أشعلت حادثة العثور جثة الطالبة "رميلة الشرعبي"، داخل سيارتها في أحد شوارع صنعاء، مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، وذلك على الرغم من مرور أكثر من أسبوعين على الجريمة.
في التفاصيل وفي ظروف وملابسات لا تزال غامضة عثر سكان على جثمان الطالبة "رميلة عبدالملك الشرعبي" متوفية داخل سيارتها بشارع حدة وسط صنعاء الخاضعة لسيرة ميليشيا الحوثي، وذلك بعد نحو أربعة أيام من اختفائها.
وفق مصادر متطابقة فإن الطالبة رميلة الشرعبي كانت تدرس في مستوى رابع (قسم الصيدلية)، بجامعة الرازي، والدها الدكتور/ عبدالملك إسماعيل الشرعبي، ووالدتها الدكتورة لنا الشرعبي.
قبل ساعات نشر الدكتور ناصر سعيد الدحياني تفاصيل الحادثة نقلا عن زميله الدكتور عبدالملك (والد الضحية) حيث قال أمس الأربعاء إن "بنته كانت تدرس مستوى رابع صيدلة"، وكان "مستبشراً (بقرب) تخرجها، وهى وحيدة أمها الدكتورة (لنا الشرعبي) وحياتها طبيعية وتحضر الدراسة يوميا دون توقف وتنافس بالدراسة بشكل دائم".
وأضاف أن "ابنته خرجت من الجامعة واختفت مع سيارتها خلال ساعة وظهرت مقتولة بسيارتها بعد أربعة أيام ووضعها يرثى لها كون الجثة لها اربع أيام داخل سيارة مكتوم الاكسجين مغلق الأبواب"، مشيرا الى أن "الموضوع مع الأمن حاليا، وهناك مشتبهين ولا يزال التحقيق مستمر"، وقال: "اسمحوا لي لا اقدر اكتب خالص من هول ما حدث".
والد الضحية الدكتور عبدالملك الشرعبي كان قد كتب منشورا على صفحته بـ"فيسبوك" بتأريخ 16 فبراير أي بعد أربعة أيام من اختفاء ابنته قال فيه: "نودع اليوم ابنتي وحبيبتي الى الحياة الأبدية نودعها بعد ان كنا نرتب لتخرجها من كلية الصيدلة ونخطط ونطمح مع بعض غادرت دون سابق انذار بكامل صحتها العقلية والجسدية".
وأضاف: "بحزن عميق وجرح وأسى بالغ نودع الدكتورة رميلة حبيبة قلب ابيها راضين ومؤمنين بالقضاء والقدر.. سينقطع عنى رسائلها اليومية وحزنها عندما امر بوعكة صحية او ظروف قاسية واسمعها وتسمعني رحمة الله عليك بنتي واسكنك فسيح جناته ويعوض شبابك بحياة أبدية بجنة الخلد".
وتابع: "لم تكوني تحملي اي شر او حقد على أحد كان همك الكتاب والدراسة والنجاح ومواصلة الدراسة بنجاح عالي وهمة عالية للتحصيل العلمي.. رحمك الله يا غالي وداعا وداعا وداعا".
وتعليقا على منشورات بعض النشطاء أصدرت جامعة الرازي بيانا قالت فيه إنها "تنفي ما تم تداوله مؤخرا في عدد من وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية حول حادثة انتحار او مقتل إحدى الطالبات في الحرم الجامعي".
وأضاف البيان: "المؤسف أن يكون هذا التداول والنشر لم يأت من مصادر موثوقة أو جهات أمنية مختصة بل اعتمد على التضليل وتناول روايات متعددة ومختلفة اختلقها بعض الباحثين عن الشهرة بهدف الإساءة لأمن واستقرار البلاد".
وتابع: "اذ تأسف الجامعة عن نشر وتداول مثل هذه الاخبار الكاذبة والعارية عن الصحة، فإنها تؤكد أن الجامعة تلقت استفسارا في مساء يوم الاثنين بتاريخ 12/2 عبر ضابط الأمن عن حضور وخروج الطالبة الراحلة والمقيدة بالسنة الرابعة بقسم الصيدلة رحمة الله تغشاها".
وأشار البيان الى أن أمن الجامعة قام بالتحري ومراجعة كاميرا المراقبة مع فريق البحث والتحري المكلف من قسم الشرطة المختص والذي تبين من خلالها خروج الطالبة من مبنى الجامعة في ظهر يوم الاثنين بتاريخ 12/2 في تمام الساعة 1:16 الواحدة و ست عشرة دقيقة بعد حضورها المحاضرات بشكل طبيعي، وكان يوم الاثنين آخر تواجد للطالبة في الجامعة".
وذكر أنه "في مساء الخميس تم اشعار الجامعة من قسم الشرطة بانهم وجدوا الطالبة متوفية(حالة انتحار) فوق سيارتها في منطقة حدة (أي خارج الحرم الجامعي) ولا يوجد أي ارتباط بين الواقعة والجامعة وقد اتخذت الأجهزة الأمنية المختصة إجراءاتها تجاه الواقعة والوقوف على أسبابها علما أن التحقيقات لا تزال جارية".
وعبرت الجامعة عن "أسفها لفقدانها أحد طلابها رحمة الله تغشاها"، كما عبرت عن "استياءها الشديد لاستغلال معاناة الاخرين في بث الشائعات والاصطياد في الماء العكر واختلاق الزيف والافتراء ونشر وتداول الشائعات دونما تحري المصداقية".
ودعت جامعة الرازي الى "التوقف عن تداول مثل هذه الشائعات لحين صدور نتائج التحقيقات عن الجهات الرسمية كما تؤكد الجامعة على حقها في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين في نشر وتداول الاخبار الكاذبة بهدف تظليل الرأي العام وتشويه سمعة المؤسسات الأكاديمية".
ولم تعلق سلطة الحوثيين رغم مرور 18 يوما على الحادثة التي خرجت الى العلن مؤخرا وقوبلت باستنكار واستهجان شعبي واسع.