كشفت منظمة أطباء بلا حدود، عن تزايد كبير في حالات الإسهال المائي الحاد/الكوليرا والتي تجاوزت بنهاية مايو الماضي، عدد 63 ألف حالة في أغلب محافظات البلاد.
وقالت المنظمة في تقرير لها أمس الجمعة، إن اليمن تشهد "ارتفاعًا كبيرًا في حالات الإسهال المائي الحاد، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 63 ألف حالة في البلاد، خلال الفترة بين 1 يناير و31 مايو 2024، وفقًا للسلطات الصحية".
وأضافت: أن انتشار حالات الإسهال المائي الحاد (AWD) تكاد تشمل كافة أنحاء البلاد، حيث تم تسجيلها في 20 من أصل 22 محافظة، "وهذه الحالات هي حالات مشتبه إصابتها بالكوليرا".
وأشار تقرير المنظمة إلى أن "أكثر من 2,700 حالة من بين الحالات التي تم فحصها مخبريًا هي إصابات مؤكدة بالكوليرا، على الرغم من محدودية القدرة على الفحص في البلاد".
تقرير أطباء بلا حدود، أكد أن نقص التمويل المخصص للاستجابة لتفشي المرض يجعل عشرات الآلاف في مواجهة حتمية مع خطر الموت، وقال إن "العديد من المنظمات الدولية لديها موارد محدودة، مما يجعل استجابتها غير كافية ويحد من قدرتها على تقديم العلاج للمرضى الذين يعانون من حالات الإسهال المائي الحاد والكوليرا، والتي يمكن أن تقتل في غضون ساعات إذا تُركت دون علاج".
وذكر التقرير أن المنظمة عالجت "خلال الفترة ما بين أبريل/نيسان ومايو/أيار، عالجت منظمة أطباء بلا حدود أكثر من 10,500 مريض في مناطق مختلفة من اليمن".
ونقل التقرير عن رئيسة بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن؛ فيديريكا فرانكو، قولها إن "هناك حاجة كبيرة لاتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة الأعداد المتزايدة للمرضى، مع أهمية التدابير الوقائية مثل توفير المياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي وممارسات النظافة، وجهود توعية صحية واسعة النطاق لمعالجة هذا الوضع بشكل فعال".
وحذرت أطباء بلا حدود في تقريرها، "من تضاعف حالات الإصابة بالكوليرا في حال عدم اتخاذ إجراءات فورية لكبح جماح الوباء".
وأكدت أنه "بدون أنشطة واسعة النطاق في مجال المياه والصرف الصحي في المحافظات الأكثر تضررًا، وفي غياب أنشطة التوعية المجتمعية بممارسات النظافة السليمة والكشف المبكر عن المرضى، فمن المتوقع أن يعود ارتفاع حالات الإسهال المائي الحاد بشكل متواال خلال الأشهر القادمة".
وفي منتصف مايو الماضي، قال مسؤول عمليات الإغاثة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، لمجلس الأمن، إننا نشعر "بقلق عميق إزاء تفشي وباء الكوليرا الذي يتفاقم بسرعة في اليمن"، مضيفًا أنه تم الإبلاغ حتى الآن عن 40 ألف حالة مشتبه بها وأكثر من 160 حالة وفاة.
وأشار المسؤول الأممي إلى "الزيادة الحادة" في أعداد الإصابات بالوباء، مؤكدًا أن "غالبية الحالات المسجلة توجد في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث يتم الإبلاغ عن مئات الحالات الجديدة كل يوم".
وكانت الحكومة قد أعلنت في منتصف الشهر الماضي تسجيل 6,049 حالة إصابة بالكوليرا في المناطق المحررة منذ أكتوبر الماضي و15 حالة وفاة، في 13 محافظة.