أكدت مصادر محلية إصابة شخصين، إثر تعرض لجنة تابعة لمليشيا الحوثي برفقة مواطنين ووجاهات مجتمعية، لإطلاق نار أثناء محاولتها فتح طريق صنعاء-الضالع-عدن، بمديريتي دمت ومريس وسط البلاد.
وقالت المصادر إن مليشيا الحوثي قدمت بحشود كبيرة ودوريات عسكرية، إلى مديرية مريس لفتح الطريق، دون تنسيق مسبق مع القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي المرابطة على خطوط التماس.
وأضافت المصادر أن الحشود الكبيرة والدوريات العسكرية التي استقدمتها مليشيات الحوثي، دفعت بالقوات الموالية للحكومة لإطلاق النار عليهم وإصابة عدد منهم بجروح، وأجبرتهم على التراجع.
وتعد طريق (صنعاء – الضالع – عدن) أحد أهم الطرق الرئيسية في اليمن التي تعرضت للإغلاق منذ 2015 بسبب الحرب.
وعام 2019 قامت مليشيا الحوثي بتفجير جسر هام في الطريق الرئيسي الرابط بين صنعاء – الضالع – عدن، ومنعت محاولات لفتحها، آخرها مبادرة لقوات الانتقالي في يوليو 2022م.
وحملت مليشيا الحوثي، الحكومة والقوات الموالية لها، مسؤولية إفشال مبادرتهم "من قبل الطرف الآخر بالرغم من التنسيق المسبق معه"، معتبرين ذلك "محاولة مكشوفة وواضحة لإفشال الجهود والمساعي الجارية لفتح هذا الطريق المهم".
وقالت الجماعة إن لجنتين تابعة لها "عسكرية ورئاسية"، تعرضت لإطلاق نار مباشر ومحاصرة واستخدام بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، أثناء فتحها لطريق صنعاء الضالع عدن، مؤكدة "أن المبادرة ما تزال قائمة لفتح هذا الطريق الحيوي حرصا على تخفيف معاناة المواطنين".
وفيما لم يصدر أي بيان أو تعليق رسمي من الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، تحدث مركز دراسات وإعلام موالي للأخير، عن "فشل وساطة محلية في فتح طريق رئيسي"، مؤكدا أن "مسلحين أطلقوا النار في قرية (الزيلة) بمنطقة مريس شمال الضالع في خط التماس الفاصل بين الحوثيين والقوات المشتركة المؤلفة من القوات الجنوبية والمقاومة الشعبية".
وأضاف مركز "سوث 24" أن "إطلاق النار جاء على خلفية مسيرة راجلة مسلحة للحوثيين وشخصيات قبلية موالية لهم مع جرافات حاولت فتح الطريق بالقوة، وهو ما دفع الطرف الآخر لإطلاق النار، بحسب المصادر المحلية".
من جانبه قال د. حمود العودي وهو من بين الشخصيات التي قادت الجهود المجتمعية لفتح الطريق، في منشور له على منصة فيسبوك: "كنا مستبشرين في هذا اليوم الطيب والخيّر من أيام شهر رمضان المبارك، وبعد أكثر من خمسة أعوام من الجهود بدون ضجيج إعلامي او مزايدات أو متاجرات؛ والرحلات المكوكية بين المحافظات وما رافقها من معاناة لا يعلمها إلا الله، كنا نظن ونثق بأن لحظة هذا اليوم ستكون هي البداية الأولى لرفع المعاناة بفتح الطرق الرئيسية بدءً بطريق صنعاء - عدن مروراً بدمت الضالع".
وأضاف بأن الظروف كانت مهيأة من كل الأطراف بدءاً بالمجتمع المدني والسلطات المحلية وأبناء المنطقة متجمعين في مدينة دمت، وأُزيلت كل الحواجز الترابية والخرسانية والألغام من الطريق، وتحرك الجميع بناءً على تواصلات مستمرة مع عدن والضالع والتي لم نجد منها الا كل الاستعداد".
وأردف: "بعد أن قطعنا ما يزيد عن عشرين كيلو متر جنوب مدينة دمت ترجلنا على الاقدام مايزيد عن ثلاثة كيلو متر ،وما أن وصلنا إلى نقطة التماس التي كنا نتوقع فيها من يستقبلنا بالسلام والمصافحة والمودة والفرحة فوجئنا بوابل من النيران والقذائف المدفعية تمر من فوق رؤوسنا وعلى اليمين واليسار".
وكانت الحكومة اليمنية، أعلنت قبل أيام فتح العديد من الطرق الرئيسية، بما في ذلك طريق مأرب نهم صنعاء، والطريق الرئيسي الرابط بين مدينة تعز ومحيطها، إلا أن مليشيا الحوثي ردت على هذه المبادرات بالرفض مع مبادرات بفتح طرق مستحدث ووعرة أخرى، متهمين الحكومة بمحاولة استغلال الإعلام والترويج لمبادرات فتح الطرق والاستفادة منها للتحرك العسكري خدمتا للعدوان للكيان الإسرائيلي والعدوان الأمريكي البريطاني الذي تزعم الجماعة تكريس كل جهودها لمواجهته دعما لغزة.
يشار إلى أن عملية فتح الطرقات والتزام جميع الأطراف بفتحها، سيسهم بشكل كبير في تسهيل تحركات الشاحنات ونقل البضائع، وسيخفف على المواطنين من معاناتهم في التنقل والسفر عبر الطرق البعيدة والوعرة.