بعد ساعات من إعلان عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب، اللواء سلطان العرادة، فتح الطريق الرئيسي الرابط بين مارب وصنعاء مروراً بمديرية نهم من جانب واحد، ردت ميليشيا الحوثي بالحديث عن فتح طريق آخر يمر من صرواح غربي مارب مروراً بخولان وصولاً إلى صنعاء، ما يعني ضمنياً رفض تلك المبادرة.
وقضت الميليشيا على آمال مئات الآلاف من اليمنيين الذين احتفوا بإعلان فتح الطريق على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كان رفضهم خطوة متوقعة بالنسبة للمراقبين، فقد سبق للميليشيا أن استخدمت نفس الأسلوب للرد على مبادرات سابقة بخصوص الطرق، لتتجنب السخط الشعبي وتلقي باللوم على الجانب الحكومي والتحالف الذي تتهمه بفرص الحصار عليها.
وفي يوليو من العام 2022، رفضت ميليشيا الحوثي، خلال مفاوضات مع الجانب الحكومي بشأن فتح طرقات تعز، برعاية الأمم المتحدة، رفضت فتح الطرق الرئيسية وبادرت بتصوير "مسرحية" أعلنت خلالها فتح طريق ترابي للمدينة التي تفرض عليها حصاراً منذ 9 سنوات، تبين لاحقاً أنها تهدف من خلال اختيار ذاك الطريق الى تحقيق مكاسب عسكرية وتعبيد الطريق للاقتراب من "تبة الدفاع الجوي" التي فشلت في الاقتراب منها خلال سنوات من القتال.
وقبل ذلك في أبريل من العام نفسه، أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، فتح طريق حيس – الجراحي، جنوبي الحديدة من جانب واحد، استجابة لمطالبات سكان تلك المناطق، معبراً عن أمله أن تستجيب الميليشيا للمبادرة، غير أن الميليشيا لم تبد أي استجابة إزاء تلك الخطوة.
عن مارب وطريق "حَبَاب"
تقع مارب الى الشرق من صنعاء على بعد نحو 170 كم، ويفرض الحوثيون عليها حصاراً شبه تام من ثلاث جهات، حيث ينتشرون في أطرافها من منطقة العَلَم شرق الجوف في الشمال الشرقي لمارب، مروراً بالشمال والغرب وصولاً إلى جبل البلق جنوبا، ويقطعون طرقها الثلاث التي تربطها بصنعاء والجوف والبيضاء.
وللتنقل لا يجد سكان مارب سوى المنفذ الشرقي عبر الطريق الدولي مارب حضرموت، وطرقاً صحراوية وعرة وغير آمنة، يستوردون عبرها البضائع التي بدلاً من أن تصل من صنعاء خلال ساعتين، تأخذ أكثر من عشر ساعات، وتكاليف باهظة للغاية، فيما تتلف بعض المنتجات قبل الوصول.
واستجابة لمناشدات واسعة من سياسيين ونشطاء أطلقوها مؤخرا عبر وسائط التواصل الاجتماعي، أعلن اللواء العرادة عن المبادرة، مؤكداً ضرورة "فتح جميع الطرقات في كافة المدن بما فيها الطرق المؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة منذ 9 سنوات، لما تمثله اليوم من ضرورة ملحة خاصة في ظل المعاناة الكبيرة للمواطن اليمني في السفر عبر الطرق البديلة".
وأبدى العرادة الاستعداد لفتح الطرق الأخرى (مأرب – البيضاء – صنعاء) وطريق (مأرب – صرواح – صنعاء) من جانب واحد، وتمنى استجابة الطرف الآخر لهذه المبادرة التي تهدف بدرجة رئيسية إلى تخفيف معاناة المواطنين وتسهيل سفرهم وتنقلاتهم.
وكعادتها راوغت ميليشيا الحوثي، والتي ترفض فكرة فتح الطرق من أساسها، في الاستجابة للمبادرة، وبدت قياداتها مرتبكة وأطلقت التصريحات هنا وهناك، وذهبت للحديث عن فتح طريق خولان من جانب واحد، وهو الطريق الذي يقول أبناء تلك المناطق، إنه "لا يختلف عن الطريق الصحراوي الحالي، ولا يحل المشكلة نهائيا".
وقال "م.ص.ع" وهو مواطن من أبناء خولان في صنعاء ويعرف الطريق المذكور جيداً لـ"المصدر أونلاين"، إن الطريق قد أتلف السيل أجزاء واسعة منه، "خربه السيل وانتهى الزفلت (الإسفلت) من بعض الأماكن، وخاصة نقيل الوتدة، فقد صار أشبه بطريق ترابي".
وأضاف أنه يستحيل مرور شاحنات النقل من هذا الطريق، فقد "أصبح ضيق جدا بسبب تهدم الجدار الساند لبعض المرتفعات، ما جعله ضيق للغاية في كثير من الأماكن، خصوصاً في منطقة حباب، ولا تستطيع القاطرات المرور فيه".
وأوضح أن هذه المشاكل كانت موجودة في الطريق حتى من قبل انقلاب ميليشيا الحوثي واشتعال جبهات الحرب، ولهذا لم يكن هذا الطريق هو الطريق الرئيسي الى صنعاء "وإن كان الأقرب، لأنه من زمان صعب جداً تمر القاطرات وباصات النقل الجماعي منه".
من جانبه أشار المواطن "ي،ص،ع" إلى أن الصخور التي قال إنها تتساقط على الطريق بين الحين والآخر، خصوصاً في موسم الأمطار التي تتسبب أيضاً في انهيار أجزاء منه، مشيراً إلى أن "الطريق لم يكن مخططاً بشكل جيد منذ تأسيسه، ومن الصعب مرور الشاحنات في الكثير من المنعطفات فيه، إضافة إلى انعدام الإسفلت في (وادي حباب) حيث يتوقف المرور تماماً (في) أيام المطر".
وقال المواطن إن السيول التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية، "دمرت الكباري والعبّارات (في وادي حباب)، ما تسبب بانحراف الطريق إلى السائلة، وفيها تغاريز، وهي مهددة بالسيول اذا جاءت سيتوقف السير".
المصدر أونلاين