أخبار محلية

عيدروس الزبيدي يعلن الحرب على الحوثيين

المصدر
بهاء علي

طالب عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزُبيدي بدعم غربي للقوات الموالية للحكومة اليمنية لإطلاق عملية بريّة تساند الضربات الأميركية والبريطانية على المتمرّدين الحوثيين

وشنّت الولايات المتحدة وبريطانيا الجمعة الماضي سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، قبل أن يستهدف الجيش الأميركي في اليوم التالي وهذا الأسبوع مجدّدًا المتمرّدين اليمنيين

يأتي ذلك ردًا على عشرات الهجمات التي نفّذها الحوثيون في الأسابيع الماضية على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، دعمًا لقطاع غزة حيث تدور حرب بين حركة حماس والدول العبرية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر

وقال الزبيدي في تصريحات لفرانس برس على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "أميركا وبريطانيا قامتا بضربات ردع" معتبرًا أن "التصعيد لا يزال مستمراً ولا بد من تحالف دولي وإقليمي لتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر"

وأضاف "نريد دعمًا (غربيًا) لقواتنا البرية

 لدعم العمليات" الغربية "لحماية باب المندب وحماية الأمن والسلم الاجتماعي في اليمن وتأمين الملاحة الدولية في هذا الممر الدولي الهام"

ويرأس الزبيدي "المجلس الانتقالي الجنوبي"، أكثر القوى الجنوبية نفوذًا والمنادي بالانفصال عن شمال البلاد، وهو جزء من "مجلس القيادة الرئاسي" الذي تأسس في نيسان/أبريل 2022 عقب إعلان هدنة في اليمن استمرّت ستة أشهر في مرحلة أولى ولا تزال سارية حتى الآن

ورغم أنه مقر الحركة الانفصالية، فإن الجنوب هو أيضًا المقرّ الموقت للحكومة اليمنية منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة في شمال البلاد عام 2014 في بداية النزاع في اليمن  وعام 2015، تدخّلت السعودية على رأس تحالف عسكري دعماً للحكومة اليمنية، ما فاقم النزاع الذي خلّف مئات آلاف القتلى وتسبب بواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، وفق الأمم المتحدة

وأكد الزبيدي أن من خلال التحالف بقيادة السعودية "هناك عمليات قوية لكنها غير كافية لردع الحوثي وتدمير بنيته التحتية وعودة الشرعية، لا بد من دعم قوات برية على الأرض وهذه القوات تتبع للحكومة الشرعية (

) هذه القوات هي التي تستطيع تحقيق انتصار على الأرض، لأن الضربات القوية بدون عمليات برية لا جدوى لها"

- "الضربات غير حاسمة" - وفي ردّ مكتوب بالانكليزية على سؤال طُرح عليه لاحقًا، أوضح الزبيدي أن الدعم الغربي يجب أن يشمل تبادل المعلومات الاستخبارية وبناء القدرات العسكرية من خلال التدريب وتوفير المعدات

وقال: "هذا النهج يمكّن القوات المحلية الفعالة وذات المصداقية من الانضمام إلى جهود الضربات الجوية الغربية الموجّهة"

وأضاف أن "هذا نقاش نرغب في إجرائه مع الولايات المتحدة وبريطانيا  إن عدم وجود نهج مشترك لن يؤدي سوى إلى تكرار أخطاء الجهود السابقة"

وكانت واشنطن ولندن قد وجهتا تحذيرات متكررة للحوثيين من "عواقب" ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن

وشكّلت واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية  وقد اعترضت القوات الأميركية في المنطقة عشرات الصواريخ والمسيّرات التي أطلقها الحوثيون على السفن في الأسابيع الأخيرة

ومع تواصل الهجمات على السفن، أدرجت الولايات المتحدة الأربعاء الحوثيين على قائمة الكيانات "الإرهابية"

وتعقيبًا على ذلك، قال الزبيدي إن "الحوثيين فعلياً قاموا بعمليات إرهابية ضد السفن وضد الممر الدولي، هم منظمة إرهابية قامت بأعمال خارجة عن الأعراف الأممية والدولية والتصنيف هذا مسألة طبيعية"

من جانبه، قال المستشار الخاص لمجلس القيادة الرئاسي أحمد الصالح لفرانس برس إن "التصنيف وحده غير كافٍ كما أن الضربات الجوية غير حاسمة للمعركة مع الحوثي"

وعلى غرار الزبيدي، رأى الصالح أن التصنيف يجب أن تتبعه "خطوات أخرى أهمها دعم الحكومة الشرعية اليمنية وقواتها على الارض والتنسيق الكامل لإدارة هذه المعركة" مؤكدًا أن "هناك تنسيقًا وتواصلًا مع الأميركيين ولكنه دون المستوى الذي تتطلبه المرحلة"

وحذّر من أن "بقاء الميلشيات الحوثية وعدم مواجهتها بحزم وشدة سيجعل من إرهابها عابرا للحدود وسيتجاوز البحر الأحمر إلى مناطق أبعد وأكثر أهمية"

- عملية السلام مجمّدة - يأتي هذا التصعيد في وقت كان يستعدّ طرفا النزاع في اليمن للدخول في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة كجزء من خريطة طريق لإنهاء الحرب في أفقر دول شبه الجزيرة العربية

لكنّ الزبيدي قال إن "الحوثي هو من قام بالتصعيد كطرف في العملية السياسية، والتصعيد في باب المندب هو ما أوقف العملية السياسية"

كذلك أكد الصالح أن "سلوكيات الحوثي الإرهابية حاليًا عقدت المشهد وأجلت الحديث عن السلام رغم حرص الدولة على تهيئة الظروف الملائمة للسلام"

واتّهم الزبيدي إيران بأنها "الممول والداعم الرئيسي للحوثيين وقد زودتهم بالمسيرات والصواريخ والخبراء"

والحوثيون جزء مما يسمى "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ويضمّ أطرافًا أخرى تدعمها طهران مثل حزب الله اللبناني وفصائل عراقية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين

وتقدّم الجمهورية الإسلامية الدعم السياسي للحوثيين لكنّها تنفي تقديمها دعمًا عسكريًا لهم

وأشار الزبيدي إلى أن "العملية العسكرية الآن في باب المندب لا يستطيع الحوثي القيام بها من دون إيران" معتبرًا أن "الحرس الثوري (الإيراني) هو من يدير الحوثيين والعمليات العسكرية في باب المندب"

تابعنا في :