أخبار محلية

منظمة دولية: ألغام الحوثيين تحصد أرواح المدنيين وتدمّر سبل العيش في اليمن

المصدر
أحمد حلمي

قالت منظمة دولية حقوقية إن ألغام ميليشيا الحوثي تواصل حصد أرواح المدنيين في اليمن منذ سنوات، وتدمّر سبل العيش في مناطق متعددة من البلاد.

جاء ذلك في تقرير نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الخميس، تحت عنوان "اليمن: ألغام الحوثيين تحصد الأرواح وتدمّر سبل العيش.. توقفوا عن استخدام الألغام المحظورة وسرّعوا عمليات إزالة الألغام.

وأكدت "رايتس ووتش" أن "الألغام التي زرعتها قوات الحوثي وآخرون في اليمن تستمر في قتل المدنيين وتتسبب لهم بإصابات خطيرة في المناطق التي توقفت فيها الأعمال العدائية النشطة وتمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم".

وأشارت المنظمة الدولية الى أن القانون اليمني و"معاهدة حظر الألغام لعام 1997"، يحظران أي استخدام للألغام الأرضية المضادة للأفراد مهما كانت الظروف.

نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش قالت إن "قوات الحوثي استهزأت لسنوات بحظر الألغام الأرضية، والمدنيون اليمنيون يدفعون الثمن بما أن هذه الأسلحة تقتل وتجرح دون تمييز".

ونوهت الى أن "هناك حاجة ملحة إلى تسريع إزالة الألغام الأرضية لإنقاذ الأرواح وتفادي المعاناة غير الضرورية وضمان أن يتمكن الناس من الوصول بأمان إلى منازلهم وسبل عيشهم".

وتطرق تقرير المنظمة الى الأثر الكارثي للألغام الأرضية على على سكان قرية الشقب التي تقع في مديرية صبر الموادم في الجبال المحيطة بمدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، مشيرة الى مقتل وإصابة العشرات بإعاقات دائمة نتيجة لهذا الألغام وعمليات القنص الحوثية التي تطال سكان القرية القريبة من خطوط القتال.

وشدد التقرير على أن "الحاجة ملحة إلى دعم دولي أقوى لتجهيز موظفي إزالة الألغام ومساعدتهم على مسح المنطقة (الشقب) بشكل منهجي وإزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب في اليمن".

وأضاف: "يتعين على الحكومة اليمنية والحوثيين، سلطة الأمر الواقع في أجزاء كبيرة من اليمن، والوكالات الدولية أن تقدم التعويض والمساعدة والدعم المناسبين، وفرص العمل إلى المصابين، وعائلات المصابين والقتلى، بالإضافة إلى غيرهم من ضحايا الألغام الأرضية في اليمن".

وتابع: "ينبغي أن يشمل الدعم الرعاية الطبية، بما في ذلك الجراحة الترميمية والدعم النفسي، والأطراف الصناعية وغيرها من الأجهزة المساعِدة عند الاقتضاء، وإعادة التأهيل المستمر إذا لزم الأمر".

هيومن رايتس ووتش عضو مؤسس في الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، وحائزة على "جائزة نوبل للسلام لعام 1997" بالمناصفة لجهودها في إبرام معاهدة حظر الألغام.

الباحثة في المنظمة جعفرنيا قالت في نهاية التقرير أن "الأثر الكارثي للألغام الأرضية في اليمن لن ينتهي إن لم تحصل تعبئة كبيرة لإزالة هذه الأسلحة وتدميرها"، مؤكدة أن "الناس في اليمن يواجهون مستويات كارثية من الجوع ويحتاجون بشدة إلى الوصول إلى أراضيهم الزراعية والمراعي الضرورية، لكن هذه الأراضي هي غالبا ملوثة بالألغام".

وتعتبر محافظة تعز الى جانب الحديدة، مأرب، البيضاء، الجوف، حجة، الضالع، لحج، من أكثر المناطق التي لوثتها ميليشيا الحوثي بالألغام خلال السنوات الماضية، وراح ضحيتها آلاف المنديين بين قتيل وجريح.