أخبار محلية

بعد فشله في التعامل مع الأزمة بجدية.. هل أدرك الاتحاد الأوروبي خطورة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟

المصدر

نشر موقع" the spectator" البريطاني مقالا يرى أن الاتحاد الأوروبي بدأ يأخذ أزمة البحر الأحمر على محمل الجد أخيراً مع تحذيرات مهمة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في المنطقة من أن السفينة التي تحمل العلم اليوناني "إم في سونيون" تمثل الآن "خطرًا ملاحيًا وبيئيًا" مع نشوب حريق على متنها جراء تعرضها لهجوم نفذه مسلحون حوثيون.

وقال الكاتب إليوت ويلسون في مقاله إن احتمالات وقوع هذا الموقف كانت لتكون أقل إذا استجاب الاتحاد الأوروبي لأزمة البحر الأحمر بسرعة أكبر وبقدر أعظم من الحزم ،على حد تعبيره.

وعزا الكاتب تأخر الاتحاد الأوروبي لأسباب سياسية ضيقة، حيث "أرادت الدول الأعضاء في الاتحاد إظهار استقلالها عن الولايات المتحدة، وكانت تؤكد بتردد على أهمية عدم إشعال صراع مسلح آخر".

وقد ترك هذا الولايات المتحدة وحفنة من الحلفاء الرئيسيين مثل المملكة المتحدة يتحملون العبء الأكبر من العمليات ضد الحوثيين، وببطء وبعناء كانوا يعملون على إضعاف قدرات الحوثيين من خلال تدمير مواقع الإطلاق والبنية الأساسية في اليمن.

وتساءل الكاتب عن مدى نجاح الحملة ضد الحوثيين لو كانت هناك مساهمات عسكرية أكبر من فرنسا أو ألمانيا أو إيطاليا أو إسبانيا أو اليونان؟، مضيفا: "لقد فشل الاتحاد الأوروبي في التعامل مع هذه الأزمة بجدية كافية".

ففي حين تبدي الدول الأعضاء قلقها إزاء محنة الشعب الفلسطيني في غزة، الذي يزعم الحوثيون المدعومون من إيران أنهم يتصرفون باسمه، لم تدرك أن هذه المحاولات الرامية إلى خنق التجارة البحرية عبر البحر الأحمر تشكل تهديدا خطيرا للتجارة العالمية وسلاسل التوريد والنظام الدولي بأكمله.

واعتبر الكاتب بأن الاستراتيجية "الدفاعية البحتة" غير كافية على الإطلاق، لأن الحوثيين لن يتوقفوا، وفي بعض الأحيان قد تنجح طائراتهم بدون طيار وصواريخهم في اختراق السفن وإغراقها.

واختتم قائلا:"إننا جميعا نأمل ألا تتحول سفينة 'سونيون' إلى كارثة بيئية. ولكن ينبغي لنا أيضا أن نأمل أن يدرك الاتحاد الأوروبي أخيرا خطورة الوضع في البحر الأحمر. سوف يتعين علينا هزيمة الحوثيين بالقوة العسكرية من أجل الحفاظ على حرية الملاحة والتجارة الدولية. ولا يجوز لنا أن نلجأ إلى نصف الإجراءات أو التهرب من المسؤولية. ولا يمكننا أن نخسر هذه المعركة."