أقرت محكمة العدل الدولية في لاهاي، تدابير مؤقتة لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة خلال الجلسة التي عقدتها للنطق بالحكم الأول في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية خلال الحرب التي تشنها على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ويعتبر هذا القرار انتصارا لصالح جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بفرض تدابير لوقف الإبادة الجماعية في غزة.
وصوت 15 قاضيا في المحكمة لاتخاذ إسرائيل تدابير لمنع أي أفعال تتعلق بالإبادة الجماعية، كما أن 16 قاضيا مقابل قاضٍ واحد أيدوا إلزام إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع التحريض على الإبادة الجماعية، في حين أيد 15 قاضيا مقابل اثنين إلزام إسرائيل بمنع تدمير الأدلة المتعلقة بالإبادة الجماعية.
وقالت رئيسية محكمة العدل الدولية جوان إي دونوغو إن بعض الحقوق التي تسعى جنوب أفريقيا إلى الحصول عليها تبدو منطقية، مضيفة أن المحكمة تقر بحق الفلسطينيين في غزة في الحماية من أعمال الإبادة الجماعية.
واعتبرت دونوغو أن الوضع الإنساني الكارثي في غزة يتجه نحو مزيد من التدهور قبل القرار النهائي للمحكمة، مؤكدة أن الشروط اللازمة لفرض التدابير المؤقتة متوفرة.
وأكدت أن المحكمة ترى أن على إسرائيل أن تتخذ تدابير فورية لإغاثة الفلسطينيين ومنع التدمير في قطاع غزة، وستفرض إجراءات طارئة في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل.
وشددت على أنه على إسرائيل ضمان عدم ارتكاب قواتها أعمال إبادة جماعية، وأن تتخذ إجراءات لتحسين الوضع الإنساني في غزة، فضلا عن ضمان الحفاظ على الأدلة المتعلقة باتهامات الإبادة الجماعية.
وألزمت رئيسة المحكمة إسرائيل برفع تقرير خلال شهر بشأن التدابير الفورية التي تتخذها، وتسليمه أيضا لجنوب أفريقيا، مشيرة إلى أن جميع الأطراف في قطاع غزة ملزمة باحترام القانون الدولي.
ردود الفعل:
قال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج لرويترز يوم الجمعة إن قرار محكمة العدل الدولية تطور مهم يسهم في عزل إسرائيل وفضح جرائمها في غزة، وأضاف: "ندعو لإلزام الاحتلال بتنفيذ قرارات المحكمة".
ورحبت إسبانيا، إحدى أكثر الدول الأوروبية انتقادا لإسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، الجمعة، بقرار محكمة العدل الدولية الذي طالب اسرائيل بأن "تبذل ما في وسعها لمنع أي أعمال إبادة" في قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء الاشتراكي الإسباني بيدرو سانشيز، في رسالة على منصة "إكس": "نرحب بقرار محكمة العدل الدولية ونطلب من الأطراف تنفيذ الإجراءات الموقتة التي صدرت عنها".
ورحبت مصر، الجمعة، بقرار محكمة العدل الدولية بضرورة اتخاذ إسرائيل تدابير فورية لحماية الفلسطينيين في قطاع غزة، داعية مجلس الأمن والأطراف الدولية المؤثرة لتحمل المسؤولية ووقف الحرب على غزة، باعتبار وقف إطلاق النار هو الضامن لتنفيذ تدابير المحكمة.
ورحبت سلطنة عمان بقرارات المحكمة وشددت على الالتزام بها، مؤكدة على ضرورة الوقف الفوري لكافة أشكال الاعتداء الإسرائيلي على غزة وكل فلسطين، داعية المجتمع الدولي الى الضغط على إسرائيل من أجل ذلك.
وأعربت السلطنة عن بالغ تقديرها لجنوب إفريقيا على موقفها المشرف في الوقوف إلى جانب الحق والعدالة الإنسانية.
وقال الاتحاد الأوروبي، إنه يتوقع تنفيذاً كاملاً وفورياً وفعالاً لقرارات محكمة العدل الدولية بشأن اتخاذ إجراءات فورية في قطاع غزة، مؤكداً أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة لجميع الأطراف.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن قرار محكمة العدل لم يرق إلى مستوى طلب وقف إطلاق النار وهو ما قد تستغله إسرائيل للتصرف كما تشاء.
ودعا وزير الخارجية الإيراني، اليوم الجمعة، إلى مثول السلطات الإسرائيلية أمام العدالة بعدما أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية في غزة.
وقال الوزير حسين أمير عبد اللهيان على "إكس"، اليوم الجمعة، إن "سلطات النظام الإسرائيلي الزائف... لا بد أن تمثل أمام العدالة على الفور لارتكابها الإبادة الجماعية وجرائم حرب غير مسبوقة بحق الفلسطينيين".
ورحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقرار محكمة العدل الدولية القاضي بأن على إسرائيل "بذل كل ما في وسعها لمنع وقوع أي أعمال إبادة في غزة".
وكتب أردوغان على موقع "إكس": "اعتبر قرار الأمر القضائي المؤقت الذي اتخذته محكمة العدل الدولية بشأن الهجمات اللاإنسانية في غزة قرارا قيّما وأرحب به".
وقال رئيس حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن محكمة العدل الدولية رفضت بحث طلب سلب إسرائيل حقها في الدفاع عن نفسها. وأضاف: "سنواصل هذه الحرب حتى النصر التام وإعادة جميع الرهائن، وحتى لا تصبح غزة مصدر تهديد لإسرائيل"، مؤكدا أن " إسرائيل تخوض حربا عادلة لا مثيل لها".
ورحبت حكومة جنوب أفريقيا بإقرار محكمة العدل الدولية اتخاذ التدابير المؤقتة بشأن دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل.
وقالت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا ناليدي باندور: "نرحب بالإجراءات المؤقتة التي فرضتها محكمة العدل الدولية على إسرائيل"، مضيفة أن الحكم "انتصار حاسم لسيادة القانون ومنعطف مهم في البحث عن العدالة للشعب الفلسطيني".
وأضافت: "كنت أتمنى صدور قرار بوقف إطلاق النار في غزة، لكن للأسف لم يحصل ذلك"، مشيرة إلى أن الوقت قد حان لاستئناف المفاوضات من أجل إقرار حل الدولتين.
وأكدت باندور أنها راضية عن القرار، وأن بلادها فعلت ما يلزم لحماية أرواح الفلسطينيين.
ورحبت القيادة الفلسطينية بقرار محكمة العدل الدولية والتدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية.
وقال وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي في كلمة مقتضبة له في مقر محكمة العدل الدولية بـ "لاهاي": "لقد حكمت محكمة العدل الدولية لصالح الإنسانية والقانون الدولي".
وقال: "ترحب فلسطين بالتدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية اليوم، لقد قام قضاة محكمة العدل الدولية بتقييم الوقائع، وحكموا لصالح الإنسانية والقانون الدولي. داعيا جميع الدول إلى "ضمان تنفيذ جميع التدابير المؤقتة التي أمرت بها المحكمة، بما في ذلك إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال. وهذا التزام قانوني ملزم".
وتابع: "على الدول الآن التزامات قانونية واضحة لوقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة والتأكد من أنها ليست متواطئة".
وقال:" إن أمر محكمة العدل الدولية هو بمثابة تذكير مهم بأنه لا توجد دولة فوق القانون. وينبغي أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ لإسرائيل والجهات الفاعلة التي مكّنتها من الإفلات من العقاب".
(العربي الجديد/ وكالات)