قال عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي، إن معركة الوعي في مواجهة مليشيا الحوثي ومشروعها العنصري الكهنوتي السلالي لا تقل أهمية عن معركة البندقية.
جاء ذلك خلال مأدبة إفطار رمضانية أقامها العليمي بحضور وزير الإعلام معمر الإرياني وقيادات المؤسسات الإعلامية، والعديد من الصحفيين والمثقفين والناشطين من مختلف المكونات السياسية والمناطق اليمنية، وفق وكالة "سبأ" الرسمية.
وأشاد عضو المجلس الرئاسي "بالدور الوطني والتنويري للصحفيين والإعلاميين، وحثهم على المزيد من بذل الجهود لتوعية المجتمع والاسهام في تحصينه من مخاطر الفكر الضال الذي تروج له مليشيا الحوثي الإرهابية، مهددة حاضر ومستقبل اليمن وإرثه الحضاري وهويته التاريخية".
وشدد ، على "أهمية تظافر الجهود، كل من موقعه، وتوحيد الصف الوطني والالتحام مع قيادة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي ودعم جهود الحكومة للمضي قدماً في الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد والعمل معاً لتعزيز مؤسسات الدولة ودعم السلطات المحلية لتلبية احتياجات أبناء الشعب".
وأوضح العليمي، أن "جبهة الاعلام والثقافة لا تختلف عن الجبهة العسكرية، إن لم تكن هي الأهم، في مواجهة تحدٍ حقيقي يتعلق بالوعي، وحيا جهود كل الصحفيين والإعلاميين وأدوارهم خلال المرحلة الماضية، وشد على أيديهم لتقديم المزيد من العمل من أجل مواجهة الخرافة التي تتسلط على رقاب اليمنيين و وقف المشاحنات الإعلامية بين مختلف مكونات الشرعية"، داعياً إياهم "للعمل على توحيد الصفوف وعدم بذل أي جهود في أي قضايا تسعى لتفريق الصف الواحد للشرعية".
وقال إن "رمضان يحمل ذكرى، انتصار عدن على مليشيا الحوثي، حينما توحدت الرايات والخنادق والبنادق والصوت، وتلاحمت معركة سياسية إعلامية شعبية عسكرية حررت عدن، وصدحت المآذن عدن تنتصر"، موجهاً في هذا الصدد "التحية لعدن وابناءها وتحية إجلال وإكبار إلى الرجال الأبطال الميامين في مختلف الجبهات بالجمهورية، وكل سلاح ورجل أفتدى الجمهورية والوطن"، كما حيا "الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم لافتداء البلد، ولكل الذين دافعوا عن حريتنا وكرامتنا وجمهوريتنا وهويتنا ، ولكل الجرحى والمعتقلين في سجون المليشيا الحوثية".
وأشار العليمي، إلى "حلول الذكرى الثانية للمشاورات اليمنية -اليمنية التي عقدت في الرياض برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي انبثق عنها إعلان نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي وذلك لتوحيد كل الجهود لغاية واحدة وفي طريق واحد، هو انهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة حرباً أو سلماً".
وأكد أن "هذه المهمة هي الحاضرة أمام مجلس القيادة الرئاسي، كمعركة وطنية مع مليشيا الحوثي الخصم الحقيقي للشعب اليمني"، لافتاً إلى أن "هذه المعركة لن تنتهي الا بإسقاط الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها، والحفاظ على الثوابت الوطنية سواء من خلال المسار السياسي او الحرب.
وحسب ما ذكره العليمي فإن المعركة الثانية "هي معركة بناء الدولة ومؤسساتها في المحافظات المحررة وتطبيع الأوضاع واستتباب الأمن والاستقرار، وممارسة كافة مؤسسات الدولة لصلاحيتها من المحافظات المحررة وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن التي كانت حاضنة للشرعية والتحرير".
وقال إن "المعركة الثالثة أمام القيادة هي معركة خدمة المواطنين وتحسين الخدمات وإنعاش الاقتصاد وتوفير المرتبات وما يترتب على ذلك من تجاوز للتحديات الاقتصادية التي تفرضها المليشيا الحوثية على شعبنا اليمني" .
وعن التقدم في المسار السياسي، قال عضو المجلس الرئاسي إن "مليشيا الحوثي لا تستطيع أن تعيش إلا في أجواء الحرب، ولا يمكن أن تتعايش مع المجتمع بسلام، حيث أنها نبتة سيئة تتغذى على الحرب"، مشيراً الى أن "دلائل التاريخ شاهدة منذ العام ٢٠٠٤م".
وأكد العليمي أن "قيادة الشرعية كانت ولا زالت واضحة في جنوحها للسلام، أمام الحرب التي فرضها الحوثي على الشعب اليمني"، موضحاً أن "ما يحدث هو دفاع عن الحرية والكرامة والهوية ووعي الشعب اليمني، في مواجهة الفكر السلالي الطائفي المناطقي".
وتابع: "لا يمكن أن نخون الدماء الزكية التي سالت، بسلام هش زائف، نحن مع سلام عادل دائم يحفظ للشعب اليمني كرامته وحريته ومؤسسات الدولة وسواسية الناس تحت القانون ويؤمن لهم حق التعبير والحرية وممارسة العمل السياسي ويحفظ لكل مواطن حقوقه غير منقوصة".
وأشار الى "جدية الشرعية في التعاطي مع كل جهود إحلال السلام وفي كافة المحطات، سلام يقوم على مرجعيات ناضل الشعب اليمني لحمايتها، ويؤسس لدول مدنية حقيقية".
وأعرب العليمي عن شكره "للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية على جهودهم الجبارة التي بذلوها و يبذلونها في مختلف المجالات ووقوفهم الدائم مع الشرعية ودعمها، وآخرها جهودهم في إحلال السلام وصولاً إلى مشروع خارطة الطريق الذي أعلن عنها المبعوث الأممي"، منوها الى أن "الحكومة اليمنية بادرت بموقف إيجابي تجاهها، وهو المشروع الذي اختلق الحوثي معارك أخرى للهروب من هذا الاستحقاق، ومنها التصعيد في البحر الأحمر".
وشدد عضو مجلس القيادة على "ضرورة الفصل ما بين موقف اليمن واليمنيين جميعاً المساند للقضية الفلسطينية، وبين ممارسات الحوثيين بالبحر الأحمر المرتبطة بالأجندة الإيرانية، وقال "نحن مع فلسطين ولا يمكن لأحد أن يزايد على الشعب اليمني فيما يتعلق بفلسطين، بينما ما يفعله الحوثي هي أجندة إيرانية صرفة واستغلال رخيص لمعاناة أهلنا في غزة".
وحث العليمي على "تكاتف الجهود وتكثيفها، وتوحيد الرسالة، وصياغة إطار إعلامي يكشف مليشيا الحوثي وارهابها وبطشها، ويعزز صمود أبناء الشعب اليمني، في مواجهة التمرد والكهنوتية والسلالية والطائفية، ويسهم في تحصين الجيل".
من جانبه عبر وزير الاعلام عن شكره لعضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي، على "جمع كوكبة من الإعلاميين الذين يمثلون مختلف وسائل الاعلام"، مثمناً "دوره ومتابعته المستمرة لقضايا الصحفيين والإعلاميين"، "وبجهود رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي الوطنية التي يبذلوها رغم الصعوبات الماثلة"، مؤكداً أن "كل الصحفيين والاعلامين مستمرون في انحيازهم للمشروع الوطني والدفاع عن الثوابت الوطنية، وتوحيد الجبهة الوطنية في مواجهة المشروع الحوثي"، حسب ما نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.