أعلن مكتب المبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، اختتام المبعوث هانس جروندبرج، زيارته إلى طهران، والتي وصلها يوم السبت.
وقال المكتب في بيان إن المبعوث التقى بوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وغيره من كبار المسؤولين والدبلوماسيين.
ووفق البيان، فقد "شدد المبعوث الأممي في اجتماعاته على ضرورة الحفاظ التقدم المحرز نحو وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، واتخاذ التدابير اللازمة لتحسين الظروف المعيشية لليمنيين، واستئناف عملية سياسية مملوكة لليمنيين برعاية الأمم المتحدة".
وقال إنه "وتحقيقًا لهذه الغاية، استطلع المبعوث الأممي مع المسؤولين الإيرانيين سبل الحفاظ على بيئة مواتية لاستمرار الحوار البنّاء في اليمن، بما في ذلك من خلال الدعم الإقليمي والدولي المستمر والمتضافر لوساطة السلام التي تقودها الأمم المتحدة".
وأضاف أن المناقشات ركّزت "أيضًا على ضرورة خفض التوترات على المستوى الإقليمي، ومنع الارتداد لدائرة العنف الذي عانى منه اليمن حتى الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة عام 2022".
وقال جروندبرج: "يشجعني الدعم الإقليمي المستمر لجهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة في اليمن بينما هناك الكثير مما يزال على المحك لـ 30 مليون يمني"، وشدد على ضرورة التوصل إلى حل سلمي يلبي تطلعات اليمنيين.
وكان جروندبرج وصل أمس السبت، العاصمة الإيرانية طهران، في محاولة أممية للحفاظ على ما سبق وأعلن من تقدم في المشاورات من أجل السلام في اليمن، والتي باتت مهددة بالتصعيد الأخير للحوثيين في البحر الأحمر.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قالت أمس، إن عبداللهيان، وجدد خلال اللقاء إدانة طهران للـ"هجمات الأمريكية على مناطق في سوريا والعراق"، مؤكداً أن "النهج العسكري الأميركي ضد اليمن وإدراج أنصار الله (الحوثيين) مجدداً على قائمة الإرهـاب سيعقدان إمكانية التوصل لحل سياسي"، وفق وكالة "مهر" الإيرانية.
وبحسب الوكالة، جدد أمير عبد اللهيان التأكيد على استمرار بلاده "في دعم الأمن المستدام في اليمن، وأن الجهود لإحلال الاستقرار في المنطقة تصب في مصلحة الدول الإقليمية".
وهذه هي الزيارة الثانية من نوعها التي يقوم بها الوسيط الأممي في اليمن إلى طهران، خلال ثلاثة أشهر بعد زيارة مماثلة في نوفمبر من العام الماضي.
ومنتصف يناير الفائت، أجرى جروندبرج اتصالاً هاتفيًا مع كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، وناقش معه الحاجة إلى الحفاظ على بيئة مواتية للحوار البنّاء ولاستمرار تضافر الدعم الإقليمي لجهود السلام في اليمن، وذلك في أعقاب بيان للمبعوث عبر فيه عن قلقه "إزاء التطورات الأخيرة المتعلقة باليمن".
وتأتي زيارة المبعوث الأممي لطهران، مع تصاعد هجمات مليشيا الحوثي في البحر الأحمر، ورد الولايات المتحدة وبريطانيا على الجماعة بشن غارات على مواقع تابعة لها شمالي اليمن، وإعادة تصنيفها في قائمة الإرهاب.
وفيما تزعم مليشيا الحوثي أن هجماتها لمناصرة الشعب الفلسطيني، تقول الحكومة إنها تستغل القضية الفلسطينية للتحشيد لجولة جديدة من الصراع، وتقول الولايات المتحدة ودول أخرى إنه لا علاقة للهجمات في البحر الأحمر بإسرائيل متهمة إيران بالإشراف على تلك الهجمات، وهو ما تنفيه الأخيرة، مع تأكيد دعمها المطلق للجماعة التي تعترف بها كسلطة حاكمة لليمن.
وكان المبعوث الأممي أعلن أواخر ديسمبر الماضي، "بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن"، وإجراءات من بينها صرف المرتبات، مؤكدا العمل على خارطة طريق، قبل تتعثر تلك الجهود بتصعيد الحوثيين في البحر الأحمر وما نتج عنها من تداعيات إقليمية ودولية، ستفاقم معاناة اليمنيين وفقا للأمم المتحدة.