حذرت الأمم المتحدة من مخاطر تفشي وباء الكوليرا المتسارع في مناطق سيطرة الحوثيين، وتزايد مستويات سوء التغذية الحاد في البلاد، في ظل نقص التمويل، واستمرار القيود على تحركات العاملين في المجال الإنساني خاصة في مناطق سيطرة المليشيا.
جاء ذلك في إحاطة قدمتها المديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إيديم وسورنو، خلال جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن، الليلة الماضية.
وقالت وسورنو إنه في الوقت الذي قدمت فيه الهدنة إغاثة ثمينة للوضع الإنساني حتى بعد انتهاء مدتها، فإن الأسباب الرئيسية للاحتياجات واسعة النطاق في اليمن لم تتم معالجتها بعد، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد المتدهور، والخدمات العامة التي لا تعمل بشكل جيد، والنزوح الذي طال أمده بسبب الصراع.
وسلطت وسورنو في إحاطته الضوء على قضيتين رئيسيتين تواجهان اليمن اليوم، وهما عودة ظهور الكوليرا وتزايد مستويات سوء التغذية الحاد.
فيما يتعلق بالكوليرا، قالت إن المرض عاد للظهور بطريقة مثيرة للقلق منذ تشرين الأول/ أكتوبر، إلا أن الاستجابة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أدت إلى إبطاء انتشاره.
وأضافت: "مع ذلك، منذ شهر مارس، شهدنا انتشار المرض بسرعة في المناطق التي تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع الحوثية. وحتى 7 أبريل، تم الإبلاغ عن أكثر من 11000 حالة مشتبه بها في هذه المناطق مع 75 حالة وفاة مرتبطة بها (مقارنة بحوالي 3200 حالة مشتبه بها في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ أكتوبر)".
وقالت المسؤولة الأممية إن ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة في اليمن يعانون من التقزم، أي أكثر من ضعف المتوسط العالمي (49 في المائة مقارنة بـ 21.3 في المائة).
وتوقعت أن يزداد الأمن الغذائي والتغذوي سوءاً في الأسابيع المقبلة، مشيرة إلى ما بعض الإغاثة المؤقتة التي جاءت مع رمضان والعيد والتحويلات والزكوات والصدقات التي يقودها المجتمع المحلي، مستدركة "ومع ذلك فإن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني يحتاجون إلى المزيد لإبعاد خطر الجوع".
وأكدت وسورنو، أن العاملين في المجال الإنساني في اليمن يواصلون العمل في بيئة صعبة للغاية.
وقالت "في الفترة من ديسمبر/كانون الأول إلى فبراير/شباط، أبلغت وكالات الإغاثة عن وجود 137 قيداً على الوصول. وكانت أغلبها عبارة عن تدخل في البرامج الإنسانية والقيود على الحركة في المناطق التي تسيطر عليها سلطات الأمر الواقع الحوثية - وخاصة بالنسبة للعاملات في مجال الإغاثة اليمنيات".
وأضافت: "لقد رأيت آثار هذه القيود بنفسي عندما زرت اليمن في مارس/آذار. تم منع تنقلات زميلاتنا اليمنيات بين المحافظات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في ظل غياب ولي أمر ذكر، مما حد من تعاملنا مع النساء والفتيات".
وشددت المسؤولة الأممية أن اليمن يحتاج اليوم إلى ثلاثة أشياء؛ مدى التقدم المحرز منذ فقدان الهدنة وحجم العمل الإضافي الذي يتعين القيام به في بيئة عمليات معقدة، والتحرك السريع لمواجهة سوء التغذية وتفشي وباء الكوليرا، حاثة أعضاء مجلس الأمن على "على بذل ما في وسعهم لتوفير التمويل المطلوب بشكل عاجل لبرنامج المساعدات في اليمن".