أدانت الحكومة اليمنية وتحالف الوطني للأحزاب المساندة لها، "بأشد العبارات"، الاعتداء الوحشي و"الجريمة الإرهابية" التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بتفجير منازل على ساكنيها في مدينة رداع، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من المواطنين.
وقالت وزارة حقوق الإنسان التابعة للحكومة في بيان، "أن المعلومات الأولية تشير إلى أن ما يقارب ١٨ مدنياً أغلبهم نساء وأطفال ما يزالون تحت الأنقاض بينهم عائلة مكونة من تسعة أفراد فارقوا الحياة جميعا وهم عائلة محمد سعد اليريمي".
وأضافت "تدين الوزارة بأشد العبارات، وتستنكر هذه الجريمة الإرهابية، وكل الاعتداءات والأفعال الإجرامية التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق المدنيين في محافظة البيضاء من قتل واختطافات وتدمير وتفجير للمساكن ونهب الممتلكات وترويع للنساء والأطفال على نحو ممنهج يشكل جرائم وانتهاكات جسيمة وخطيرة بحق المدنيين في محافظة البيضاء منذ اجتياحها والاستيلاء عليها بقوة السلاح".
وأكد البيان "أن استمرار ارتكاب هذه الجرائم يؤكد للمجتمع الدولي ما ذهبت إليه الحكومة الشرعية من حقيقة أن مليشيات الحوثي كيان وتنظيم إرهابي يمارس ويرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين"، داعية "المبعوث الأممي الخاص باليمن ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الانتهاكات الخطيرة والجسيمة التي ترتكبها مليشيات الحوثي الإرهابية بحق المدنيين في مدينة رداع".
وأعربت التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية المساندة للحكومة، عن إدانته للجريمة المروعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بتفجير المنازل على رؤوس ساكنيها من النساء والأطفال".
وأكد التحالف في بيانه "أن هذه الجريمة المروعة ما هي إلا سلسلة وامتداد لنهج وسلوك مليشيا الحوثي الدموي المألوف والممتد على مدى السنوات الماضية، وفي كل ربوع اليمن دون أدنى اكتراث لحرمة الزمان في شهر رمضان الفضيل، وهي تجسيد حقيقي لطبيعة هذه المليشيا وبيان وجهها الكالح دون مواربة".
وقال تحالف الأحزاب، إن "هذه الجريمة النكراء مثال واضح يكشف حقيقة هذه المليشيا الإرهابية التي ما فتئت تدّعي حرصها وتعاطفها ومناصرتها للشعب الفلسطيني، بينما تمارس بحق اليمنيين السلوك ذاته الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني الشقيق وبنفس الوحشية والغطرسة والاستكبار وكأنهما ينهلان من نفس المورد، ويتعلمان من بعضهما فنون التنكيل والإجرام والإبادة".
وأضاف: لقد أثبتت مليشيا الحوثي مرةً أخرى من خلال جريمتها المشهودة، وفي نهار رمضان المبارك ضد مواطنين عزل آمنين في بيوتهم أنها أبعد ما تكون عن السلم والسلام، وأنها ماضية في الاستهتار بكل جهود التهدئة ومساعي السلام المبذولة على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية والأممية">
وعبر البيان "عن رفض التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية وبشدة الصمت الأممي إزاء جرائم مليشيا الحوثي الإرهابية بحق شعبنا اليمني"، حاثا "مجلس القيادة الرئاسي والحكومة على التحرك لإنجاز مشروع استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب والتمرد الحوثي بكل السبل المتاحة ووسائل النضال الوطني الإنساني الشامل لرفع المعاناة والظلم والاضطهاد عن كاهل شعبنا اليمني".
وكانت المليشيا فجرت، صباح الثلاثاء، منازل مواطنين في رداع على رأس ساكنيها، ما تسبب في وفاة وإصابة نحو 20 شخصاً ما زال معظمهم تحت الأنقاض وفق ما أكده مصدر محلي.
وأكد المصدر أن قوات خاصة قدمت من صنعاء، قامت بمحاصرة منازل مواطنين من آل "ناقوس" و"الزيلعي" في حارة "الحفرة" وسط رداع، وبحوزتها الألغام ومعدات التفجير وقامت بتفخيخ المنزلين بعبوات ناسفة شديدة الإنفجار، وتفجير العبوات ما أدى إلى انهيارها وتهدم منازل أخرى مجاورة في الحارة على رؤوس ساكنيها.
وأوضح المصدر أن القوات التي نفذت المهمة مرتبطة بشكل مباشر بوزير داخلية المليشيا عبدالكريم الحوثي عم زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وقدمت في ساعات مبكرة من فجر الثلاثاء من صنعاء لتنفيذ المهمة ضد المواطنين في رداع، على خلفية مقتل شقيق مشرفها الأمني في المديرية "أبو حسين الهرمان، واثنان آخرين كانا معه في كمين نفذه شاب من آل "الزيلعي" كان شقيقه قد قتل برصاص مرافقي المشرف ذاته، قبل نحو عام.
وفي محاولتها للتهرب من المسؤولية، أقرت المليشيا على لسان المتحدث باسم داخليتها عبدالخالق العجري، بارتكاب الجريمة، وقالت إنها حدثت "نتيجة خطأ من قبل بعض رجال الأمن أثناء تنفيذ حملة أمنية لملاحقة بعض المخربين"، محملة عناصرها مسؤولية الجريمة، وقالت إنها نفذت "بدون العودة وأخذ التوجيهات من القيادة الأمنية أو علم وزارة الداخلية".