أخبار محلية

مواجهة الانفلات الأمني و "معركة الفتح الموعود".. لافتات جديدة لحملة تحشيد دشنها الحوثيون في إب

المصدر
بهاء علي

 تتهرب ميليشيا الحوثي من مسؤوليتها الأمنية في معالجة الاختلالات الأمنية الرهيبة في محافظة إب، وسط البلاد، بصفتها سلطة الأمر الواقع في المحافظة منذ الاستيلاء عليها بقوة السلاح في منتصف أكتوبر 2014م، إلى محاولة الاستثمار في دماء ضحايا الانفلات الذين يسقطون بشكل يومي على امتداد المحافظة.

مؤخراً أعلنت سلطات ميليشيا الحوثي عبر "الإعلام الأمني" عن برنامج زمني "لتنفيذ خطة مكافحة انتشار الجريمة، والتصدي للحرب الناعمة"، وذلك عقب اجتماع لما تسميها "اللجنة التنسيقية للمنظومة العدلية" التابعة لها، والتي يرأسها المحافظ المعين من قبلها عبدالواحد صلاح.

وناقش اللقاء، "البدء الفعلي في تنفيذ البرنامج الزمني الموحد على مستوى مركز المحافظة والمديريات، وتنفيذ حملة توعوية مكثفة بين أوساط المجتمع حول مخاطر انتشار الجرائم وخطورة الحرب الناعمة وأهدافها الرامية إلى تفكيك المجتمع والنسيج الاجتماعي".

ويركز البرنامج الحوثي الجديد على ما يصفها "الحرب الناعمة"، وهو المسمى الذي تطلقه الميليشيا على أي حديث في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام عن الجرائم والانتهاكات وحالة الانفلات الأمني التي تعيشها المحافظة، ويطالب بتوفير الأمن للمواطنين.

وتسوق ميليشيا الحوثي "الحرب الناعمة" كذريعة جديدة لحشد شباب المحافظة وتجنيدهم في صفوفها، لمواجهة من تصفهم بـ "العدوان"، حيث ناقش اللقاء "آلية التعبئة العامة وتشكيل قوات الإسناد الشعبي على مستوى عاصمة المحافظة والمديريات والتحشيد والتأهيل الثقافي والتوعوي والعسكري".

وتعيش محافظة إب في السنوات الأخيرة انفلاتاً أمنياً غير مسبوق، نشهد معه سقوط القتلى والجرحى من المدنيين بشكل يومي، في ظل ثقافة انتشار السلاح التي تزايدت بعد سيطرة الحوثيين على المحافظة، وسلطت نافذين على رقاب البسطاء، وتركز دور السلطات المحلية في الجبايات.

وشهدت المحافظة خلال ديسمبر الماضي، سلسلة من الانتهاكات والجرائم اليومية، والتي بلغت أكثر من 85 جريمة وانتهاكاً تم رصدها وتوثيقها بحسب منظمة رصد للحقوق والحريات، من بينها سقوط 28 قتيلاً، وهي أرقام تشير لمدى انتشار الفوضى الأمنية وارتداداتها الكارثية على حياة المواطنين فضلاً عن جرائم أخرى تتعلق بالسرقات والنشل والسطو وعمليات النهب بمدينة إب مركز المحافظة وبقية المديريات.

وبدلاً من إيجاد حلول لمشاكل المواطنين الأمنية والاقتصادية، تسعى الميليشيا إلى الاستفادة من الأوضاع التي صنعتها، في استقطاب الشباب إلى القتال في صفوفها، ضمن حملة التحشيد الجديدة التي سبق أن أطلقتها في مناطق سيطرتها بذريعة "مواجهة أمريكا وتحرير الأقصى".

وكانت مصادر محلية ذكرت لـ "المصدر أونلاين" مطلع الأسبوع الجاري، أن مليشيا الحوثي بدأت عمليات استقطاب وتجنيد جديدة في جامعة إب وبقية الجامعات الأهلية ومختلف المؤسسات التعليمية في المحافظة.

في غضون ذلك تواصل الميليشيا برامج تعبئة في المدارس والجامعات والمساجد، وفي كل المرافق العامة، وتدعو للتطوع والاستعداد للقتال ضد أمريكا وإسرائيل، مستفيدة من الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بدعم فلسطيني على الشعب الفلسطيني في غزة للشهر الرابع.

ذرائع متعددة منذ مطلع ديسمبر الماضي، اشتغلت المليشيا على ذرائع متعددة أبرزها (الذكرى السنوية للشهيد) والتي تستمر لأسبوع متواصل، و(نصرة غزة) وتشكيل (قوات الإسناد الشعبي) بذريعة مواجهة أمريكا والصهاينة، وكلها لافتات هدفت لاستقطاب طلاب المدارس وصغار السن والشباب العاطلين عن العمل.

مصادر تربوية أكدت أن مليشيا الحوثي أجبرت المدارس الحكومية والأهلية في محافظة إب على تخصيص برامج وأنشطة ذات صبغة تعبوية وتحشيدية تستهدف طلبة المدارس ضمن فعاليات المليشيا المختلفة، مشيرة إلى توجيهات صدرت من القيادي الحوثي محمد درهم الغزالي المعين من قبل المليشيا مديراً لمكتب التربية والتعليم في إب، تلزم فروع مكاتب التربية ومديري مراكز التعليم والمدارس ومسؤولي الأنشطة في جميع مديريات المحافظة بتسخير جهودهم وطاقاتهم من أجل الاحتفال بما يسمى ذكرى "أسبوع الشهيد".

في منتصف ديسمبر الماضي، دشنت مليشيا الحوثي حملة أخرى لاستقطاب مقاتلين لصفوفها بزعم نصرة المقاومة الفلسطينية في غزة، حيث تبنت إعلانات تدعو شباب جامعة إب وبقية الجامعات الأهلية والمعاهد الحكومية والخاصة للدخول في دورات تدريبية قتالية لما أسمته بـ "نصرة المقاومة في فلسطين".

مصادر مطلعة أفادت إن الدورات التي دعت لها المليشيا انخرط فيها عشرات الشباب، استمرت لأسبوعين، وتلقى الشباب فيها تدريبات عسكرية ودروس ومحاضرات مكثفة، قبل نقلهم للتدريب العملي الميداني في جبهات القتال بذريعة البدء بالتطبيق لمحاضراتهم ودروسهم النظرية.

ومؤخراً بدأت مليشيات الحوثي التحشيد بذريعة مواجهة "الحرب الناعمة، ومكافحة الجريمة"، والتي تقول إنها تستهدف شباب المحافظة، وأطلقت حملة توعية وتثقيف الشباب، ومن ثم حشدهم لقتال "الأمريكان والصهاينة وتحرير القدس".

وخلال اليومين الماضين، دشنت المليشيا حملتها التعبوية والتحشيدية تحت لافتة جديدة عنوانها "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، ودعت لتنفيذ مسيرات وأنشطة جديدة في إب وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها المسلحة تحت هذا المسمى.

الناشط الإعلامي إبراهيم عسقين قال معلقاً على ما يجري: "الحوثيون في محافظة إب يناقشون آلية التعبئة العامة وتشكيل قوات الإسناد الشعبي على مستوى عاصمة المحافظة وكل المديريات"، مشيراً إلى أنهم استعرضوا خلال لقاءاتهم آلية تنفيذ خطة "التعبئة العامة والحشد للمقاتلين بذريعة قتال الصهاينة وتحرير القدس".

وأشار عسقين إلى أن الحوثيين يغررون على أتباعهم بقال الصهاينة وتحرير القدس فيما "هدفهم الحقيقي قتل اليمنيين في جبهات تعز ومارب".

المصدر أونلاين