ما تزال قضية "البيجر المتفجر" تتصدر المشهد في العالم بعد الحادث الذي وقع ضحيته 12 شخصا أغلبيتهم من عناصر حزب الله، فيما تجاوز عدد الإصابات 3000 حالة منهم ما يزيد عن 300 في حالة الخطر الشديد، وفقاً لما أفاد به وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض. وتقود التحقيقات والتحليلات إلى أصول الشركات المصنعة للبيجر وتفاصيل الصفقة التي أوقعت بالتنظيم اللبناني.
*صُنع في تايوان.. والشركة تنفي* وخلال مؤتمر صحفي عقده مدير شركة غولد أبولو، الأربعاء، والمتهمة بتصنيع أجهزة الاتصال الصغيرة المتفجرة، نفى هسو شينغ كوانغ تقارير تفيد قيام شركته بتصدير الأجهزة اللاسلكية إلى لبنان. مؤكداً أن الأجهزة المتفجرة "تم تصنيعها خارج تايوان". من جهتها، أفادت وزارة الاقتصاد التايوانية أنها قامت بمراجعة بيانات شركة غولد أبولو عقب حادث التفجير، وأفضت المراجعة إلى أن الشركة لا تملك سجلات تصدير مباشرة إلى لبنان، كما أن الشركة قامت بتصدير أكثر من 49 ألف جهاز بيجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودولا أوروبية خلال العام الحالي دون تسجيل أي حادث ينم عن سوء تصنيع أو إنتاج أو حوادث تفجير . وكشفت وسائل إعلام أمريكية معلومات تفيد بأن الأجهزة تايوانية الصنع تم تصديرها إلى لبنان. كما تحدثت عن خروقات أمنية أدت إلى شحن الأجهزة بدفعات صغيرة (بضع غرامات) من المتفجرات خلال مراحل الإنتاج. ونقل الإعلام الأمريكي عن مسؤولين مطلعين أن حزب الله طلب من شركة غولد أبولو التايوانية أكثر من 3 آلاف جهاز اتصال وصلت منذ أشهر قليلة.
*تايوان تزج بودابست في قضية البيجر المتفجر.. ما علاقتها؟* ونفياً للادعاءات الأمريكية، أكد كوانغ خلال لقاءه بالصحفيين أن أجهزة البيجر تحمل العلامة التجارية لشركته ولكن تم تصنيعها في أوروبا بوساطة شريك مجري للشركة التايوانية. وأضاف البيان الصادر عن الشركة أن غولد أبولو تربطها عقود ترخيص وشراكة طويلة الأمد مع شركة بي إيه سي المجرية منذ ثلاثة سنوات، تتيح لها من خلالها استخدام علامتها التجارية. وأن الشريك المجري هو المسؤول عن تصنيع أجهزة البيجر طراز "إيه آر 924" (AR924) التي انفجرت بأيادي عناصر الحزب اللبناني.
*الشركة المجرية "مجرد وسيط" وتتكون من موظفة واحدة* من جهتها، أكدت الرئيسة التنفيذية للشركة المجرية كريستيانا بارسوني-أرسيدياكونو، الشراكة التي تربطها مع شركة جولد أبولو، إلا أنها نفت بالمقابل أن يكون لشركتها أي علاقة بتصنيع البيجر المتفجر، وقالت "لا أُصنّع أجهزة النداء. أنا مجرّد وسيط. أنتم مخطئون". يجدر الذكر أن شركة "بي آي سي" هي حديثة العهد في المجال، تأسست عام العام 2022 ومقرها بودابست، ويصل حجم مبيعاتها إلى 530 ألف يورو سنوياً. وبحسب الوثائق القانونية للشركة فإن بارسوني-أرسيدياكونو هي الموظفة الوحيدة في الشركة، وهي الرئيسة التنفيذية والمستشارة الاستراتيجية للمنظمات الدولية.