أخبار محلية

الابتهاج برمضان وطقوسه يصارع تدهور الأوضاع المعيشية للسكان في عدن

المصدر
أحمد حلمي

لم يكن هناك من شيء يمكننا أن نستعين به لوصف الحال الذي يعيشه معظم المجتمع العدني والمواطنين، إلا أنهم يستمرون في صراعهم من أجل البقاء، وما زلنا نراهم يبذلون ما يمكنهم من العيش بأبسط المقومات الضرورية، لإبقائهم على قيد الحياة وتجاوزهم للمحنة.

فمن خلال التجوال في أسواق مدينة عدن، تكون الفكرة واضحة عن حال الأوضاع المعيشية التي يعيشها أهالي المدينة، حيث حيث تكتسي وجوه المارة بملامح العجز عن شراء وتغطيته احتياجاتها الأساسية، ناهيك عن المكملات التي تضفي لها لونا آخرا في هذا الشهر، بعد أن وصلت أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة.

حيث أصبحت الأصوات المألوفة التي تسمعها هذه الأيام في الأسواق هي عبارات التوسل والرجاء لأصحاب المحلات بتخفيض الأسعار، أو من الأطفال لأسرهم لشراء ما ترغب به نفسه كغيره من الأطفال، ويتبع ذلك صراخ وعويل للأطفال، ويقابله حسرات الألم للأب والأم على أطفالهم.

وعلى الرغم من هذه المعاناة لا تزال طقوس من الموروث الأصيل حاضرة في عدن، إذ يحرص العدنيون على مغالبة أوجاعهم وشظف العيش وإظهار الابتهاج والفرح بشهر رمضان الفضيل.

حياة مستحيلة

تقول المواطنة "أم خالد" وهي من سكان مديرية كريتر إن الحياة أصبحت مستحيلة بالنسبة لكثير من الأسر العدنية، كون مصدر دخلهم أصبح لا يكفي لتغطية النفقات الأساسية لأسرهم، بالإضافة إلى دفع رسوم الخدمات العامة مثل إيجار الشقة وفواتير الماء والكهرباء.

ووفي حديثها لـ "المصدر أونلاين" تقول إن زيادة تكاليف المعيشة تعني أن آلاف الأسر تواجه صعوبة في تأمين احتياجاتها واحتياجات أطفالها، مشيرة إلى أن الحياة اليومية أصبحت صعبة وأن راتب زوجها لم يعد يغطي نفقات بيتها الضرورية، وهو ما دفعها إلى تقليص عدد الوجبات اليومية على أطفالها إلى وجبتين في اليوم.

وتؤكد أن الظروف الحالية باتت مخيفة وتهدد بكارثة في حال استمرار تدهور الوضع الذي يسير نحو المجهول، وأن غالبية الأسر أصبحت تحتاج لتلقي المساعدات وخصوصا في ظل استمرار انهيار العملة المحلية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، فالأحوال الصعبة هي الهم الذي يعيشه الجميع وبات على ألسنتهم وهاجسهم اليومي.

فرحة بنكهة الألم

يؤكد الناشط عبدالرحمن الأحمدي وهو من أبناء مديرية خور مكسر، أن مظاهر الفرحة والبهجة في استقبال شهر رمضان لهذا العام لم تغب تماما، إلا أنها كانت فرحة ممزوجة ببعض الألم والحسرة، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية التي انعكست سلبا على أحوالهم ومعيشتهم.

ويقول إن أسواق محافظة العاصمة المؤقتة عدن، تشهد موجة غلاء كبيرة في كل مديرياتها مع دخول شهر رمضان، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والسلع من المنتجات المحلية والمتطلبات المنزلية.

ويشير الأحمدي إلى أن شهر رمضان لم يعد بالنسبة لكثير من الأسر وحده شهر الصيام، كون هذه الأسر أصبحت تصوم طوال العام لشحة المواد الغذائية وانعدام أبسط مقومات الحياة.

ويضيف في حديثه لـ"المصدر أونلاين" أن انهيار الريال تسبب بارتفاع أسعار المواد الأساسية والغذائية إلى مستويات قياسية الأمر الذي فاقم المعاناة بشكل غير مسبوق، وتسبب بعزوف الأسر العدنية عن الكثير من الأطباق التي تعودوا أن تكون ضمن موائدهم الرمضانية.

ويوضح الأحمدي أن عملية انهيار الوضع الاقتصادي، تعتبر واحدة من أكبر القضايا التي تؤرق حياة المواطن العدني واليمني بشكل عام، وجلبت له المعاناة اليومية، بعد تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي 1600 ريال، وتجاوز سعر صرف الريال السعودي 400 ريال يمني.

المصدر أونلاين