وصلت سفينة "سي تشامبيون"، إلى ميناء عدن جنوبي اليمن، بعد نجاتها من هجومين بصاروخين باليستيين يوم الاثنين شنتهما مليشيا الحوثي ضد السفينة التي ترفع علم اليونان، لتكمل بعد ذلك رحلتها المقررة إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الجماعة لتفريغ حمولة تقدر بنحو 31 ألف طن من الحبوب.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر محلية ويونانية، قولها إن سفينة "Sea Champion" التي تنقل شحنة من الحبوب من الأرجنتين إلى اليمن، وتعرضت لهجوم مرتين يوم الاثنين، مما أدى إلى تضرر نافذة دون وقوع إصابات، وصلت يوم الثلاثاء إلى ميناء عدن الخاضع لسيطرة الحكومة الشرعية.
وقال مصدر في ميناء عدن ومصدر منفصل في قطاع الملاحة للوكالة "إن السفينة كانت تفرغ بعض حمولتها البالغة نحو 9229 طنا في عدن قبل الاتجاه شمالا إلى ميناء الحديدة، وهي منطقة تسيطر عليها حركة الحوثي، لتفريغ حمولة تقدر بنحو 31 ألف طن".
وقال المصدر في ميناء عدن، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن "الهجوم على السفينة كان بالخطأ"، وقال مصدر آخر في ميناء الحديدة، تحدث لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته، إن "الحوثيين أبلغوهم أن الهجوم غير متعمد".
وأظهرت أحدث بيانات من شركة "مارين ترافيك" لتتبع السفن في الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش (نحو الـ3 فجرا بتوقيت اليمن) رسو السفينة "سي تشامبيون" في ميناء عدن.
ورفضت شركة ميجا شيبنج المشغلة للسفينة، ومقرها اليونان، ومسؤولون من وزارة الشحن اليونانية التعليق على خبر وصول السفينة، كما لم تتمكن الوكالة من التواصل مع قيادات الحوثيين للتعليق.
وأظهرت أحدث بيانات من شركة مارين ترافيك لتتبع السفن في الساعة 1211 بتوقيت جرينتش رسو السفينة "سي تشامبيون" في ميناء عدن.
وكانت مليشيا الحوثي، أعلنت يوم الاثنين تنفيذ عمليتين عسكريتينِ نوعيتينِ استهدفتْ من خلالِهما سفينتينِ أمريكيتينِ الأولى "سي تشامبيون Sea champion" والأخرى "نافيس فورتون Navis Fortuna "، مؤكدة "الإصاباتُ كانت دقيقةً ومباشرةً".
من جهته، أدان المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، مواصلة الحوثيين هجماتهم على السفن التجارية، وقال إننا "نواصل إدانة الهجمات المتهورة والعشوائية التي ينفذها الحوثيون على سفن الشحن المدنية"، وفقا لموقع قناة الحرة.
وتوقف المتحدث الأمريكي بشكل خاص عند هجوم الحوثيين على سفينة Sea Champion، وقال "كانت تلك السفينة تحمل الذرة وغيرها من الإمدادات الغذائية للشعب اليمني في عدن. وكانت هذه الإمدادات للشعب اليمني ولا علاقة لها بإسرائيل ولا بالصراع في غزة".
ووصف ميلر الهجوم بـ"المتهور وعلامة على استمرار الحوثيين في إظهار التجاهل ليس فقط للشحن الدولي وللإمدادات إنما أيضا لما يستفيد منهم المدنيون في جميع أنحاء العالم".
وتابع: "لقد كان هجوماً خطيراً. وواقع أنهم يشنون هذا النوع من الهجمات العشوائية، حتى عندما يؤذون شعبهم، ويضرون بتوفير الإمدادات لشعبهم، يظهر مدى تهور أفعالهم".
وقالت القيادة المركزية للقوات الأمريكية في وقت مبكر الأربعاء، إن الحوثيين استهدفوا سفينة مرتبطة بالمساعدات الإنسانية.
وأضافت أنه "في 19 فبراير، بين الساعة 12:30 ظهرًا والساعة 1:50 بعد الظهر (بتوقيت صنعاء)، أطلق إرهابيون حوثيون مدعومون من إيران صاروخين باليستيين مضادين للسفن على سفينة M/V Sea Champion، وهي ناقلة بضائع مملوكة للولايات المتحدة ترفع العلم اليوناني ومتجهة إلى ميناء عدن في اليمن".
وتابعت: "انفجر أحد الصواريخ بالقرب من السفينة؛ مما أدى إلى حدوث أضرار طفيفة. ومع ذلك، واصلت السفينة رحلتها المقررة لتسليم الحبوب في عدن لصالح الشعب اليمني".
وتتصاعد مخاطر الشحن البحري نتيجة هجمات متكررة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب تشنها مليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ منذ نوفمبر تشرين الثاني، بزعم "مناصرة غزة" والقضية الفلسطينية.
وردت أمريكا وبريطانيا على هجمات الحوثيين بتشكيل تحالف دولي عسكري في البحر الأحمر، وشنت قواتهما عدة هجمات على أهداف للجماعة، كما بدأت قوات من دول الاتحاد الأوروبي عملياتها لصد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، في ظل مخاوف من تأثيرات إنسانية واقتصادية كبيرة على اليمنيين في حال استمر التصعيد في المياه المحيطة باليمن.