كشف تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أن السعودية واليونان "تنسقان لتجنب كارثة" بسبب ناقلة النفط "سونيون" في البحر الأحمر، التي تعرضت لهجوم من المتمردين الحوثيين في اليمن الموالين لإيران، الأسبوع الماضي.
ونقل التقرير عن أشخاص مطلعين، أن "اليونان تقود جهود تفريغ ناقلة النفط"، التي كانت تحمل 150 ألف طن من النفط الخام العراقي، حينما تعرضت لهجوم من مسلحي الحوثي في اليمن.
ونجحت عمليات إنقاذ طاقم السفينة، لكن النيران اشتعلت في أجزاء منها، ومن غير الواضح ما إذا كان هناك تسريب نفطي حاليًا.
وذكرت المصادر المطلعة لبلومبيرغ، إنه "بموجب خطة الإنقاذ الموضوعة للسفينة، سيتم نقل النفط الموجود عليها إلى سفينة أخرى، يتم سحبها إلى ميناء آمن ربما في جيبوتي".
وأضافت المصادر أن سفنا من اليونان وفرنسا وإيطاليا تتبع لمهمة الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر "أسبيدس"، سترافق "سونيون" أثناء عملية الإنقاذ، ومن المرجح أن تشرف السعودية على عملية نقل النفط.
وأوضحت المصادر أيضًا أن الخطة جاءت "نتيجة للتنسيق الوثيق بين اليونان والشركاء الأوروبيين والجهات الإقليمية الفاعلة بما فيها السعودية، بجانب استغلال أثينا لقنوات تواصل مع إيران، الداعم الأساسي للحوثيين".
رصد تسرب نفطي
وقالت اليونان في رسالة وزعتها وكالة تابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة إن تسربا نفطيا محتملا بطول 2.2 ميل بحري رُصد في منطقة مطابقة لموقع الناقلة سونيون في البحر الأحمر.
وأضافت اليونان أن هذه المعلومة مستندة إلى صورة التقطتها الأقمار الصناعية مساء أمس الخميس وحصلت عليها وكالة السلامة البحرية الأوروبية.
وذكرت اليونان في الرسالة التي تحمل تاريخ أمس الخميس ونُشرت اليوم الجمعة "موقع التسرب النفطي يتطابق مع موقع السفينة".
وأضافت "في ضوء الظروف المذكورة فإن حالة الناقلة… تمثل خطرا بيئيا جسيما على البيئة البحرية في البحر الأحمر".
عملية الإنقاذ
في سياق متصل، ذكر مصدران مطلعان لوكالة رويترز، الجمعة أن عملية إنقاذ ناقلة نفط مسجلة في اليونان وعالقة في البحر الأحمر منذ هجوم شنه عليها المسلحون الحوثيون من المتوقع أن تبدأ في الأيام القليلة المقبلة.
وقال أحدهما "ما تقرر أمس هو خطة أولية للعملية المتوقع إطلاقها في غضون 48 ساعة"، فيما ذكر المصدر الآخر أن العملية من المرجح أن تكون معقدة لأن الحوثيين زرعوا متفجرات على متن الناقلة.
وأوضح المصدران أن أولوية العملية، سواء سحب السفينة إلى ميناء أو ترتيب نقل حمولتها، تعتمد على فحص حالتها.
وقال أحد المصدرين "ليست مهمة سهلة، أن يتم نقل شحنة النفط إلى سفينة أخرى، بينما هناك متفجرات على متن (الناقلة)… في كل الأحوال سفن أسبيدس (مهمة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي) ستحمي السفينة وترافقها إلى ميناء آمن".
وقال متحدث باسم الشركة المشغلة للناقلة ومقرها أثينا "دلتا تانكرز تبذل كل ما في وسعها لنقل السفينة (والشحنة). ولأسباب أمنية، لسنا في وضع يسمح لنا بالتعليق أكثر".
وفي حالة حدوث تسريب فمن المحتمل أن تكون الواقعة من بين أكبر حوادث التسرب المسجلة من السفن.وقال مصدر في قطع الشحن "وافق الحوثيون على السماح بسحبها لأن أي كارثة بيئية ستؤثر على منطقتهم في نهاية المطاف".
وقالت مهمة الاتحاد الأوروبي بالبحر الأحمر، الخميس، إنه لم يتم رصد أي تسرب نفطي من الناقلة المتضررة التي ترفع علم اليونان، بينما بدأت عمليات الإنقاذ في وقت لا تزال فيه النيران مشتعلة على سطح السفينة بعد هجمات للحوثيين.
ونفذ الحوثيون هجمات متعددة تشمل زرع قنابل على الناقلة "سونيون" المعطلة بالفعل، التي يبلغ طولها 274.2 مترا، وتحمل حوالي مليون برميل من النفط، وفق رويترز.
وأعلن الحوثيون، الأربعاء، السماح لفرق إنقاذ بقطر السفينة التي تشتعل فيها النيران منذ 23 أغسطس.
وتعهدت أسبيدس "بتسهيل أي عمليات" بالتنسيق مع السلطات الأوروبية والدول المجاورة، لتجنب أزمة بيئية كارثية وإنقاذ الناقلة سونيون.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، سابرينا سينغ، الخميس، إن براميل النفط الخام على متن الناقلة "سليمة" وإن بعض النفط تسرب من السفينة نفسها من الجزء الذي تعرض للاستهداف. وأضافت أن عدة حرائق لا تزال مشتعلة.
وتضاربت الروايات في الأيام القليلة الماضية حول ما إذا كانت حمولة سونيون قد بدأت تتسرب.
وأكد فريق أسبيدس عدم وجود تسريب، بينما تراجعت الولايات المتحدة عن تعليقات أولية وقالت إن التسرب لم يكن من الشحنة، بل من السفينة نفسها وفي المكان الذي تعرضت فيه للاستهداف.
جاء قرار الحوثيين بالسماح لفرق الإنقاذ بالوصول إلى الناقلة بعد أن عبرت عدة دول عن مخاوف إنسانية وبيئية. وقد تساعد هذه الخطوة في تجنب ما حذر منه الخبراء، وهو تسرب لنحو 150 ألف طن من النفط الخام إلى البحر الأحمر، مما سيكون له آثار كارثية، وفق رويترز.
وتسرب نفطي بهذا الحجم سيكون أكثر من نصف حجم أكبر تسرب مسجل على الإطلاق من سفينة، وهو ما حدث عام 1979 بعد تسرب 287 ألف طن من النفط من السفينة أتلانتك إمبريس، وفقا لاتحاد أصحاب ناقلات النفط الدولي لمكافحة التلوث.
يذكر أن الناقلة "سونيون" هي ثالث سفينة تديرها شركة "دلتا تانكرز"، التي يقع مقرها في أثينا، تتعرض لهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر.
المصدر: بلومبيرج+ رويترز