تكافح نساء جبل صبر بريف تعز الجنوبي، متنقلات بين الريف والمدينة، لمساعدة شقائقهن الرجال، من أجل تأمين لقمة العيش، وتوفير الاحتياجات اليومية الضرورية في بلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية بالعالم.
وتعمل نساء صبر بمجالات عدة منها الزراعة، ورعي الماشية، وبيع المنتجات الغذائية المختلفة بأسواق المدينة، الأمر الذي يعكس دورًا حيويًا للنساء ومشاركتهن متاعب الحياة، والحفاظ على الثقافة الزراعية والتقليدية وتعزيز الاستدامة المجتمعية.
منتجات متنوعة
ويقع جبل صبر جنوب مدينة تعز وهو ثاني أعلى جبال اليمن والجزيرة العربية بعد جبل النبي شعيب بعمران ، يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر (3070م)، ويبلغ ارتفاعه من مدينة تعز إلى قمته حصن العروس (1500م).
تقول المواطنة سعاد الصبري، وهي إحدى العاملات الريفيات"، إن "المنتجات التي يقمن ببيعها تتنوع بين الخبز، وفاكهة الفرسك أو ما يطلق عليها الخوخ، والجبن، وعشبة العثرب، والمشاقر، وغيرها من المنتجات التي تجد رواجا بالمدينة، وتُظهر النساء مهاراتهن ببيع تلك المنتجات، ويعد عملهن جزءًا مهمًا للاقتصاد.
وتضيف الصبري لـ" منصة ريف اليمن"، إنها تتكفل أيضا " بالعمل لمساعدة والدها بالزراعة وتصريف المحصول، من خلال تقسيم وقتها بين العمل بالمزرعة، وكذلك تسويق المحصول والمنتجات بالأسواق".
اكتفاء ذاتي
وتشير إلى أنها تعمل خلال فترات مختلفة وخاصة خلال مواسم التين الشوكي على بيعه بأسواق المدينة، بالتعاون مع قريبات لها، وخلال الايام العادية يقمن بعمل "الخمير" والأجبان وغيره وبيعها، مما يساعدهن على الاكتفاء ذاتيا.
وبحسب سعاد "يساعد العمل النساء على استقلالهن وقدرتهن على تحقيق الدخل، بالإضافة إلى دورهن الاجتماعي المهم لتوفير الغذاء والمنتجات الطازجة للمجتمع المحلي".
ووفقاً لاستطلاع أجرته منظمة العمل الدولية، فمن بين 293 ألف امرأة تم توظيفهن قبل الصراع، كان حوالي نصفهن يعملن بالزراعة، أو كمنتِجات ألبان وتربية الحيوانات أو كمزارعات، بينما كان ثلثهن يعملن بقطاع الخدمات.
وبحسب غادة السقاف، وهي مسؤولة بوزارة حقوق الإنسان، فإن الوضع العام باليمن انعكس سلبيا على المرأة، التي أصبحت تتحمل المسؤولية بجانب الرجل، وربما غالبا تضطر لتحمل المسؤولية كاملة.
تحمل المسؤولية
وترجع السقاف خلال تصريح سابق لها، سبب ذلك لسببين، إما لفقد العائل وظيفته أو حرفته، وانعدام فرص العمل البديل، أو بسبب انخراطه بجبهات القتال وغيابه.
ومثل تلك الأسباب، بحسب السقاف، تجبر النساء اليمنيات على الانخراط بسوق العمل والبحث عن مهن ذات أجر زهيد كانت أغلبها مهنا حكرا على الرجال.
بدورها تقول حفصة مهيوب، إنها تشارك أسرتها بالأعمال المختلفة، سواء زراعية أو تربية الماشية، أو بيع المنتوجات المحلية بالأسواق، لتوفير مصاريف الأسرة، وتحقيق اكتفاء ذاتي".
مشاركة أسرية
وتضيف لـ" منصة ريف اليمن"، إن النساء توّرث العمل لأولادهن من خلال مشاركتهن بالحصاد وقطف التين الشوكي، والخوخ، وتغليفها بسلال خاصة مصنوعة من سعف النخيل التي تسمح للهواء بالدخول فيها حتى لا يفسد.
مشيرة إلى أن ذلك يتطلب إعدادا جيدا، حتى يظهر بشكل مناسب، ويحفظ بطريقة جيدة تساهم على إقبال الناس للشراء بما فيهم المسافرون أو الزائرون للجبل الذين يقتنون هدايا تذكارية.
إلى جانب عملهن هذا، تُظهر النساء الريفيات بمنطقة صبر اهتمامًا كبيرا بصنع ملابسهن ونقشها بأجمل التطريزات الملونة، كما تنتج النساء الأزياء "التقليدية " المطرزة وتقوم ببيعها، وقد راجت هذه الأزياء للنساء وظهرت بها يمنيات بالعديد من المحافل المحلية والدولية.
ويلبس الزي التقليدي الصبري كزيٍّ رسمي للنساء خصوصاً بمديرية مشرعة وحدنان، وبعض عزل مناطق مديريات المسراخ والموادم التابعة للجبل. كما يلبس بالأعراس، وترتديه بعض الناشطات بالفعاليات المجتمعية.
ريف اليمن – سهير عبدالجبار