قالت وكالة رويترز، إن قادة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، موجودون على الأرض في اليمن، لمساعدة الحوثيين والإشراف على الهجمات التي ينفذونها على الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ونقلت الوكالة عن أربعة مصادر، بينهما مصدران إيرانيان، قولهم إن طهران قامت بتسليح وتدريب وتمويل الحوثيين، وكثفت إمدادات الأسلحة للميليشيا في أعقاب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في المستوطنات في غلاف القطاع في 7 أكتوبر 2023م.
وأوضحت في تقرير مطول أن "طهران قدمت طائرات مسيرة متطورة وصواريخ كروز مضادة للسفن وصواريخ باليستية دقيقة الضرب وصواريخ متوسطة المدى للحوثيين الذين بدأوا استهداف السفن التجارية في نوفمبر تضامنا مع الفلسطينيين في غزة".
وقالت جميع المصادر للوكالة، "إن قادة ومستشاري الحرس الثوري الإيراني يقدمون أيضًا المعرفة والبيانات والدعم الاستخباراتي لتحديد أي من عشرات السفن التي تمر عبر البحر الأحمر يوميًا تتجه إلى إسرائيل، وتشكل أهدافًا للحوثيين".
وقال مصدر إقليمي رفيع، شريطة عدم الكشف عن هويته إن "القرار السياسي في طهران، والإدارة هي حزب الله، والموقع هو الحوثيون في اليمن".
وتتهم واشنطن إيران بأنها منخرطة بشكل كبير في التخطيط لهجمات الحوثيين ضد الشحن في البحر الأحمر، وهو ما تنفيه إيران مرارا وتكرارا.
ونفى المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أي تورط لإيران أو حزب الله في الهجمات التي يشنونها في البحر الأحمر، بزعم فك الحصار عن قطاع غزة، فيما لم يستجب المتحدث باسم حزب الله لطلب الوكالة للتعليق.
وأثرت هجمات الحوثيين التي يقولون إنها تستهدف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل، على الشحن العالمي بين آسيا وأوروبا عبر مضيق باب المندب قبالة اليمن، وردت الولايات المتحدة وبريطانيا الأسبوع الماضي على تلك الهجمات بشن غارات جوية على أهداف للحوثيين في مناطق سيطرتهم في شمال وغرب اليمن.
وقال مصدر إيراني مطلع لرويترز إن "الحرس الثوري يساعد الحوثيين في التدريب العسكري (على الأسلحة المتقدمة)"، مضيفا أن "مجموعة من المقاتلين الحوثيين كانت في إيران الشهر الماضي، وتم تدريبهم في قاعدة للحرس الثوري الإيراني وسط إيران للتعرف على التكنولوجيا الجديدة واستخدام الصواريخ".
وأوضح هذا المصدر "أن القادة الإيرانيين سافروا إلى اليمن أيضًا وأنشأوا مركز قيادة في العاصمة صنعاء لهجمات البحر الأحمر يديره القائد الكبير للحرس الثوري الإيراني المسؤول عن اليمن".
ونقلت رويترز عن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، قوله إن "هدف الجماعة هو استهداف السفن الإسرائيلية المتجهة إلى إسرائيل دون التسبب في أي خسائر بشرية أو مادية كبيرة".
وأكد "أن الضربات الأمريكية والبريطانية لن تجبرهم على التراجع".
وأضاف: "لا ننكر أن لدينا علاقة مع إيران، وأننا استفدنا من التجربة الإيرانية في التدريب والتصنيع والإمكانيات العسكرية، لكن القرار الذي اتخذته (جماعته) هو قرار مستقل لا علاقة له بأي طرف آخر".
لكن مسؤولاً أمنياً مقرباً من إيران قال إن "الحوثيين لديهم طائرات مسيرة وصواريخ، وكل ما يحتاجونه لقتالهم ضد إسرائيل، لكنهم كانوا بحاجة إلى التوجيه والمشورة بشأن طرق الشحن والسفن، لذلك قدمت لهم إيران ذلك".
وعندما سئل عن نوع النصائح التي قدمتها طهران، قال إنها تشبه الدور الاستشاري الذي تقوم به إيران في سوريا، والذي يتراوح بين التدريب والإشراف على العمليات عند الحاجة.
وأكد المسؤول الأمني للوكالة "توجد مجموعة من أعضاء الحرس الإيراني في صنعاء الآن للمساعدة في العمليات".
وأرسلت إيران المئات من الحرس الثوري إلى سوريا، إلى جانب الآلاف من مقاتلي حزب الله، للمساعدة في تدريب وتنظيم مقاتلي الميليشيات الشيعية من أفغانستان والعراق وباكستان لمنع سقوط الرئيس بشار الأسد خلال الثورة التي اندلعت في عام 2011م.
واتهمت واشنطن ودول الخليج العربية والحكومة اليمنية، إيران مرارا وتكرارا بتسليح وتدريب وتمويل الحوثيين، ولا تنفي الجماعة ذلك، وظهرت مؤخرا كذراع إيراني وجزء مهم مما يطلق عليه "محور المقاومة"، الذي تقوده طهران، ويضم إضافة للحوثيين مليشيات في العراق ولبنان وسوريا، تزعم العمل من أجل تحرير القدس وفلسطين، في حين توجه معظم أسلحتها، وتستخدم لقمع معارضيها والمخالفين لها من شعوب البلدان العربية.