منذ مطلع شهر سبتمبر الجاري، شنت ميليشيا الحوثي حملات اختطاف ممنهجة بمناطق سيطرتها، مستهدفةً النشطاء، الحقوقيين، التربويين، وكل من يعتزم الاحتفاء بالذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر.
هذه الثورة التي أطاحت بالنظام الإمامي عام 1962، وأخرجت اليمن من ظلام الفقر والجهل والمرض والتخلف، باتت اليوم رمزاً لمقاومة الشعب ضد حكم ميليشيا الحوثي، التي أعادت ممارسات الإمامة بوجه أكثر قسوة.
وكرد فعل، لم يعد الاحتفاء بذكرى الثورة محصوراً في الأطر الرسمية كما كان، بل أمسى أكثر شعبية، خاصة في السنوات الأخيرة منذ انقلاب ميليشيا الحوثي وتصاعد أعمالها القمعية ضد اليمنيين المحتفلين بالذكرى.
في سبتمبر من العام الماضي، خرج المواطنون إلى شوارع صنعاء، إب، الحديدة، وذمار، رافعين الأعلام ومرددين هتافات وطنية مثل "بالروح بالدم نفديك يا يمن"، متحدين القمع الحوثي، التي أخرجت ضد المحتفلين آلتها القمعية معتبرة تلك الاحتفالات تعبيرا عن رفض شعبي متزايد لسلطتها.
هذا العام، بدأ الاحتفاء باكراً مع دعوات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتفاء بالمناسبة، الأمر الذي دفع بالحوثيين إلى تكثيف حملات القمع في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
محافظة إب
في أول أيام سبتمبر كانت منطقة "صهبان" بمديرية السياني جنوب محافظة إب، على موعد مع أول عملية اختطاف مرتبطة بذكرى ثورة سبتمبر المجيدة، حيث وصلت أطقم تابعة للأمن المركزي الخاضع للمليشيا لمنزل الناشط الإعلامي رداد سعيد الحذيفي، وقامت باختطافه ونقله إلى سجون المخابرات الحوثية بمركز المحافظة.
الحذيفي كان ضابطا في القوات البحرية قبيل الانقلاب ومارس خلال السنوات الماضية نشاطا إعلاميا على منصتي فيسبوك وإكس، لصالح الميليشيا وضد الحكومة المعترف بها والتحالف المساند لها، غير أن هذا الموقف لم يشفع له عند المليشيا التي تتوجس من كل شخص يحتفي بثورة سبتمبر.
وكان الحذيفي ونشطاء آخرين قد تعرضوا لحملة منظمة من قبل ناشطي المليشيا في أغسطس الماضي على خلفية انتقاداتهم لممارسات المليشيا، وتلقوا تهديدات بالسجن والقتل، وجرى تنفيذ التهديد بالسجن بحق رداد تنفيذه مطلع سبتمبر الجاري، حين اختطف وغيب قسريا ولم تعرف أسرته مصيره حتى الآن كما لم يسمح لأحد من أقاربه بالتواصل معه.
وفي وقت متأخر من مساء يوم الأحد الثامن من سبتمبر الجاري، تفاجأ الناشط الإعلامي محمد عمر الكثيري، بمسلحين من مليشيا الحوثي أمام منزله بمديرية المشنة يطالبونه بالقدوم، حيث كان في سطح منزله آنذاك بعد استقدامه "وايت" " شاحنة للمياه لتعبئة خزان المياه الخاص به، ولم يتركوه حتى لإكمال مهمته في تعبئة المياه، وتم نقله إلى سجن الأمن السياسي "المخابرات" بمدينة إب، بذريعة دعواته للاحتفاء بثورة سبتمبر.
بالتزامن مع اختطاف الناشط الكثيري، اختطفت مليشيا الحوثي قرابة خمسة عشر شخصا في مديرية السدة بعد اقتحام منازل بعضهم بذريعة التخطيط لإقامة فعالية احتفائية بالمديرية التي تعد مسقط رأس الشهيد علي عبدالمغني قائد ثورة سبتمبر، حيث اعتاد أبناء المديرية وبشكل سنوي تنظيم فعاليات احتفائية بالذكرى لرمزية المكان.
صنعاء
ظاهرة الاختطافات التي دشنتها المليشيا مطلع سبتمبر الجاري، توسعت من إب لتشمل محافظات أخرى أبرزها العاصمة صنعاء، حيث جرى اختطاف الشيخ أمين راجح عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر، مع آخرين جميعهم من أبناء إب، وذلك بعد اقتحام منزل الشيخ، وممن كان برفقته أيضاً الشيخ علي ثابت حرمل، نجل اللواء الراحل ثابت حرمل، أحد أبرز مناضلي ثورة 26 سبتمبر 1962، وينحدر من مديرية خارف، قبيلة حاشد في محافظة عمران.
واستمرت ميليشيا الحوثي في حملتها المسعورة، فاختطفت نشطاء وتربويين وصحفيين ومشائخ ومحامين، بهدف إرهاب المجتمع وتخويفه من الاحتفاء بذكرى الثورة، ويوم الجمعة الماضية، اختطفت الميليشيا في صنعاء الكاتب الصحفي محمد دبوان المياحي بعد اقتحام منزله، بالتزامن اقتحمت المليشيا منزل الزعيم القبلي فارس حرمل في صنعاء، وقامت باختطافه ونقله إلى أحد سجون جهاز الأمن والمخابرات التابع لها.
إب من جديد
ومع نهاية الأسبوع المنصرم، عاودت المليشيا حملاتها بمحافظة إب وتركزت بشكل مكثف في مديرية السدة شرقي المحافظة ومسقط قائد ثورة سبتمبر الشهيد علي عبدالمغني، كما خطفت المليشيا عددا من النشطاء والتربويين والمواطنين وعقال الحارات في مدينة إب مركز المحافظة.
الحملة المكثفة للمليشيا في إب توسعت في مديرية السدة وشملت عددا من العزل والقرى وخطفت على إثرها العشرات من المواطنين بذريعة الدعوات للاحتفاء بثورة سبتمبر، حيث تجاوز عدد المختطفين في مديرية السدة، بحسب مصادر حقوقية الـ 50 شخصا خلال الأيام الماضية، بعضهم تم نقلهم إلى سجون المليشيا بمدينة إب.
وتمددت حملة الاختطافات الحوثية لمديرية ذي السفال جنوبي محافظة إب، حيث خطفت المليشيا ثلاثة معلمين، بعد يوم من اختطافها النقيب فهد أمين أبو رأس في مدينة القاعدة للأسباب ذاتها، كما خطفت شاب آخر يدعى أحمد محمد امين الحميدي في مديرية العدين غرب المحافظة، وعاقل حارة المَدرية في المدينة، جميل احمد عبدالوهاب.
ذمار والبيضاء والحديدة
حملة المليشيا لم تقتصر على إب وصنعاء فقط، بل امتدت لمحافظات أخرى كذمار والبيضاء والحديدة، حيث خطفت الميليشيا ستة من قادة الأحزاب في محافظة ذمار، بينهم خمسة من أعضاء اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام في المحافظة، وقيادي في حزب العدالة والبناء، واقتادتهم إلى سجونها.
مصادر محلية قالت لـ "المصدر أونلاين" إن من بين المختطفين في محافظة ذمار، أعضاء اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر عبدالخالق المنجر وحسين الخلقي، والدكتور عبدالرحمن القادري، واثنين آخرين، إضافة إلى القيادي في حزب العدالة والبناء "عمر منة".
وفي محافظة البيضاء وسط اليمن، اختطفت مليشيات الحوثي سبعة من أبناء مدينة البيضاء مركز المحافظة مساء الجمعة الماضية، بعد خروجهم إلى سد البيضاء على أطراف المدينة في رحلة للتنزه وهناك قاموا بالرقص احتفالا بذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر على أنغام الأهازيج والأغاني الوطنية التي تمجد الثورة؛ قبل أن يأتي عدد من عناصر مليشيا الحوثي على متن اطقم عسكرية ويقومون باختطافهم.
مدينة الحديدة الساحلية غربي البلاد، لم تكن بمنأى عن ما تشهده بقية المحافظات الخاضعة للمليشيا، فقد استدعت العديد من النشطاء في مواقع التواصل وأعطتهم توجيهات وتعليمات عدة مرتبطة بعدم الكتابة أو النشر فيما يتعلق بثورة سبتمبر وهددت من يخالف بعقوبات، في الوقت الذي اختطفت العديد من المواطنين بينهم الأكاديمي الدكتور عباس الحرازي عضو هيئة التدريس بجامعة الحديدة، بعد اقتحام منزله واقتادته لجهة مجهولة، على خلفية كتابته منشور عن عيد 26 سبتمبر في أحد جروبات الواتس" وفقا للصحفي بسيم الجناني,
الصحفي الجناني أشار إلى أن "الدكتور الحرازي أستاذ اللغة الإنجليزية في كلية التربية بجامعة الحديدة في الستينات من العمر ويعاني من عدة أمراض مزمنة".
*فيما يلي يورد المصدر أونلاين، أسماء بعض المختطفين الذين كشف عنهم حتى الآن:
1. رداد سعيد الحذيفي - السياني، إب
2. محمد عمر الكثيري - مدينة إب
3. أمجد مرعي - مدينة إب
4. يحيى الجعشني - مدينة إب
5. محمد دبوان المياحي - صنعاء
6. سحر عبدالاله أحمد الخولاني - صنعاء
7. الشيخ أمين بن حسن راجح - صنعاء
8. الدكتور سعيد الغليسي - صنعاء
9. الشيخ علي ثابت حرمل - صنعاء
10. الدكتور أحمد عبدالله العشاري - صنعاء
11. زايد المنتصر - صنعاء
12. خالد الفقيه - صنعاء
13. عرفات قيفان - صنعاء
14. الصحفي فؤاد النهاري - ذمار
15. عبدالخالق المنجر - ذمار
16. حسين الخلقي - ذمار
17. عبدالرحمن القادري - ذمار
18. عمر منة - ذمار
19. أحمد البياض - ذمار
20. فهد أحمد عيسى - ذمار
21. سعد الفلاحي - ذمار
22. نايف النجار - إب
23. النقيب فهد أمين أبو راس - القاعدة، إب
24. عبدالعزيز الفضلي - إب
25. أكرم الطاهري - إب
26. خالد الجوحي - إب
27. عبدالرؤوف عبدالجبار الحشاش - إب
28. أمين الأشول - السدة، إب
29. عبدالاله الياجوري - السدة، إب
30. أحمد عبده حسين المغني - السدة، إب
31. غالب علي غالب شيزر - السدة، إب
32. عبده أحمد الدويري - السدة، إب
33. يحيى القشب - الدليل، إب
34. فهد بداح - ذي السفال، إب
35. محمد يحيى الكباري - ذي السفال، إب
36. صالح الصبري - بعدان، إب
37. أحمد عبده الردي - الشعر، إب
38. صالح محمد سالم اللبني - البيضاء
39. عبدالله سالم علي اللبني - البيضاء
40. فارس حرمل - عمران
41. أحمد الحميدي - إب
42. عباس الحرازي - الحديدة
43. جميل احمد عبدالوهاب - إب
44. الحاج محمد فرحان الجعفري - إب