قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، إن إدارة الرئيس الأمريكي جوبايدن انتظرت أسبوعا لسوء الحظ وأخطرت العالم بمن فيهم إيران بطبيعة ردنا، وذلك ضمن سلسلة انتقادات من مسؤولين أمريكيين للضربات "مسبقة البلاغ"، والتي تنفذها واشنطن على مواقع أذرع إيران في المنطقة.
وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي تعليقاً على عملية جوية "انتقامية" نفذتها مقاتلات أمريكية ضد مواقع في العراق وسوريا، تقول واشنطن إنها تابعة لميليشيات مدعومة من إيران، وجاءت ردا على غارة بطائرة بدون طيار شنها مسلحون مدعومون من إيران على موقع عسكري أمريكي في الأردن، الأحد، مما أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.
ولا تقتصر هذه التصريحات على المسؤولين من الحزب الجمهوري المناوئ لبايدن، فقد وصف مايك ماكول، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي، تلك الضربات الأميركية بأنها متأخرة للغاية، قائلا إن التأخير سمح لأعداء أميركا بالاستعداد.
ومنذ استهداف الجنود الأمريكيين بالأردن تتحدث مصادر أمريكية خلال الخمسة أيام، عن استعدادات تجري في واشنطن لعملية انتقام ستطال مواقع في العراق وسوريا ردا على الهجوم، وذلك بعد أن توعدت واشنطن فصائل موالية لإيران هناك بالاستهداف.
ويجد الرئيس الأمريكي -الحريص على تجنب توسع الحرب في المنطقة وبالتالي دخول إدارته في حرب باهظة التكاليف في عام انتخابي- نفسه مضطراً لتنفيذ أي رد ولو شكلي حتى لا يظهر ضعيفاً أمام الناخب الأمريكي.
وقال بايدن في بيان إن الرد العسكري الأمريكي "سيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها"، وأضاف: "بناء على توجيهاتي، ضربت القوات العسكرية الأمريكية أهدافًا في منشآت في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له لمهاجمة القوات الأمريكية. ردنا بدأ اليوم وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها".
وقال بايدن إن الولايات المتحدة "لا تريد التصعيد في الشرق الأوسط لكنها سترد على الهجمات على الأمريكيين"، وقال: "الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر في العالم. لكن فليعلم كل من قد يسعون إلى إلحاق الأذى بنا هذا: إذا قمت بإيذاء أمريكي، فسنرد".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: "نعتقد أن الضربات كانت ناجحة"، وأضاف أنه لا يعرف حاليا عدد المسلحين الذين قتلوا أو جرحوا، مضيفاً أن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة العراقية بخططها في وقت مبكر بشأن الضربات.
وفيما قالت مصادر عدة إن واشنطن أبلغت طهران عبر طرف ثالث بالأهداف، نفى كيربي ذلك، وقال إنه لم تكن هناك اتصالات – عبر القنوات الخلفية أو غير ذلك – مع إيران.
وفي السياق، شنت مقاتلات أمريكية مساء الجمعة، غارات على مواقع للحوثيين في منطقة الجر، بمحافظة حجة، شمال غربي البلاد، وقالت مصادر إعلام تابعة للحوثيين إن عددها سبع غارات.
وقالت مصادر صحفية يمنية إن الغارات استهدفت مزرعة الرئيس اليمني الأسبق علي صالح في منطقة "مزارع الجر" بمديرية عبس.
ونقل الصحفي فارس الحميري عن مصدر محلي قوله "ان الغارات الجوية استهدف المزرعة التي حولها الحوثيون لزراﻋﺔ وإﻧﺘﺎج اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ، ولا وجود فيها لأي موقع عسكري".
وفقا للمصدر، فإن طائرة استطلاع حلقت في سماء المنطقة قبل الغارات، حيث كان يتواجد عشرات العمال في المزرعة، وأن معظم المزارعين تمكنوا من المغادرة قبل القصف فيما أصيب أحد المزارعين بجروح متوسطة.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي طيلة الساعات الماضية سخرية واسعة من تلك الضربات الجوية التي زعمت واشنطن أنها استهدفت مواقع للميليشيا، ردا على مقتل وإصابة عدد من جنودها في الأردن خلال اليومين الماضيين.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي طيلة الساعات الماضية سخرية واسعة من تلك الضربات الجوية التي زعمت واشنطن أنها استهدفت مواقع للميليشيا المدعومة من إيران، ردا على مقتل وإصابة عدد من جنودها في الأردن خلال اليومين الماضيين