منع مشرف تابع لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، نادٍ رياضي من المشاركة في دوري كرة القدم بمحافظة صعدة، معقل الميليشيا المتمردة أقصى شمالي اليمن.
وقالت مصادر محلية إن المشرف الحوثي "عبدالاله الحاكم" والذي عينته المليشيات رئيساً لفرع اتحاد كرة القدم بمحافظة صعدة، وجه بطرد أعضاء فريق كرة القدم بنادي الاتفاق الرياضي بمديرية الطلح، وحرمهم من المشاركة في دوري يقام في المحافظة.
وأوضحت المصادر أن القيادي الحوثي برر حرمان النادي من المشاركة في البطولة المحلية بأن الزي الذي يرتديه لاعبو الفريق "تيشرت"، عورة و مخالف "للهوية الإيمانية".
ويمنع النادي الذي يعد أبرز أندية المحافظة، وأكثرها فوزاً بالبطولات المحلية في المحافظة خلال السنوات الماضية، من المشاركة في الدوري الرياضي بالمحافظة لنفس السبب، للعام الثاني على التوالي.
إلى ذلك، كتب كابتن فريق الاتفاق "يحيى علي" منشوراً على صفحته بفيسبوك، استنكر فيه ما وصفه بالإجراء التعسفي، وقال: "للأسف، للمرة الثانية يُطرد نادي الاتفاق بالطلح من نشاط رياضي في محافظة صعدة بسبب الزي الذي نرتديه"، مؤكداً أن رئيس فرع اتحاد كرة القدم بالمحافظة هو من اتخذ ذلك "الإجراء الظالم" بحق النادي.
وأضاف: "رئيس الاتحاد بمحافظة صعدة يقول إن هذا الزي الذي نرتديه عورة للأسف، أين عاد با نوصل وهذه نظرتهم نحو رياضة كرة القدم".
وفي تعليق على منشور كابتن الفريق، قال طه العزي أحد عناصر المليشيات في صعدة: "العجيب أن هناك دوري!! وهذا خلل كبير يجب أن يصلح، فالدوريات الرياضية هي غزو فكري بالأساس وتُلهي الشباب عن الالتحاق بالدورات والجبهات، ويجب أن تلغى بل إنها أشد خطراً من الفورجي (خدمة الإنترنت)".
وتساءل العزي مستنكراً: "من الذي سمح بإقامة دوري في صعدة؟!".
وقوبل تصرف الميليشيا باستنكار واسع في أوساط الرياضيين بمحافظة صعدة، والذين اعتبروه نموذجاً على الإرهاب الذي تمارسه الميليشيا عليهم مستخدمة ذرائع الغزو الفكري والهوية الإيمانية، وهو المسمى الذي تفرض الميليشيا من خلاله معتقداتها على المواطنين بمناطق سيطرتها.
ومنذ سيطرتها على صعدة بقوة السلاح في العقد الأول من القرن الحالي، أحكمت ميليشيا الحوثي قبضتها الأمنية على المحافظة ومارست انتهاكات جسيمة بحق المواطنين بمبررات مختلفة، بهدف إسكات وتهجير كل صوت تشك في معارضته لها.
كما فرضت الميليشيا مناهجها الطائفية على المواطنين، لتجعل من المحافظة وكراً خاصاً بها يمنع دخوله على اليمنيين إلا بإجراءات مشددة.