قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن سكان قطاع غزة الفلسطيني يعيشون في كابوس نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.
جاء ذلك في كلمة له خلال لقائه ممثلي منظمات مدنية، على هامش فعاليات لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة.
وحذر غوتيريش، من أن استهداف المدنيين والفشل في حمايتهم يعتبر انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي، مشيراً الى أن حقوق المرأة تتعرض للانتهاك في جميع أنحاء العالم ويتم تضييق مساحتها في المجتمع.
ولفت الأمين العام الأممي، إلى أن المدافعين عن حقوق المرأة يواجهون تهديدات، لافتا إلى أن ثلثي القتلى في قطاع غزة نساء وأطفال.
وتابع: "يشهد قطاع غزة كارثة إنسانية كبرى، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي هجماته منذ 159 يوما، مستهدفا المستوطنات المدنية والمستشفيات والمدارس والملاجئ التي لجأ إليها النازحون الفلسطينيون، فضلا عن منع دخول المساعدات الإنسانية".
في السياق اعتبر الأردن أن "التعنّت" الإسرائيلي في رفض وقف الحرب على غزة وإيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، يدفع المنطقة نحو مزيد من التأزيم.
جاء ذلك وفق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال مؤتمر صحفي عقد الأربعاء مع وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، بالعاصمة عمان، وفق مراسل الأناضول.
وقال: "إن التعنت الإسرائيلي في رفض وقف الحرب وإيصال المساعدات يدفع المنطقة نحو مزيد من التأزيم"، لافتاً إلى أن إسرائيل "مستمرة بمنع دخول ما يكفي من مساعدات لغزة".
وأشار الصفدي إلى أن "غزة جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا مقاربة سياسية خارج هذا المبدأ".
وبين أن إسرائيل "خرقت كل القوانين الدولية واستخدمت التجويع سلاحا في حربها على غزة (..) وسط عجز دولي عن مواجهة هذه الهمجية".
وتابع: "لا يمكن السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتقويض أمن المنطقة واستمرار الحرب وتشريد سكان غزة وتجويعهم".
وأكد الوزير أن "وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يجب ان تستمر في أداء مهامها"، مشيراً إلى أنه "اتفق مع وزير الخارجية الإسباني على أن لا بديل عن الأونروا".
من جهته، شدد وزير الخارجية الإسباني على أن "وقف إطلاق النار في غزة أولوية قصوى، ويجب أن نتوقف عن عد الأموات".
وقال: "نسعى لوقف توريد السلاح، ووضعنا عقوبات على توريدها لإسرائيل"، داعياً في الوقت ذاته إلى وقف "فوري" لإطلاق النار في غزة.
وعبر ألباريس عن رغبة بلاده بالدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، مبينا أن "أكثر من 90 دولة تدعم هذا الأمر".
كما اعتبر أن الوضع في الضفة الغربية "مثير للقلق" وعلى المجتمع الدولي وقف المأساة المتواصلة في غزة.
ولم يحدد البيان موعد وصول ألباريس إلى الأردن أو مدة زيارته، فيما سيجري لقاءً مع الملك عبد الله الثاني، وفق ما أعلنه الصفدي في ختام المؤتمر.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من السكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.