أخبار محلية

كهرباء المخا.. من مكرمة إماراتية لسكان المدينة الساحلية إلى مشروع تجاري خاص

المصدر
أحمد حلمي

محطة كهرباء المخا، واحدة من مؤسسات الدولة التي تعطلت خدماتها نتيجة اجتياح مليشيا الحوثي للمحافظات والمناطق اليمنية مثلها مثل سائر المؤسسات الحكومية التي توقفت نتيجة الحرب التي لاتزال مستمر في البلاد.

في العام 2017 حين تحررت المخا، عملت قوات العمالقة على صيانة المحطة البخارية للكهرباء وتم تفعليها لمدة سنتين أو يزيد في المدينة نفسها والأرياف المحيطة بها وبفاتورة مجانية كما يقول الأهالي في المنطقة الساحلية.

لم تدم قوات العمالقة كثيراً في السيطرة على "المخا" الواقعة غرب محافظة تعز، حتى بدأت بالانسحاب التدريجي وفق اتفاقات متبادلة، لتحل قوات "المقاومة الوطنية" التي يقودها العميد طارق محمد عبدالله صالح، بديلا لها، ومنذ ذلك الحين بدأت كهرباء المخا في الانحدار والتذبذب، حيث كثرت مشاكلها مرة لأسباب مادية لتغطية النفقة التشغيلية وأسباب أخرى كالأعطال وغيرها.

وفي الـ 19 سبتمبر/ ايلول 2021، نقلت وسائل إعلام محلية عن وصول سفينة تجارية إلى ميناء المخا تحمل على متنها مولدات الطاقة الخاصة لتشغيل محطة الكهرباء في مدينة المخا بقدرة 12 ميجا (محطة متكاملة)، وذلك بدعم من قائد المقاومة الوطنية رئيس المكتب السياسي العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح.

شخصيات محلية في المخا تقول إن حال الكهرباء لم يتحسن حينها، حيث ظلت تلك المولدات لمدة 11 شهرًا في نوم عميق دون تشغيلها، وفي العاشر من أغسطس 2022 شغلت شركة "القلزم" للاستثمارات النفطية تلك المولدات بديزل الحكومة واشتغلت الكهرباء، لكن "الأمر لم يدم طويلاً وانطفأت الكهرباء بعد11 يوما من التشغيل"، حسب ما ذكره مواطنين لـ"المصدر أونلاين".

وبتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة كان عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح ومعه محافظ محافظة تعز نبيل شمسان قد وضعا حجر الأساس لمشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في مدينة المخا في الـ19 من مارس ٢٠٢٣.

وتداولت وسائل إعلام عربية ومحلية أن المشروع جاء كهدية إماراتية لأبناء المخا أحدها موقع "العين الإخباري" ومقره في أبو ظبي، الذي نشر حينها "لطالما ظلت الكهرباء حلما بعيد المنال في مدينة المخا اليمنية إلا أنها باتت مؤخرا واقعا ملموسا بفعل هدية إماراتية لإضاءة واحدة من أقدم المدن التاريخية في البلاد".

يقول الأهالي في المخا إن تلك الهدية تحولت رويدا رويدا إلى مشروع كهرباء تجارية تديره شركة حديثة النشأة، تشرف على انتاج الطاقة وتوصيلها واستلام إيراداتها بعيداً عن المؤسسات الحكومية.

"المصدر أونلاين" تواصل بمدير كهرباء المخا، عبده حسن ناجي، حول حقيقة الأمر وهل المكتب يشرف على كهرباء المخا والذي وكان رده صريحا وقال "ليس لنا أي علاقة".

وأكد عبده حسن ناجي أن " شركة جو جرين باور التجارية هي الشركة المشغلة وهي الكل في الكل" وأن "الكهرباء تجارية باسم شركة جو جرين باور" في إشارة إلى أن الإيرادات للشركة وهي المتفردة في هذا الأمر.

وأثار تحويل الكهرباء الحكومية إلى شركة خاصة حالة سخط واستياء في أوساط الأهالي بمدينة المخا الذين كانوا قد تابعوا وسمعوا من وسائل إعلام موالية للإمارات أن الكهرباء بالطاقة الشمسية مكرمة إماراتية وهدية مجانية مقدمة لهم.

وتسلمت إدارة كهرباء المخا شركة تجارية خاصة تحت مسمى "جو جرين باور" وهي الشركة المتفرخة من شركة "القلزم" للاستثمارات، وهي بذاتها تابعة لشركة "الفيصل" التي كانت قد استقرت بمدينة المخا بتنسيق مع دولة الإمارات.

وتخضع إدارة الشركة حديثة الإنشاء "جو جرين باور" للمهندس بسام الصلوي الذي يشغل منصب رئيس النقابة العامة للكهرباء والعائد من صنعاء في نهاية العام 2018.

ويجري توصيل الكهرباء على الأحياء السكنية في المخا بوتيرة عالية وفي سباق مع الزمن من أجل الانتهاء من التوصيل مع شهر رمضان حيث ستجني الشركة أموالاً طائلة في هذا الشهر وفي فصل الصيف القادم.

ويقول الأهالي إنه "بسعر 200,000 يتم توفير عدادات إلكترونية للكهرباء وبدفع مسبق (اشحن رصيد واحصل على الخدمة) مشيرين إلى أن الشركة "أقرت سعر الكيلو 200 ريال للمنازل و400 للمحلات التجارية، وهو سعر مخفض مقابل أسعار الشركات التجارية الأخرى في المدينة، والتي تبيع الكيلو 500 ريال للمنازل والمحلات التجارية معا"

ويتساءل الأهالي في المخاء عن حقيقة مشروع كهرباء المخا بالطاقة الشمسية، الذي أعلنت الإمارات تقديمه، ويطالبون ببيان رسمي وصريح يوضح فيه للمواطنين حقيقة المشروع وهل له علاقة بالدولة وسلطتها المحلية اشرافياً وإدارياً وفنياً ومالياً.

مدير الإعلام والعلاقات العامة في محافظة تعز قال لـ المصدر أونلاين إن كهرباء المخا وشركة "جو جرين باور" لا تخضعان لإدارة السلطة المحلية في تعز مشيرا إلى أن السلطة المحلية لا تشرف على الكهرباء هناك.

وفي السياق ذاته وحول إيرادات كهرباء المخا يؤكد خالد البركاني وهو مدير مكتب كهرباء تعز لـ"المصدر أونلاين" أن "الإيرادات كما علمت تروح لشركة جو جرين باور كونها المشغلة" في إشارة إلى أن كهرباء المخا تقبع بعيداً عن تعز وسلطتها، موضحًا أن الشركة هي من تسلمت الكهرباء بالطاقة الشمسية.

وتنشط شركات تجارية كهربائية أخرى في منطقة المخا، بمنظماتها ومولداتها الخاصة، لكنها أيضاً هي الأخرى لا تورد أي إيرادات للسلطة المحلية في تعز.

ويقول خالد البركاني لـ"المصدر أونلاين" أن "هناك شركات خاصة أخرى تولد الطاقة بمولدات وهي شركة الحرمين وشركة العامري وهذه الشركتين قامت بعمل اتفاق مع المؤسسة بتعز، حتى أنهم لم يذكروا لاي إيرادات للسلطة المحلية أو التحسين"

ويضيف البركاني" طلبناهم أكثر من مرة ولم نستطيع ضبطهم نتيجة تهاون جهات الضبط وعليهم موارد كبيرة حاليا نجهز ملفات لهم لإرسالها للنيابة".

المصدر أونلاين