أفاد مصدر في مكتب للسياحة والسفر بصنعاء بأن الخطوط الجوية اليمنية، أوقفت حجوزات الرحلات من صنعاء، مكتفية بقبول الحجوزات عبر المكاتب المتواجدة في المحافظات المحررة أو المكاتب الخارجية، فيما يبدو استجابة لتوجيه سابق صدر من وزارة النقل في الحكومة بخصوص ذلك.
وبحسب المصدر فإن الشركة فتحت رحلات صنعاء مساء الأربعاء، بعد أيام على تخصيص الرحلات لنقل الحجاج، وأبلغوهم أن "الحجوزات ممنوعة من صنعاء، فقط من مكاتب اليمنية في الخارج، دون توضيح للأسباب، ربما أنهم يريدون الإيرادات هناك أو شيء، لا أعلم".
وفي وقت سابق، وجهت وزارة النقل شركة الخطوط الجوية اليمنية باتخاذ خطوات عاجلة لحماية أصول وأموال الشركة من سيطرة ميليشيا الحوثي. وفي توجيه صدر بتاريخ 2 يونيو 2024، طالبت الوزارة بنقل كافة أنشطة وإيرادات الشركة إلى عدن أو إلى حسابات الشركة في الخارج.
وأكدت وزارة النقل على ضرورة تحويل إيرادات مبيعات الشركة إلى الحسابات في عدن أو في الخارج بشكل عاجل، وذلك تنفيذًا لقرار البنك المركزي اليمني رقم 20 لعام 2024، الذي يقضي بإيقاف التعامل مع البنوك والمصارف التي تودع الشركة إيراداتها فيها. كما شددت الوزارة على أهمية استكمال الترتيبات الفنية والتجارية لنقل ما تبقى من أنشطة الشركة من صنعاء إلى عدن، وتوريد حصيلة مبيعات تذاكر الطيران إلى الحسابات المحددة اعتباراً من 2 يونيو 2024.
تأتي هذه التحركات ضمن السياسات الحكومية العاجلة التي أقرها مجلس الوزراء لتنفيذ قرارات مجلس الدفاع الوطني، والتي تشمل تحويل كافة الحسابات والأرصدة المالية للوحدات الاقتصادية إلى البنك المركزي في عدن، ومنع انتقال أموال الشركات العامة إلى مناطق سيطرة الحوثيين.
وكانت "اليمنية" اتخذت قراراً مشابها قبل نحو أسبوعين، مع اقتراب موعد رحلات نقل الحجاج الى السعودية، ورفضت الميليشيا بدورها ذلك وهدت بمعاقبة أي وكالة لا تودع ثمن التذاكر في حساب اليمنية ببنوك صنعاء، ما اضطر الشركة للتراجع عن القرار بعد تفاهمات لتجنب عرقلة رحلات الحجاج، وفقا لمصادر أفادت المصدر أونلاين في حينه.
يأتي هذا الإجراء في سياق الصراع الاقتصادي المتصاعد بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي، إذ تسعى الحكومة إلى استعادة موارد المؤسسات العامة من بنوك صنعاء وضمان تدفقها إلى حسابات المؤسسات في عدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
وقد بلغ هذا الصراع ذروته مؤخراً عندما أصدر البنك المركزي في عدن قراراً بوقف التعامل مع عدد من البنوك في صنعاء لرفضها نقل مقار عملياتها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة.
وسبق أن اتهمت الحكومة اليمنية ميليشيا الحوثي بنهب أرصدة الشركة بمناطق سيطرتها، عندما جمد الحوثيون مائة مليون دولار للشركة في بنوك صنعاء، واحتجزوا طائرة في مطار صنعاء لأسابيع ما أدى إلى إيقاف الرحلات، قبل أن يتم حل الخلاف بشكل ودي.
في وقت سابق أمس الأربعاء، نفت "اليمنية" المزاعم التي تروج لها ميليشيا الحوثي بشأن إيقاف خط الرحلات بين صنعاء وعمّان، مؤكدة استمرار الرحلات من مطار صنعاء إلى مطار الملكة علياء الدولي في الأردن، مع تحويل الرحلات عبر مطار جدة الدولي خلال موسم الحج.
ونقلت وكالة "سبأ" الرسمية، عن مصدر مسؤول في الشركة أنه عقب انتهاء موسم الحج، ستعود الرحلات المباشرة بين صنعاء وعمان كما كانت عليه سابقًا.
هذا التصعيد في الحرب الاقتصادية بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي يمثل تحدياً كبيراً لشركة الخطوط الجوية اليمنية، الناقل الوطني الوحيد في زمن الحرب، كما يعكس تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي في البلاد.