كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، عن رسالة سرية بعثها قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا إلى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، حذر فيها من أن العمليات العسكرية الأميركية الحالية في المنطقة "فشلت" في ردع هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر، موصيا باتباع نهج "أوسع".
وأوضحت الصحيفة في عددها الجمعة، أن كوريللا قال في رسالته إن الإدارة بأكملها يجب أن تزيد من جهودها ضد الحوثيين: اقتصاديا ودبلوماسيا وعسكريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي قوله، "لقد وجد العديد من الأشخاص أن لهجة المذكرة صادمة بعض الشيء". فقد قالت المذكرة في الأساس إن "أفراد الخدمة الأميركية سوف يموتون إذا استمررنا في السير على هذا النحو".
وأشارت إلى تحذير وكالات الاستخبارات الأميركية من أن روسيا قد تتورط في تسليح المتمردين الحوثيين في اليمن بصواريخ مضادة للسفن ردا على دعم إدارة بايدن للهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية بأسلحة أميركية.
وذكرت أن البيت الأبيض يعمل على بذل جهد دبلوماسي لمنع موسكو من نقل الأسلحة إلى اليمن من خلال استخدام دولة ثالثة لإقناع الرئيس فلاديمير بوتن بعدم الانضمام إلى إيران في توريد الأسلحة للحوثيين.
ووفقا للصحيفة، فإن الجمع بين المعلومات الاستخباراتية التي تفيد بأن موسكو ربما تخطط لتقديم الدعم العسكري للحوثي والتحذيرات من كوريا الشمالية أثار تساؤلا حول ما إذا كان البيت الأبيض يبذل ما يكفي من الجهد لوقف هجماتهم في البحر الأحمر وأماكن أخرى، كما يتضح من الضربة الجوية التي نفذتها طائرة بدون طيار بين يومي الخميس والجمعة في تل أبيب.
وبحسب مصدر في الإدارة الأميركية، فقد طُلب من القيادة المركزية الأميركية بالفعل إعداد "قائمة واسعة من الأهداف المحتملة"، بما في ذلك إرهابيون محددون، لشن ضربات محتملة عليهم. ومع ذلك، قال بعض المسؤولين الأميركيين إنه كان من الممكن ضرب الحوثيين بشكل أكثر أهمية - وحماية السفن التي يهاجمونها بشكل أفضل بشكل شبه يومي.
ووفقًا للمصادر التي نقلت عنها، صحيفة وول ستريت جورنال، كان من الممكن، على سبيل المثال، ضرب أهداف أخرى بما في ذلك مرافق تخزين الأسلحة الأكبر، أو قادة الحوثيين - أو الأهداف حيث يكون احتمال وقوع إصابات أعلى.
وسمح البيت الأبيض للجيش الأميركي بمهاجمة أهداف حوثية - صواريخ وطائرات بدون طيار - قبل إطلاقها، واتخذ "خطوات محدودة" أخرى، بما في ذلك سبع عمليات عسكرية مخططة، بحسب التقرير.
ودافع مصدر أمني آخر في الولايات المتحدة عن هذه السياسة، وزعم أن الولايات المتحدة وحلفاءها دمروا "قدرًا كبيرًا من قدرات الحوثيين"، بما في ذلك مئات الصواريخ والقاذفات، ومئات الطائرات بدون طيار الهجومية، وعشرات مرافق تخزين الأسلحة والمعدات، والعديد من مرافق القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات والمروحيات.
ورغم ذلك، قال مسؤولون في القيادة المركزية الأميركية إن قواتهم لا تستطيع منع الحوثيين من ضرب السفن في البحر الأحمر أو مضيق باب المندب، لأنها لم تحصل على موافقة على شن هجمات واسعة النطاق.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين: "إذا طلبت من الجيش إعادة إرساء حرية الملاحة ثم طلبت منهم أن يتخذوا موقفا دفاعيا فقط، فلن ينجح الأمر. الأمر كله يتعلق بحماية السفن دون التأثير على السبب الجذري".
وتزايدت المخاوف بشأن نقل الصواريخ الروسية إلى الحوثيين الشهر الماضي عندما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من أن موسكو قد تزود أعداء الولايات المتحدة بالأسلحة بسبب سياسة البيت الأبيض تجاه أوكرانيا.
وقال بوتن للصحفيين في منتدى اقتصادي دولي في سانت بطرسبرغ بروسيا: "قد يكون الرد غير متكافئ، وسنفكر في ذلك".
ولم يتم نقل الصواريخ منذ ذلك الحين، لكن مصادر أميركية ذكرت أن ممثلين للحوثيين شوهدوا بالفعل في روسيا. وفي الوقت نفسه، قد يتم نقل الصواريخ، بحسب التقرير، عبر طرق التهريب الإيرانية.