموا صنعاء مع الحوثي نعرفهم بالإسم

كان هناك كتائب ومعسكرات وألوية خاصة بوزارة الداخلية، هل كانت جزء من الموضوع؟

وزير الداخلية عبده حسين الترب، أصدر تعميم إلى كل قوات الأمن أن يسلموا للحوثيين، وقال أن هذا كان بتوجيه من الرئيس عبدربه منصور هادي، وهذا كان بناء عن مخرجات لقاء مسقط، هذا اللي حصل. يا رجل الحوثي لم يكن يستطيع أن يدخل إلى صعدة، عجز أن يدخل إلى دماج، فكيف بيدخل إلى صنعاء، ولم يدخلها إلا بقوة وإمكانيات الحرس الجمهوري والمؤتمر الشعبي العام واعضاءه وضباطه، وهذه مسالة معروفة، وكل من حاصروا صنعاء نعرفهم بالاسم من جهة الشمال والجنوب والغرب قيادات بالحرس الجمهوري، وبالقوات الخاصة وقيادات وضباط في المؤتمر الشعبي العام، كان في منطقة الصباحة أبو علي الحاكم وخمسة أفراد من صعدة والبقية كلهم من بني مطر والحيمتين وحراز وهمدان هؤلاء اللي دخلوا من الغرب، كذلك بقية الاتجاهات الأخرى.. يكفي أن تعرف أن بيت علي عبدالله صالح في سنحان نهبوها أهل سنحان في 2017.

طيب ذكاء صالح وأنه ثعلب أو أنه عدما فقد السلطة فقد الاحساس بكل شيء؟

فقد البوصة، فقد الرؤية وظن بتفكير خاطئ وحسابات غير علميةليس لها أرضية في الواقع الاجتماعي، حسابات الفهلوة اللي كان عايش عليها النظام بشكل عام: يحرش بين هذا وهذا، ويضرب قبيلة بأخرى، كذلك الجيش، لا يتفق القائد بأركان الحرب، بهذا الشكل( كان صالح يدير البلاد)، وظن عن طريق هذه الحسابات، أنه قادر أن يزحف إلى السلطة بالقوة، حتى في لقاء أغسطس ( في ميدان السبعين ) اللقاء المليوني الذي كانوا يراهنوا عليه قالوا بنتفق مع الحوثيين، وخرج كل الجموع خائبة الأمل.. هذه الحسابات لم تكن دقيقة، لا خبرة عسكرية ولا سياسية ولا تاريخ علمي.. يعني الأساس العلمي للتفكير الصائب مش موجود ( يقصد تفكير صالح).           صالح كان معجب بنفسه ومن بعد 94 كان هو صاحب الكلمة الأخيرة

كان هناك غرفة عمليات تابعة للمؤتمر الشعبي العام، من ضمنها أبرز مستشاري صالح الذين تم تصفيتهم لاحقا أو تم قتلهم أو اخراجهم من البلاد، هؤلاء أيش كان يدفعهم، هل كانوا يعتقدوا أن بالإمكان أن يتغلبوا على الحوثي، وأن الحوثي مجرد أداة فقط؟

بقلك تجربة حقيقة، قال لي الصديق والقائد (علي الغثيم) عين في المؤتمر الشعبي العام، أمين عام، ووضع خطة لتنظيم عمل سياسي حقيقي هذا الكلام أنا سمعته، قال حاولنا واجتمعت بالقيادات على أننا نبدأ بتنظيم سياسي حقيقي بفكر واضح، بسلوك تنظيمي واضح، بلوائح تنظيمية واضحة، كنا نتفق على كل شيء، وتبخر كل شيء، علي عبدالله صالح لا يريد تنظيم سياسي واضح وسليم... كذلك غرفة العمليات التي تحدثت عنها ومجلس الدفاع، علي صالح كان يختار الذين يقولوا نعم، وكانوا يبحث عن ما يريده صالح وينصحوه به.. لكن ما ينبغي أن يكون ما هو لازم ما يجب في النظام والقانون واللوائح والتقاليد العسكرية والاهداف العسكرية والانضباط والحفاظ على المال العام وبناء الدولة وبناء القدرات، ما كانوش يجرؤا يقولوه ومن قالها يلاقي نفسه خارج الطابور، أي تجمعات، كان علي عبدالله صالح، هو الفيصل فيها، هو المفتي، هو الحاكم، هو المقرر، هو صاحب الرأي خاصة بعد 1994.. كان علي صالح يسمع النصيحة في السنوات الأولى لوجوده في الدولة، كان يسمع أي نصيحة ويأخذ بها ولذلك صعد بسرعة، بعد 94 لم يعد يسمع نصيحة من أحد، وكان يظن أن بهذه الرؤية يستطيع أن يسيطر على اليمن ويصل إلى ما يريد وإلى ما لا نهاية وهكذا خطط، هذا ما حصل في 2014، فقد البوصلة لم يعد يستطيع أن يخطط لشيء أن يحفظ مكانته التي حفظتها له الثورة الشبابية الشعبية السلمية، الحصانة والامكانيات المادية والحماية، لم يستطع أن يحافظ عليها، طموحه السابق بعقلية تجاوزها الزمن بأساليب خاطئة برؤى غير موضوعية.

طيب استاذ، المقربين من ابنائه واسرته اندفعوا بشكل كبير جداً في صف تجنيد مقاتلين للحوثي، وشاهدناهم في معسكرات القناصة ودورات.. الخ. إذا علي عبدالله صالح مغرم بالسلطة هؤلاء ما هو المبرر لهم؟

ظلوا يراهنوا عليه، وعلى عبقريته، وعلى قدراته، وعلى امكانياته، في التنبؤ بالمستقبل.. أحد القادة في أحد المعسكرات الخطأ موجود وموثق يتكلم عن الحشد، والقتال، والجهاد.. الخ، هذا الكلام يعني وخطاب علي عبدالله صالح وهو يقول استخدموا التوشكا دقوهم واضربوهم بهذا الشكل المسألة لو أن علي عبدالله صالح وعى الواقع السياسي والاجتماعي استوعبه بشكل جديد واستوعب مكانته هو. لم تتاح فرصة في تاريخ اليمن لأي قائد كما اتيحت لعلي عبدالله صالح ، باختصار بالبلدي ما احد" تديول ديولته" ولا شل طرفته، ولا عاش امكانياته، ولا حصل على شعبيته، كان لديه شعبية طاغية عند الناس وكان يستطيع أن يوجه الناس في اتجاهات كثيرة ولكن لم يكن يفي بالوعود. لو أنه وجه هذه القدرات والامكانيات في اتجاه بناء الدولة كان سيكون من أهم الزعماء الأفذاذ، لو أنه بعد الثورة الشبابية عندما تنحى عن السلطة عاد ليقعد في بيته ويدعم في اتجاه بناء الدولة. واحد من مقربيه من الدائرة الضيقة له وهو رجل اعمال كبير أصبح قائد عسكري، قال له إذا تريد أن تستمر إدعم الرئيس عبدربه منصور هادي، ادعمه أن يكون رئيس دولة حقيقي، حافظوا على كيان الدولة، اذا سقط هذا الكيان سقط كل شيء، وانت بعد كذا يمكن أن تعود بعد عشر سنوات يمكن أن ترشح أحمد بعد سنتين ثلاث، لكن حافظوا على هذا الكيان، قال له أنت ممكن أن تكون مانديلا العرب اذا حافظت على هذه المكانة، لكنه لم يحافظ عليها.             الأحزاب اصيبت بالعمى وشباب الثورة كانوا بلا رأس ولا رؤية

علي عبدالله صالح، هناك اجماع على أنه كان متورط.. النخب السياسية، الأحزاب السياسية، أين كان موقفها، لاحظنا أنه كان هناك تصريحات متباينة من قيادات في اللقاء المشترك، واحد يقول احنا مش ابو فأس والثاني يقول عمليات تطهير القوى التقليدية.. هل كانت النخب السياسية أيضاً بلا وعي؟

اصيبت بعمى الألوان القوى السياسية، أنا في بداية الحديث اشرت إلى هذا أن القوى السياسية لم تعد تلك القوى التي شكلت الكتلة الكبرى، اللقاء المشترك لم تعد بتلك الحالة من الانسجام.. اقول لك مثلاً الحزب الاشتراكيكان داخلة عدة كيانات وتجمعات داخل الساحة وليس لها رأس قيادي يوجهها كلها، الشباب في الساحة لم يكن لهم قيادة برؤية سياسية، كانت هذه الثورة الشبابية بدون راس بدون فكر بدون رؤى مستقبلية، كان في شباب يحاولون يلتقوا، يحاولوا يعملوا رؤى صائبة، كان يتم التصدي لهم، يكفي انه كان في واحد من الخيام الموجودة ، خيمة الامن السياسي، خيمة أمن الدولة، كانت موجودة داخل الساحة، القيادة الواعية للشباب ما كانتش موجودة، الرؤية المستقبلية لم تكن موجودة، كان اسقاط وكفى، وكأننا لم نفعل شيء، لكن بالعكس وهذا ما اوصلنا الى ما نحن فيه إلى ما هو اسوأ مما قبل 11 فبراير.

يعني هذه تتحمل مسؤوليتها الاحزاب التي دخلت في الثورة وتسلقت فيها واحتمت فيها؟

لا شك في هذا اقول لك شيء: الربيع العربي عموماً أنا لا استبعد القوى العالمية والمخابرات العالمية ودورها في زعزعة الانظمة العربية، هذه مسألة ليس فيها شك عندي. الشباب كانت اهدافهم نبيلة وعندهم طموح للتغيير ويريدوا نظام أفضل، لكن أولا المخطط كان دولي وأشار إلى هذا علي عبدالله صالح في هذه كان صائبا. والقوى السياسية الكبرى لم تستوعب الحالة الموجودة ولم تستوعب المخطط، واصبحت كل القوى في مفردها تفكر فيما لا يعني البلد، والشباب مجموعات من الكتل بلا قيادة بلا رؤية، الجيش تمزق، تم اختراقه من قبل الحوثيين، تم فصل قيادات، دخلت فكرة الهيكلة وهي كانت فكرة صائبة بأهداف وطنية واصبحت بأهداف غير وطنية، واصبح هدفها تمزيق القوات المسلحة، وتكتلات الضخمة في امكانياته، للوصول إلى 21 سبتمبر 2014، لهذا الهدف يعني،.. لم يدخل الحوثي صنعاء إلا وقد الجيش مُهيا لعدم المواجهة وتغييب رد الفعل هذا ما حصل بالضبط.       المخابرات الأمريكية كانت ضالعة قبل 21 سبتمبر وحتى بعد الحرب ومنع تقدم الجيش

طيب الناس الذين اندفعوا مع الحوثي في 2014، جزء كبير من هؤلاء إما قتلوا وإما اعتقلوا وإما حبسوا وإما تم تصفيتهم بشكل أو بأخر.. على ماذا يراهن الحوثي بعد عشر سنوات وهو يرى نفسه أنه أصبح قوة إقليمية وعالمية؟

شوف يا عزيزي : الصورة البانورامية التي تحدثنا عنها على مستوى القوات المسلحة والأمن والقوى السياسية كذلك الحال بالنسبة للقوى داخل الساحة، كلها قوى غير متماسكة في الشكل هي قوى ثورة فبراير وفي المضمون هي قوى متناثرة، الاحزاب لم تعد لديها الرؤية، يعني الناصري لا أصبح ناصري كما هو بقواته وقدراته وأهدافه ولا الاشتراكي ولا التجمع اليمني للإصلاح كذلك، يعني كان القوى السياسية المتماسكة إلى حد كبير وعندها رؤية مستقبلية هي التجمع اليمني للإصلاح، ولكن يوم 21 سبتمبر وقبلها في 8 يوليو اختفت كل هذه القوى، انسحبت او غادرت إلى مأرب. رد الفعل الذي كان متوقع لكل هذه القوى، لم تعد موجودة، اختفت اصبح الحوثي سيد الموقف.. الحوثي في الظاهر وعلي صالح في الباطن، اثناء احداث سبتمبر، لكن المحتوى والاهداف المرسومة، هي حوثية بتنسيق إيراني، بتنسيق من المخابرات المركزية الأمريكية، كانت ضالعة في هذا واتضح هذا التنسيق عندما وصلت قوات الجيش الوطني إلى نهم وإلى منطقة محلي وحين ما كانت على مشارف ميناء الحديدة وحين ما كانوا مسيطرين على منطقة الجوف وتخوم البيضاء، وكل هذه إعادتها إلى مارب، ومنع دخول الحديدة والتهديد بضربها إذا دخلت والتهديد بضرب الجيش الوطني إن تجاوز منطقة محلي والعودة إلى راس الفرضة ثم الانسحاب.             هذه هي الشروط السعودية لالحاق اليمن بالمجلس الخليجي قبل الحرب

اليوم العالم، تم تشكيل تحالف دولي امريكي بريطاني وأوروبي لمواجهة الحوثي في البحر الاحمر.. ما الفرق بينه وبين التحالف الذي تم تشكيله في 2015، لأنه واضح أن هذا التحالف ساهم في تعزيز قدرة الحوثي وتصويره انه بعبع لا يقهر؟ أولاً: الحرب الدائرة في اليمن ليست بين النظام الجمهوري والحوثيين كطرفين بمفردهم، هناك طرف ثالث عربي، الاقليم عموده وسنامه المملكة العربية السعودية والامارات، ولم تعد الامارات والسعودية على اتفاق، ثم ان هؤلاء جميعا يحركهم اللاعب الاكبر الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحلفائها. لعبة دولية بأهداف دولية في المياه، في الجغرافيا، في الثروة، في الانسان، في التوحد، في القدرات، في امكانيات اليمن الكاملة،مادياً، بشرياً، ثروات، حدود، بر بحر، كل الامكانيات تؤهل اليمن أن تكون دولة كبرى في الوطن العربي، بل على مستوى العالم. اليمن تسيطر على مضيق باب المندب، من أهم المضايق العالمية، الموقع الاستراتيجي الخطير لليمن المطل على البحر العربي، والبحر الاحمر، بحدود واسعة وثروات هائلة هائلة بلا حدود، كل هذه بان أهميتها من خلال هذا التناقض الدولي، يكفي أن أقول لك ان عبدربه منصور هادي، طلب منه أن يعيد النظر في اتفاقية الحدود، قالوا له سنجعل وضعاليمني في السعودية كوضع المواطن السعودي، ندمجكم في مجلس التعاون الخليجي، لكن بشرطين اساسيين أو ثلاثة: اعادة النظر في اتفاقية الحدود، هم. يريدون في اتفاقية الحدود الانسحاب الى الصحراء والمناطق المرتفعة فوق نجرانوغيرها التي فيها الحوثي الآن، يتم الانسحاب منها، وخط من الربع الخالي (وهو في الاصل يمني لكنه محتل الان)، الى شبوة، يتم فيه بناء ميناء على البحر العربي، وهذا الخط عرضه 20 كيلو متر، كانوا قد طلبوا هذا من علي عبدالله صالح، رفض، قال استأجروه، قالوا والحماية، قال احنا نحميه، اعملوا مثل خط التبلين الذي من السعودية عبر البحر الى سوريا،قالوا ما نركنش على حمايتكم، الثالث، عدم دخول اي معدات حفر الى الجوف مائة سنة، لان الجوف يسموها القاع الصخري للجزيرة والخليج العربي، فيه كميات نفط هائلة وغاز هائلة وثروات طبيعية، زراعة، غاز، آثار، كلها، يريدوا ان تظل منطقة الجوف كما هي دون تطوير، وهي كفيلة لوحدها ان تغني اليمن شمالها وجنوبها، بالإضافة الى منع التنقيب عن النفط في المناطق الشرقية التي تظن المملكة انها ستؤثر على مخزونها من النفط، بهذه الشروط،ايضا شرط آخر: ان تتحول القوات المسلحة اليمنية الى ما يشبه قوات الدرك، قوات أمن، حراسة، حماية، ليس لكم اي حدود عدائية لا معنا ولا مع غيرنا..

هل حققوا هذا الآن؟

هم يعتقدون أنهم في الطريق إلى تحقيقه ولكني سأعود إلى سؤالك الآن الذي تجاوزناه... ما الذي يظنه الحوثي في نفسه؟ هل هو ذو قدرة؟، اقول لك واحد من الاصدقاء المفكرين ولا اريد ان اشير الى اسمه لكي لا يتضرر، قال إن لم ارى في حياتيقوة سياسية، أو مجموعة، أو مكون، تستعجل على امرها مثل الحوثيين، هم يستعجلون على اعمارهم، لم يقدموا للشعب اليمني أي شيء في بناء الدولة، ولانموذج في بناء العدالةولا نموذج في بناء القضاء، ولا نموذج في الحفاظ على الثروة، ولا نموذج في الامانة، انما قدموا نماذج صارخة في القتل والتدمير والاختطاف والاعتقال والتعذيب، والسطو على الاموال. يا رجل اموال الناس بالبنوك صادروها بتهم شبهة الربا وهم قد تحول صعاليكهم وفقرائهم وقَتَلَتهم الى مجموعة من الاغنياء يمتلكون ابراج، يستعجلون على انفسهم وعلى مستقبلهم في اليمن. الحركة الحوثية ما لم تستوعب الواقع الاجتماعي والسياسي القائم، وتتحول الى تنظيم سياسي يمني وتستوعب القوى السياسية الاخرى وتلجأ إلى الحوار، الحوار الوطني الذي يؤدي الى استيعاب الجميع، اليمن تتسع للحوثي والمؤتمري والاشتراكي وكل القوى السياسية..                          الحوثي سيقضي على نفسه بنفسه

حسنا سيادة اللواء خصروف، انت تتحدث وكأن الحوثي لديه ما يخاف منه، يعني اليوم الحوثي العالم يتجه لتسليمه اليمن بشكل كامل، اليوم تم شرعنة هذه المليشيات، اصبح العالم يتعاطى معها وكأنها سلطة حقيقة وانها بديل للشرعية اليمنية، اذا ما الذي سيجعل الحوثي يحاسب على مشاعر الناس، او يتحول الى تنظيم سياسي، ويقبل بشركاء، هو يقول لك انا خيرا منك، وهذا هو مبدؤه يرى انه فوق اليمنيين وبالتالي هو لا يحتاج الى مؤسسات اليمنيين، ولا هو يشعر ان عليه ان يتكيف ؟

هذا هو المعول الذي يهدم به نفسه، ويهدم به خطته، ويهدم به ما يريد ان يصل اليه، بهذا الفهم بهذه الرؤية التي تحدث عنها هي معول هدم الفكرة التي يبني عليها سلوكه الحاضر. الشعب اليمني لن يتحمل اكثر، ولكنه صبر الجمل وقريباً ليس ببعيد سيكون هذا ملموس في الساحة، انا اتواصل مع الناس في الداخل، واتابع واعيش همومهم، الناس في محنة ما بعدها محنة وحتى هذه اللحظة، ليس هناك تفكير للسلطة او سلطة الامر الواقع الحوثية حتى هذه اللحظة، يمكن ان تبني عليها ان هناك نية لبناء دولة، ان هناك نية للتعايش مع الآخرين، أن هناك نية للقبول بالآخر بأفكاره،ومذهبه، وطائفته، واتجاه، وسياسته ورؤيته، وأيدلوجيته. هذه الفكرة مش موجودة، هناك رؤية واحدة تحكم تسيطر عليها فئة واحدة أو سلالة واحدة،أو مذهب واحد أو أسرة واحدة. هذا الفكر برؤية واحدة، أحادية التفكير عند حركة الحوثي هو المعول الذي يهدم بها نفسه.      كنا نبحث عن وحدة الصف فجاؤوا لنا بمجلس قيادي بثمانية رؤوس

يعني استاذ التغيير او تغيير التفكير او تغيير السلوك، يأتي من وجود خطر، الان هو لا يرى أن هناك مكون يستطيع منافسته او مقاتلته او حتى يشكل عليه خطر، هو يرى الانقسام الموجود في الشرعية بثمانية رؤوس،المجلس الرئاسي يقول احنا جينا من اجل فرض السلام، وربما هذا الشيئ يجعله يتمادى! هذا هو عمى البصيرة وفقدان بوصلة الرؤية والوضع الحالي في السلطة الشرعية، او ما نسميها الدولة الشرعية لن يدوم، لن تدوم الحالة القائمة وهناك ما يمكن ان نسميه صراع داخلي، تفاعل داخلي، تذمر داخلي،  يعني بمعنى ان ما يجري الان غير مقبول، اذا نحن نبحث على التوحد فيأتون برأس قيادي قوامه ثمانية رؤوس مثل الأخطبوط وهذه الثمانية الرؤوس غير متجانسة غير متفقة، غير متحدة، أحياناً نجد رشاد العليمي بمفرده أو معه واحد أو اثنين وأحياناً نجد واحد من مكونات هذا المجلس أصبح مع الانتقالي أو يتبع الامارات أو أصبح يتلقى أوامره من اللجنة الخاصة في المملكة العربية السعودية، هناك واحد من هذه العناصر وأنا لا أريد أن أسميه حتى لا يزاح هو رجل الدولة الوحيد الذي ممكن أن يعول عليه في المستقبل أو في ما نطمح إليه، لكن ما زالت المؤامرة عليه حتى هذه اللحظة ونخشى ان يحصل داخل مكون الشرعية ما لا تحمد عقباه، يعني الجيش الوطني حتى هذه اللحظة اربعة اشهر او خمسة اشهر بدون مرتبات ما الفرق اذا بين هذا؟

 لماذا في هذه المنطقة يصرفون المعاش وهناك يصرفوا المعاش وفي تعز ومأرب لا يصرفوا مرتبات ليش يعني، هذا مخطط تنفذه قوى داخل الدولة الشرعية نفسها لهدم الشرعية.

الإمارات تريد الموانئ والجزر والسواحل والسعودية تريد المهرة وحضرموت وبحر العرب

الآن هناك الانتقالي لا يعترف بالشرعية، لكنه يقتات منها يأكل من رصيد الشرعية، لديه مشروعه الخاص لاسيما الآخرين لديه مقاطعته الخاصة محاولة تصوير اليمن أنها اقطاعيات خاصة هذا يعزز من بقاء الحوثي !

هذه الادوار المرسومة، الانتقالي عنده حلم الانفصال، لكن في شيء واحد يعني مش عارف هم مستوعبين له أو عميان او يتعامون كما قال البردوني، الكفيل، وانا قلت هذا أكثر من مرة، الكفيل لن يسمح بفصل الجنوب وتشكيل دولة مستقلة في هذا الظرف ولا بعد فترة أطول. طرفي التحالف غير متجانسين وكل طرف وحده، الإمارات تريد موانئ البحر الأحمر كاملة ومضيق باب المندب وجزيرة ميون وجزيرة سقطرى وميناء عدن وتريد السيطرة على المخا وتريد فصل المخا وبعض مناطق الساحل تشكل محافظة مستقلة، السعودية تريد المهرة والبحر الأبيض وتريد الحدود الشمالية وتريد ضم حضرموت في هذا الظرف لا يمكن أن يسمح للانتقالي أن يقيم دولة وأنا قلتها واقولها إلى عيدروس وكل المجلس الانتقالي ان تستطيعوا أن تبنوا دولة يا اخي انفصلوا شكلوا دولة في الجنوب، لكن الكفيل لن يسمح بهذا وهم عبارة عن بيادق في رقعة الشطرنج يلعب بها التحالف، والتحالف وغيره بيادق في لعبة الشطرنج الدولية.

يعني استاذ هذا يحيلنا إلى السؤال الأكبر، إلى متى اليمنيين عليهم أن يتحملوا مثل هذا الانقسام والشتات وما هو البديل أمامهم؟

حتى يقول كل يمني حقي برقبتي. شوف : هناك احساس بالمشكلة، تذمر من المشكلة لا يكفي، حينما يصل إلى درجة الوعي بالمشكلة وضرورة مواجهتها هنا يأتي التغيير وأنا لا اتصور أن هذا الموضوع بعيد، قريباً قريباً قريباً سيصل اليمنيون إلى كلمة سواء وسيسقطون هذه المؤامرة من الميمنة والميسرة ولابد من موقف وطني يمني لابد للقوى السياسية أن تستعيد دورها.

نعم هذا يحيلنا إلى، هل القوى السياسية الراهنة ما زالت قادرة على مواجهة الحوثي او أنه لابد ما يحصل تخلق جديد، تشكيل قوى جديدة لأنه نلاحظ مثلا من 2012 وما قبل هناك احزاب لم تعقد مؤتمرات، لم يحصل تدوير، لم تلتقي؟

أنا اشكرك على هذا السؤال لو عقدت المؤتمرات لما بقي واحد من القيادات الحالية في هذه الأحزاب. هناك شباب داخل الاشتراكي، داخل الناصري، داخل التجمع اليمني للإصلاح وغيرها تريد التغيير يتكلمون بالفم نريد دولة مدنية حديثة نريد توحد القوى السياسية نريد التغيير، نرفض الفساد القائم في اطار الشرعية نرفضه رفضا قاطعاً. يتكلمون إلى متى سيبقى الرئيس رشاد العليمي، كالغريب بمفرده او كاليتيم في مائدة اللئام، متى يمكن ان يصبح رئيس دولة، له قول وفعل وخطط ورؤى وقرارات تنفذ، الى متى؟ لو عقدت هذه المؤتمرات ستكون الخطوة الاولى على طريق استعادة الوعي السياسي، وعلى طريق استعادة دور القوى السياسية، وانا هنا لا احرّض ولكن اتمنى على مكونات هذه الاحزاب ان تصل الى درجة من الفهم والوعي بان تضغط في اتجاه عقد المؤتمرات والتغيير وتوحيد الرؤى الوطنية وما نتفق عليه.

اليوم نحن نلاحظ بالنسبة لعدد كبير من الاحزاب، يعني هناك حزب على سبيل المثال حزب المؤتمر، هناك مؤتمر الحوثي، المؤتمر الاماراتي المؤتمر السعودي، المؤتمر الانتقالي، وغيرها وهكذا قس على بقية المكونات، الناصريين جزء منهم يعمل مع الحوثي، وجزء منهم مع المشروع، مع الامارات مع السعودية مع الشرعية، والتجمع اليمني للإصلاح، وكل هذه الفصائل والقوى هل مازالت تمتلك الشرعية اصلاً والمشروعية؟

هذه هي الحرب الرابعة ( يقصد الجيل الرابع من الحروب) ، ما فيش حرب مواجهة، في تمزيق لقوى المجتمع، في خلق صراع مذهبي طائفي مناطقي سلالي حزبي،صراعات داخلية جانبية. انظر فقط للقضية الفلسطينية، التي هي القضية المركزية في الوطن العربي. كانت العرب مجتمعة على ان هذه القضية المركزية والرؤية أن قوى الثورة الفلسطينية ينبغي ان تدعم بكل الامكانيات ليتم التحرر، الآن حماس تتهم بأنها اخونجية، وفتح تتهم انها مع الرجعية، والقوى هذه تتهم ابو مازن انه صنيعة إسرائيل وامريكا.اصبحت الرؤى لقوى الثورة رؤى متضاربة متصارعة، واحد يقول التطبيع هو الحل، وواحد يقول القتال حتى الموت، هذه هي الحرب الرابعة( الجيل الرابع من الحروب ) هذا هو التمزيق على مستوى الوطن العربي، اختلاف الرؤى والتصارعات الداخلية. البلد الوحيد الذي ما زال متماسك حتى هذه اللحظة أو يمكن أو ربما ثلاث او اربع بلدان عربية، هي مصر وغيرها من البلدان، التي مازالت قوى المجتمع الى حد كبير متماسكة الرؤية، والدولة موجودة، والدولة موجودة بإمكانياتها ومؤسساتها وقدراتها وكذلك الجزائر ودول اخرى. البقية في صراعات، انا لا يعنيني دول الخليج لأنها مسيرة ووضعها آخر، باستثناء الكويت طبعا، كذلك هذا الحال هو باليمن. حينما وصلت القوات الى جولة موبايل في شارع صنعاء بالحديدة وسيطرت على المنصة بجانب المطار، ووصلت إلى منطقة حي الحالي، حي الحالي بينه وبين الميناء اثنين كيلو، كانت الرؤى كلها متفقه حول أنه ينبغي دخول هذه القوات إلى الحديدة، وإذا دخلت الحديدة انتهى كل شيء. رُفض هذا الاتجاه وصور تصورات شيطانية غير صحيحة، تعز الصامدة التي ترتبط بعدة محافظات تحمي الجنوب وعلى اتصال بالحديدة لو حررت تعز لتحررت اليمن لو حررت الحديدة او حتى البيضاء هذا الحال قائم، حال صراع داخلي فئوي حزبي مذهبي مع الاسف الشديد.

انا كنت التقيت بالسفير البريطاني الذي كان في اليمن وهو كان يتحدث عن أن الازمة الانسانية هي التي منعت تحرير الحديدة، المخاوف من الأزمة الانسانية، اليوم لماذا لم تعد هذه المخاوف موجودة؟

قلت سابقا أن الأمم المتحدة وامريكا ليسوا ارحم بمواطني تهامة من الدولة واذا استمر.. الحوثي لن يسلم موارد ميناء الحديدة إلى البنك، لن يدفع مرتبات، لن يسلم الميناء لحماية قوة شرطة، وأنا مسؤول عن هذا واراهن عليه كمان وسيستمر قتل مواطني من ابناء تهامة عشرة اضعاف مما كان ممكن ان يقتلوا اذا دخلت قوات الجيش إلى الحديدة، الرؤية هذه كانت واضحة.

هذه الرؤية ربما كان الكثير يطرحوها أنه لو كانت وصلت القوات إلى الحديدة لأنسحب الحوثي مثل ما انسحب من عدن بدون مواجهة عندما وصلت القوات، مثلما انسحب من غيرها من المناطق عندما يكون هناك قوة ؟

مع الفارق، بين عدن التي سقطت وتحررت كل مناطق الجنوب وغيرها، الحديدة المنفذ الوحيد مع الحوثي ومرتبطة بساحل كبير وموانئ متعددة الصليف، اللحية، الزيدية وغيرها من الموانئ، وجزيرة الصليف. لو تم السيطرة عليها اختنق الحوثي ولجنح إلى السلم، ولقبل بالتفاوض، ولقبل بالشراكة المتكافئة، لكن هذا لم يحدث، وكان هو الهدف، الهدف الامريكي هو هذا ان يقوى الحوثي لتحقق أهداف أمريكية في المستقبل.

هذا يحيلنا الى موضوع القوى الدولية الأخرى مثلا الصين، روسيا وغيرها، هذه اليوم هل هي معنية بإيجاد حل للازمة اليمنية، نلاحظ ان هنالك تقارب صيني روسي ايراني وهذا يؤثر على الملف اليمني بشكل أو باخر؟

في مصالح دولية مشتركة، هناك ما يجمع روسيا والصين بإيران اكثر مما يفرق بيننا وبينهم، يعني تلتقي إيران والصين وفنزويلا والاتحاد السوفييتي، في العداء لأمريكا، وفي عداء امريكيا لها وفي مؤامرة امريكيا عليها، فالمخطط الصهيوني على هذه الدول على روسيا والصين بشكل اساسي وكوريا الشمالية. هذه النقطة من الصراع العالمي أو الجوهري يجعل هذه الدول متقاربة مع بعض، لكن مثلاً روسيا أو الصين تعترف بالدولة الشرعية وتساعدها وتقف إلى جانبها اكثر ولاتعترف بالحوثي. الدولة الشرعية مع الاسف الشديد في اليمن أهملت العلاقات اليمنية الروسية،لم يحييها إلا وزير الخارجية الحالي شايع الزنداني، هذا القائد السياسي الدبلوماسي العظيم ، قال إن علاقتنا بروسيا علاقة ازلية من الثلاثينيات مش من اآان. يقول لك هم مع الحوثي، روسيا لا يمكن أن تكون مع الحوثي، وهي علاقتها مع إيران بألف عين حذرة ، لكن موقف إيران من أمريكا يجعلها تكون أقرب إلى روسيا، وهذا أمر طبيعي في السياسة والمصالحة ، يعني هل ممكن ان تقف روسيا موقف المعادي من إيران التي على حدودها وتعادي أمريكا، لترضي رغبة الجمهورية اليمنية، هذا مستحيل.                    لو كنت مكان العليمي لرميت استقالتي في وجوههم

طيب هذه الجهود، ربما عشر سنوات، وهناك تغييب للبوصلة، الحكومة فاقدة لوجود مقر، فاقدة حتى للاجتماعات الدولية، فاقدة لما بعد، اليومنلاحظ أنه مثلا وزراء الانتقالي معهم مصالحهم الخاصة من داخل الحكومة الشرعية يعرقلوا أداء الحكومة، اليوم القوات تم تسليمها او الهيكلة داخل الشرعية تم تسليم جزء منها لأبو زرعة المحرمي، رئيس المجلس الرئاسي لا يوجد لديه حتى عسكري واحد يأتمر فيه، يعني هذه الخلطة العجيبة، هل يشعر الرئيس رشاد العليمي أنه مجرد بيدق، وبالتالي عليه ان يتخذ موقف؟

انا لو كنتُ مكان الرئيس رشاد العليمي لقدمت استقالتي، ورميتها في وجوههم وغادرت، إما أن يكون رئيس دولة بإمكانيات وقدرات وصلاحيات تؤهله للاستمرار في هذا المنصب ويحزم امره ويعود إلى الداخل.  اذا استقر في عدن أو قد يذهب إلى مأرب، يذهب إلى المهرة، يذهب إلى المكلا، يذهب إلى أي منطقة إلى الصحراء، يقاتل حتى الموت في سبيل أن يكون رئيس دولة، والحكومة وكل المؤسسات تعود إلى الداخل، يقاتلوا كما قاتل الفيتناميون وغيرهم من هذه القوى، أو لا يمكن أن يكون الحوثي في صنعاء عاصمة الدولة، ولديه صواريخ بالستية ولديه مدافع ميدان ولديه دبابات ولديه طائرات مسيرة، والدولة الشرعية مشردين في العواصم العربية أو مناطق مختلفة في العالم، لابد أن تعود الدولة بكل مؤسساتها إلى الداخل ويقاتلوا من أي مكان، في أي مكان، يقاتلوا حتى الموت يستشهدوا نحن معهم.  انا اول واحد مستعد أن أسافر الصباح بل الآن إلى مارب او اي منطقة عسكرية واحمل البندقية . بغير هذا لا يمكن أن يكونوا دولة، والتحالف العربي مع الأسف الشديد هو لا يعرف ان إحباط أهداف اليمن في استعادة الدولة هو جزء من مؤامرة كبرى عليهم وعلى أنفسهم، ولا يعرف أن السقوط الأمني في اليمن وسقوطها في يد إيران هو سقوط لهذه الأنظمة بتصريحات ايرانية واضحة بتصريحات حوثية واضحة، ليس فيها لبس ولا غموض، أن صنعاء ليست هدف ولا عدن، الهدف مكة .

وضحت الفكرة لواء محسن خصروف، بهذا نكون وصلنا لنهاية الحلاقة داهما الوقت.. شكرا جزيلا لك..