أخبار محلية

المبعوث الأممي يوضح بعض الغموض في إعلان ديسمبر ومضمون خارطة الطريق ويتحدث عن خروج القوات الأجنبية

المصدر
بهاء علي

كشف المبعوث الأممي، بعض تفاصيل خارطة الطريق التي يعكف على إنجازها منذ إعلانه الصادر في ديسمبر، بشأن الالتزامات التي توافقت عليها الأطراف اليمنية، وهو ذات الإعلان الذي رحبت به الحكومة اليمنية والعديد من الدول العربية والغربية، فيما لم يصدر أي تعليق بشأنها من مليشيا الحوثي.

وقال المبعوث الأممي في لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية، إن النقاشات التي دارت على مدى الأشهر السابقة أدت لتوافق الأطراف حول عدد من الالتزامات، بخصوص وقف إطلاق للنار يشمل عموم اليمن، وعدة إجراءات لتحسين ظروف المعيشة، واستئناف عملية سياسية جامعة برعاية أممية".

وعبر هانس جروندبرج عن أمتناه "للدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان من أجل الوصول إلى هذه النقطة، فقد كان هدف الدعم الإقليمي والدولي في الفترة السابقة، هو تقريب الأطراف من الاجتماع تحت رعاية الأمم المتحدة للتقدم نحو الدفع بتسوية سياسية جامعة ومستدامة".

وأضاف: "ووافقت الأطراف أيضاً على أن أعمل ومكتبي معهم من أجل تفعيل تلك الالتزامات من خلال خريطة طريق أممية. فالمقصد من خريطة الطريق الأممية أن تكون وثيقة لتفعيل ما توصلت الأطراف إليه من التزامات بالفعل من خلال تحديد آليات التنفيذ اللازمة للإيفاء بتلك الالتزامات، كما سترسم خريطة الطريق أيضاً الخطوات المقبلة بما يشمل التحضير من أجل استئناف عملية سياسية جامعة بقيادة يمنية ورعاية أممية".

وأشار جروندبرج إلى أن "الأطراف التزمت بالفعل بالعمل معنا من أجل تحقيق هذه الغاية، ونحرص على أن تتضمن خريطة الطريق الأممية التزاماً واضحاً من الأطراف بخطوات ملموسة نحو استئناف عملية سياسية شاملة وجامعة يملكها اليمنيون برعاية أممية".

وعن تفاصيل الالتزامات أوضح جروندبرج أنها تشكل عناصر خريطة السلام التي يتحدث عنها وتشمل "وقف إطلاق نار في عموم اليمن، وفتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات، ودفع رواتب القطاع العام بجميع أنحاء البلاد، واستئناف تصدير النفط، والمزيد من تخفيف القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة، وإطلاق سراح المحتجزين لأسباب ترتبط بالنزاع، والتحضير لعملية سياسية جامعة يملكها اليمنيون برعاية أممية".

واستطرد "كما التزمت الأطراف برحيل القوات غير اليمنية (وهي التي قالت المصادر إنها تشمل التحالف، وفيلق القدس، وقوات حزب الله وعناصره)، وإعادة الإعمار، والانخراط في عملية سياسية جامعة للتوصل إلى حل سياسي شامل ودائم. وقد تعهدت الأطراف بهذه الالتزامات تجاه الشعب اليمني، وليس فقط تجاه بعضهم".

وتابع: "سأعقد وفريقي حواراً مع الأطراف حول عناصر خريطة الطريق الأممية في الأيام المقبلة تفعيلاً لما التزموا به. فمهمتنا في الفترة المقبلة تركز على بناء توافق حول آليات التنفيذ، وحول كيفية البناء على التزامات الأطراف من أجل استئناف العملية السياسية".

وأكد المبعوث الأممي أن جزءاً مهماً من تركيزنا في المرحلة الحالية، وفي سياق بناء التوافق حول خريطة الطريق منصب على تأمين مشاركة الأطراف في بُنَى حوارية على المسارات السياسية والاقتصادية والعسكرية تدعم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من إجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن على المدى القصير، وتبتدئ النقاش حول القضايا طويلة الأمد التي تضمن استدامة تلك الإجراءات، وتمهد للوصول إلى تسوية سياسية جامعة".

كما أكد جروندبرج أن "استدامة الحوار هي الضمان الرئيسي لاستمرار الحركة في اتجاه الحل السياسي ولتجنب النكوص عن الالتزامات. وتقع على عاتق الأطراف مسؤولية الالتزام بمواصلة العمل بشكل بناء معنا، ومع بعضهم، لضمان الحفاظ على الزخم واستمرار التقدم".

وفي الثالث والعشرين من ديسمبر الماضي، أعلن المبعوث الأممي لليمن، توصل الأطراف اليمنية إلى مجموعة من التدابير تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار وإجراءات لتحسين الظروف المعيشية، والانخراط في عملية سياسية جامعة تحت قيادة الأمم المتحدة.

وقال حينها، إنه "سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها".

وجاء الإعلان بعد قيام المبعوث الأممي منذ نهاية نوفمبر الماضي برحلات مكوكية مكثفة بين الرياض ومسقط، في جهود حثيثة ومتفائلة لاستيعاب ملاحظات الأطراف اليمنية على مسودة "اتفاق" السلام التي توصل إليها السعوديون في مارثون طويل من المفاوضات السرية والعلنية مع الحوثيين بمساعدة وسطاء عمانيين، وفقا لمصدر تحدث لـ"المصدر أونلاين".

وأفاد المصدر المطلع على النقاشات في العاشر من ديسمبر الجاري، "أن السعوديين سلموا نسخة من الاتفاق الذي توصلوا إليه، بمساعدة العمانيين، إلى المبعوث الأممي، لوضع اللمسات الأخيرة تمهيداً لإعلان الاتفاق باسم بعثة الأمم المتحدة في اليمن".

وكانت وزارات الخارجية في الإمارات والكويت والبحرين والأردن والعراق والسعودية وعمان واليمن، رحبت بالبيان الصادر عن المبعوث الأممي، وفيما وأكدت الأخير تعاطيها "الإيجابي مع كافة المبادرات الهادفة لتسوية الأزمة في اليمن بالوسائل السلمية وفقا للمرجعيات الثلاث، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب اليمني"، واصلت المليشيا الحوثية الصمت، ولم يصدر عنها أي تعليق بشأن إعلان المبعوث الأممي حتى لحظة نشر هذا الخبر.