زار المبعوث الأممي الخاص لليمن، "هانس جروندبرج"، اليوم السبت، العاصمة الإيرانية طهران، في محاولة أممية للحفاظ على ما سبق وأعلن من تقدم في المشاورات من أجل السلام في اليمن، والتي باتت مهددة بالتصعيد الأخير للحوثيين في البحر الأحمر.
وقالت وكالة "مهر"، الإيرانية، إن "جروندبرج"، وصل في وقت سابق اليوم طهران، حيث من المقرر أن يلتقي عدداً من المسؤولين في الخارجية الإيرانية لبحث الوضع في اليمن وآخر التطورات، بما في ذلك مفاوضات السلام.
وأضافت الوكالة أن المبعوث الأممي التقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وجدد الأخير خلال اللقاء إدانة طهران لل"هجمات الأمريكية على مناطق في سوريا والعراق".
وأوضحت الوكالة أن الوزير الإيراني أكد للمبعوث الأممي أن "النهج العسكري الأميركي ضد اليمن وإدراج أنصار الله (الحوثيين) مجدداً على قائمة الإرهـاب سيعقدان إمكانية التوصل لحل سياسي" في اليمن.
وبحسب الوكالة، جدد أمير عبد اللهيان التأكيد على استمرار بلاده "في دعم الأمن المستدام في اليمن، وأن الجهود لإحلال الاستقرار في المنطقة تصب في مصلحة الدول الإقليمية".
ولم يصدر عن مكتب المبعوث الأممي أي بيان بشأن زيارته المستمرة لطهران.
وهذه هي الزيارة الثانية من نوعها التي يقوم بها الوسيط الأممي في اليمن إلى طهران، خلال ثلاثة أشهر بعد زيارة مماثلة في نوفمبر من العام الماضي.
ومنتصف يناير الماضي، أجرى المبعوث الأممي اتصالاً هاتفيًا مع كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر خاجي، وناقش معه الحاجة إلى الحفاظ على بيئة مواتية للحوار البنّاء ولاستمرار تضافر الدعم الإقليمي لجهود السلام في اليمن.
وجاء ذلك الاتصال بعد بيان جروندبرج عبر فيه عن قلقه "إزاء التطورات الأخيرة المتعلقة باليمن"، مكررا دعوة الأمين العام "لجميع الأطراف المعنية إلى تجنب أي خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم سوء الأوضاع في اليمن، أو تصعيد التهديد على طرق التجارة البحرية، أو زيادة التوترات الإقليمية في هذا الوقت الحرج".
وتأتي زيارة المبعوث الأممي لطهران، مع تصاعد هجمات مليشيا الحوثي في البحر الأحمر، ورد الولايات المتحدة وبريطانيا على الجماعة بشن غارات على مواقع تابعة لها شمالي اليمن، وإعادة تصنيفها في قائمة الإرهاب.
وفيما تزعم مليشيا الحوثي أن هجماتها لمناصرة الشعب الفلسطيني، تقول الحكومة إنها تستغل القضية الفلسطينية للتحشيد لجولة جديدة من الصراع، وتقول الولايات المتحدة ودول أخرى إنه لا علاقة للهجمات في البحر الأحمر بإسرائيل متهمة إيران بالإشراف على تلك الهجمات، وهو ما تنفيه الأخيرة مرارا، مع تأكيد دعمها المطلق للجماعة التي تعترف بهما كسلطة حاكمة لليمن.
وكان المبعوث الأممي أعلن أواخر ديسمبر الماضي، "بتوصل الأطراف للالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن"، وإجراءات من بينها صرف المرتبات، مؤكدا العمل على خارطة طريق، قبل تتعثر تلك الجهود بتصعيد الحوثيين في البحر الأحمر وما نتج عنها من تداعيات إقليمية ودولية، ستفاقم معاناة اليمنيين وفقا للأمم المتحدة.