هدّد قيادي مقرب من زعيم ميليشيا الحوثي، يوم الثلاثاء، بخلع رؤوس من يحتفلون بذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962، التي قضت على الحكم الإمامي البائد في البلاد، وذلك في إطار حملة الجماعة لقمع أي مظاهر للاحتفال بالمناسبة.
واتهم رئيس وكالة سبأ التابعة للميليشيا نصر الدين عامر، في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، المحتفلين بذكرى الثورة بأنهم "أدوات الصهيونية". وقال إن "هناك محاولة استخدام أوراق في الجبهة الداخلية، وتحريك الشارع في الداخل لإثارة الفوضى والقلاقل، واستهداف الأمن والسكينة العامة للناس، وهذا مرفوض تماماً".
وأضاف عامر أن "القوى الوطنية في الداخل متفقة على كيفية الاحتفال بالأعياد الوطنية، وما دون ذلك فهو تصرف من العدو، وأي واحد يقول إنه غبي وغير فاهم، وراح يميناً أو يساراً فهو يتحمّل مسؤولية نفسه، لأنه حين نقول عدو، مفهوم ماذا نعني بعدو، ومفهوم كيف نتعامل مع العدو، فنحن مع العدو لا نرحم أبداً، والمطلوب من الأجهزة الأمنية أن تحمي البلد والناس من العدو، ومعروف كيف تتعامل مع العدو".
وتابع: "واحد يلعب برأسه أو بذيله هذا تابع للعدو، ومعروف كيف نتعامل مع العدو. نحن آخر من يرحم العدو، نحن لا نرحم الأعداء أبداً، ولا نشفق بهم، هذا للعلم والإحاطة، ولتكون الصورة واضحة تماماً".
وأشار القيادي الحوثي إلى بيان حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء) الذي دعا لعدم افتعال أي مشكلة والاحتفال بالأعياد الوطنية في أماكنها المخصصة وفق ما تقيمه الدولة بدون أي حركة، مضيفاً: "يعني أن أي تحرك يميناً أو يساراً واضح ومكشوف أنه تقف خلفه أدوات صهيونية وأدوات المتصهينين الذين يحركونهم في الداخل، وأنها حركات تابعة للعدو، ولا يوجد التباس حول ذلك".
واستطرد: "لا تقل لي إننا نخاف من الرأي العام الدولي أو التصنيفات أو العقوبات، فنحن آخر ناس نخاف من هذه الأشياء، ولا نفكر فيها، يعني لو يطلعوا بخيط وينزلوا بشعرة كما يقول المثل الشعبي، لن يكون إلا الصحيح".
واعتبر القيادي الحوثي الاحتفال بذكرى سبتمبر محاولة للي ذراع جماعته لوقف عملياتها العسكرية، وقال: "عملياتنا العسكرية لن تتوقف أبداً، ومن يريد أن يضغط علينا ويلف ويدور ويلوي ذراعنا لن يستطيع أبداً، ومن يحاول أن يلوي ذراعنا نخلع رأسه، وهذه طبيعتنا وأسلوبنا، ولا نهتم للرأي العام ولا لأحد أبداً".
وتضاف تهديدات القيادي الحوثي إلى سلسلة التهديدات الصريحة التي أطلقها عدد من قيادات الميليشيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضد كل من يفكر في الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، حيث حذرت من حملات قمع واسعة وعمليات اختطاف وحتى القتل، وذلك في مسعي منها لإسكات أي صوت معارض وكبت الحريات العامة.
وفي سلسلة من التغريدات المثيرة للجدل، هدد قادة حوثيون بارزون، مثل محمد علي الحوثي عبدالله النعمي وأحمد مطهر الشامي، بمعاقبة كل من يشارك في الاحتفالات، مستخدمين عبارات تحريضية ووعود باستخدام القوة واتهامهم بالعمالة، مما أثار حالة من الرعب والخوف في أوساط المواطنين الذين تحت سيطرة الجماعة.
ومن تلك التهديدات ما كتبه القيادي الحوثي عبدالله النعمي: "إخراج النساء الى الشوارع للرقص والتصفيق والتصفير بدعوى الاحتفال بثورة ال 26 من سبتمبر ثم الدفع بهن للاحتكاك برجال الأمن ثم تجهيز قناصين لقنص وقتل البعض منهن كل هذا المخطط قد كشف وتسرب وقد تم القبض على بعض العناصر الموكل اليها تنفيذ المخطط ومع ذلك سيفشلون باذن الله ومكر أولئك هو يبور".
من جانبه قال عضو المجلس السياسي التابع للميليشيا محمد علي الحوثي: " رفعوا علم ثورة 26 في عدن اذا كان الاخوة في الجنوب رافضين رفع العلم والاحتفال بثورة 26 سبتمبر فيها".
وقال أحمد مطهر الشامي: " ما أجمل الصميل الجمهوري لوما يقرح فوق راس الجملوكيين" مع ارفاق صورة لهراوات في إشارة إلى نية الجماعة استخدام القوة ضد المحتفلين، وهي ذات الصورة والتهديد الذي أطلقه رئيس لجنة الأسرى التابعة للميليشيا وصاحب التاريخ السيء في تعذيب المختطفين في سجون الجماعة عبدالقادر المرتضى.
وكان زعيم الميليشيا قد أطلق تحذيراً شديد اللهجة في خطابه الأخير واتهم المحتفلين بالثورة بالعملاء، وأطلق عليهم مصطلح "الجملوكيين" الذي أمست تستخدمه القيادات الأخرى في وصفهم.
وتشن ميليشيا الحوثي منذ مطلع شهر سبتمبر، حرباً على اليمنيين الذين دعوا أو عبروا عن تقديرهم لثورة سبتمبر، واختطفت نحو 300 ناشط وصحفي وأكاديمي وزعيم قبلي، جلهم في محافظة إب، ثم في صنعاء وذمار والحديدة وعمران وحجة وبقية المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، وذلك على خلفية دعوتهم للاحتفاء بذكرى الثورة.
كما نشرت الميليشيا عناصرها في عدد من الشوارع لا سيما في إب والحديدة، وقطعت ساحات أقيمت فيها الاحتفالات الشعبية بالمناسبة العام الماضي، كما استدعت شخصيات ووجاهات اجتماعية وحذرتهم من الاحتفاء بذكرى الثورة، كما أجرت قيادات في الميليشيا اتصالات بنساء خرجن العام الماضي للاحتفال في صنعاء وإب وحذرتهن أيضا من الخروج يوم الخميس، واحتجزت سيارات بذريعة الاشتباه في حوادث مرورية، وبعد المتابعة أبلغ أصحابها أنه لن يسمح بخروجها إلا بعد 26 سبتمبر، وذلك لمشاركتها في احتفالات الذكرى قبل عام.