تعيش قرية "حمة صرار" في مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء حالة من التوتر الشديد، حيث تقود وساطة قبلية مكونة من الشيخ خالد عبد الواسع الطيري والشيخ صادق أحمد ناصر الذهب والشيخ علي فضل الجبري وآخرين مفاوضات مع الأهالي بعد مطالبة جماعة الحوثي بتسليم سبعة من أبناء القبيلة المتهمين بقتل عناصرها في منارة المسجد، فيما يرفض الأهالي تسليم أي شخص، ويتمسكون بخروج الحوثيين من جميع مناطقهم التي يتمركزون فيها منذ عام 2015.
مالذي حدث؟
في حوالي الساعة التاسعة صباحاً، كان المواطن مقبل ناصر علوي الصراري يمر بدراجته النارية أمام نقطة تفتيش حوثية في وسط القرية، وفق مصادر محلية فقد أطلقت العناصر الحوثية النار عليه بحجة تجاوزه النقطة بسرعة، مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة. حاول صديقه سيف مرداس مقبل الصراري مساعدته وربط جراحه، ولكن الحوثيين أطلقوا النار عليه أيضاً، وقتلوه على الفور.
أثارت هذه الحادثة غضب الأهالي الذين اشتبكوا مع أفراد النقطة الحوثية، حيث لاذت عناصر الميليشيا بالفرار والتحصن في مأذنة جامع القرية، واستمرت الاشتباكات مما أسفر عن إصابة اثنين من الأهالي بينهم الشاب محفوظ علوي الصراري، حسب المصادر ذاتها.
وأشارت المصادر إلى قيام الأهالي بإحراق المأذنة الخشبية، مما أدى إلى مقتل أربعة وإصابة خامس من العناصر الحوثية الذين كانوا متمركزين في مأذنة جامع قرية "حمة صرار".
وذكرت المصادر أن ميليشيا الحوثي كانت قد استحدثت خلال السنوات الماضية نقاط تفتيش على مداخل ومخارج المنطقة، كما حولت مئذنة الجامع الى ثكنة عسكرية.
وأضافت المصادر أنه عقب الاشتباكات دفعت ميليشيا الحوثي بتعزيزات من مدينة رداع، ولكن الأهالي تصدوا لها قبل وصولها إلى القرية، وتدخلت وساطة قبلية لتتمكن من دخول القرية وإقناع الأهالي بالسماح بإنزال جثث قتلى الحوثيين وجريحهم من منارة المسجد، وفق المصادر فقد استقدمت الوساطة رافعة "ونش" من مدينة رداع لإنزال الجثث، وقد تم ذلك في وقت متأخر من نهار الأربعاء.
ولا تزال الوساطة القبلية مستمرة في مساعيها لحل الأزمة، بين القبائل وعناصر الميليشيا وسط توتر شديد واستنفار غير مسبوق بين الجانبين في المنقطة.
هذه ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها عناصر الميليشيا انتهاكات بحق مواطنين من أبناء البيضاء، حيث سبق وان شهدت مختلف مديريات المحافظة انتهاكات مروعة طيلة السنوا الفائتة، أدت الى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.