توعدت مليشيات الحوثي الإرهابية بحملة اختطافات جديدة في صنعاء، بعدما وسَّعت دائرة الذين تتهمهم بـ"التجسس لصالح واشنطن"، لتشمل المراسلين الصحافيين، والطلاب الذين حصلوا على منح دراسية في الولايات المتحدة، أو في مراكز تعليم اللغة الإنجليزية التابعة للسفارة في اليمن.
وأفادت وكالة "سبأ" الحوثية، اليوم الإثنين، بأن رئيس ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين المدعو مهدي المشاط "وجه جهاز الأمن والمخابرات بمنح مهلة لمدة ٣٠ يوما من تاريخه لمن يبادر بالتعاون طوعاً مع جهاز الأمن ممن كان لهم ارتباط أو تعاون مع شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية وإسقاط كافة التبعات القانونية عنهم".
وقالت الوكالة، إن المشاط "أكد أنه وبعد انقضاء المدة المحددة سيتحمل كل من تورط في الخيانة كافة التبعات وسيتم اتخاذ أقصى العقوبات بحقهم وفق ما أقره الدستور على كل خائن لبلده ووطنه"، مشيرة إلى أنه "شدد على أهمية تطهير مؤسسات الدولة من أي اختراقات وأعمال تخريبية ممنهجة". تهديدات المدعو المشاط هذه، جاءت بعد يوم من نشر وكالة "سبأ" النسخة الحوثية، أقوال منسوبة إلى عدد من الموظفين السابقين في سفارة الولايات المتحدة المختطفين، تحت عنوان "اعترافات خلية التجسس تكشف أبرز وسائل وأساليب الاستهداف الأمريكي للواقع الثقافي باليمن".
وزعمت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران أن موظفي السفارة الأميركية، متهمون بتكوين شبكات لمصادر المعلومات، من خلال ترتيب لقاءات بين دبلوماسيين ومراسلين لوسائل إعلام دولية وعربية؛ حيث عدَّت المليشيا الانقلابية مثل هذه اللقاءات دليلاً على أنشطتهم الاستخبارية لصالح واشنطن.
كما زعمت أن فئات اجتماعية فاعلة في المجتمع اليمني، مثل الصحافيين والمنظمات النسائية والتكتلات السياسية، حصلوا على منح لدراسة اللغة الإنجليزية، في معهدين يتبعان السفارة الأميركية في صنعاء، وأن ذلك يأتي ضمن عملهم جواسيس، ولتشجيع اختلاط الذكور مع الإناث، ونشر قيم التفسخ الاجتماعي.
وادَّعت المليشيا الحوثية أن الملحقية الثقافية في السفارة الأميركية، سُخِّرت لاستهداف الشباب وتجنيدهم، وأن أهم برامجها التي كانت تنفَّذ بإرسال المستهدفين إلى الولايات المتحدة، ومنها منح "الفلبرايت" و"زمالة هانفري" والبحث الأكاديمي، و"الزائر الدولي"، وكذا البرامج التي تنفَّذ من خلال استقدام أميركيين إلى اليمن، مثل الفرق الفنية والثقافية، والزائر المتحدث.
وزعمت المليشيا أن أبرز مشاريع الملحقية الثقافية في السفارة الأميركية التي كانت تهدف إلى "نشر الفساد الأخلاقي"، تتم عبر المعاهد والمدارس والجامعات الأميركية، مثل معاهد تعليم اللغة الإنجليزية في اليمن (أميدست، وأكسيد، ويالي، ومالي) وكذا منح السفر إلى أميركا، تحت اسم "التبادل الثقافي" أو المنح التعليمية.
ومن المزاعم، أنه "يتم التركيز على العناصر الذكية من هؤلاء الشباب والشابات وإرسالهم في منح لجهات أمريكية مثل الجامعة الأمريكية في بيروت، وَالجامعة الأمريكية في مصر، وَجامعة دوك في أمريكا، ثم يتم جر هؤلاء لخدمة المصالح الأمريكية".
كما ادعت أنه يتم "استقطاب الطلاب وتجنيدهم عبر استغلالهم إما عبر قصص حُبّ أو عبر الجنس أو عبر المخدرات أو عبر سد احتياجات ومساعدات، ويتم أيضاً أخذهم في رحلات في أمريكا، وخلال هذه الرحلات يقومون بتغذيتهم بالأفكار التحررية...".
وزعمت المليشيا الإرهابية أيضا أن "الأشخاص الذين يقومون بالسفر إلى أمريكا يتم استقبالهم من قبل الجامعات والمعاهد ويتم عمل برامجَ تعليمية لهم وبرامج أخرى يتم من خلالها تغذيتهم بالأفكار والثقافة الأمريكية من تحرر وديمقراطية والأفكار الغربية التي لا تتناسب مع ثقافة اليمنيين".
واعتبر مراقبون تهديدات المشاط، والاتهامات الأخيرة المثيرة للسخرية، هي مقدمة لحملة اختطافات واسعة ستقدم عليها مليشيات الحوثي الإرهابية في الأيام المقبلة، خاصة في ظل الموقف الدولي الضعيف إزاء اختطافها للعشرات من موظفي الوكالات الإنسانية.
ومطلع يونيو الماضي، شنت مليشيا الحوثي الإرهابية حملة اختطافات استهدفت العشرات من موظفي الوكالات الأممية والمنظمات الدولية الإنسانية والمحلية في صنعاء ومدن أخرى، بينهم نساء، بتهم التجسس لصالح الولايات المتحدة.