أخبار محلية

هجمات حوثية بلافتات بديلة.. من نفذ الهجوم بالمسيرات على شركة صافر؟!

المصدر
بهاء أبو المجد

أعلن الجيش التابع للحكومة الشرعية، يوم الجمعة، تمكنه من إسقاط طائرات مسيرة تابعة لمليشيا الحوثي استهدفت منشآت "صافر" النفطية.

وحدد البيان، الذي بثته وسائل الإعلام الحكومية، موقع إطلاق هذه الطائرات الانتحارية المسيرة والذي قال إنها تقع بين "دحيضة" و"قرن الصيعري" شرق مدينة الحزم في محافظة الجوف المحاذية لمحافظة مارب والواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي.

مؤخراً تداولت منصات إعلامية بياناً لكيان مجهول أطلق على نفسه "أحرار قبائل عبيدة" وهي القبيلة التي تسكن وادي عبيدة المحاذي لمدينة مارب وينتمي إليها الشيخ سلطان العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي (محافظ مارب)، وأيضاً يمر في أراضيها الخط الدولي الرابط بين مارب وحضرموت وصولاً إلى منفذ العبر.

هذا البيان أعلن تبني الكيان المسمى "أحرار قبائل عبيده" استهداف منشأة "صافر" النفطية، وقال إن هذه المجموعة "قامت صباح (الجمعة) بالقصف بعدة قذائف مصافي منشأة صافر النفطية التي تدعم مركز الدعم المالي لميلشيا حزب الإصلاح وكان الهدف من ذلك إرسال رسائل تحذيريه للسلطة الظالمة بمارب بوقف الاستحداثات بأملاكهم الخاصة".

وأشارت الى أن هذه العملية جاءت بعد استهداف "إحدى الآليات التي تعتدي على أملاكهم مع من كان يحميها"، في إشارة إلى مقتل أفراد من قوات حماية الطرق (الجنود أيضاً من أبناء قبيلة عبيدة) مؤخراً بهجوم مسلح في خط العبر.

واعتبر البيان تلك العملية "عبارة عن رسائل تحذيريه أولية لوقف الاعتداء على أملاكهم"، مهدداً بـ"استهداف الآبار والمنشآت النفطية بصوره مباشرة، وإغلاق الطرق من والى صافر".

وأمهل البيان "جميع العاملين والشركات العاملة في المنشآت النفطية بصافر بالابتعاد خلال مدة أقصاها 24 ساعة كون تلك المنشآت أصبحت هدف مشروع لهم كونها مصدر الداعم المالي لجميع الأعمال التخريبية لميلشيات العرادة وحزب الإصلاح".

البيان الذي جاء بالتزامن مع نفي رسمي صدر عن مليشيا الحوثي لعلاقتها بهذا الهجوم، استخدم نفس التوصيفات التي تستخدمها مليشيا الحوثي والتي تعتبر الحرب التي تخوضها في مارب منذ تسع سنوات هي حرب ضد ما تصفها "مليشيا حزب الإصلاح" والذين تصفهم أحياناً أخرى بـ"الدواعش والتكفيريين".

في 16 من شهر أغسطس الجاري هاجم مسلحون مجهولون قوات حماية الطرق وقتلوا اثنين من الجنود، في محاولة لإعاقة أعمال سواتر ترابية تنفذها معدات تابعة للسلطة المحلية في مارب لمحاربة أعمال التهريب وتأمين الخط الدولي بعد أن شهد الخط هجمات لعصابات وقطاع طرق أودت بحياة مسافرين وعناصر من أفراد الجيش.

وفي 30 يوليو الماضي قتل خمسة عسكريين من قوات حماية الطرق "العميد حافظ الصيادي ونجله وثلاثة من مرافقيه"، في اشتباك مع عصابة مسلحة في خط العبر الدولي.

العصابات التي تمار س أعمالاً إجرامية على الخط الدولي ثبت، غير مرة، أنها على ارتباط وثيق بمليشيا الحوثي وتنطلق من مناطق سيطرة الحوثيين في صحاري الجوف الواقعة على ذات الامتداد الجغرافي وتتحرك في الخطوط الصحراوية التي تخبرها جيداً.

خلال السنوات الماضية أدارت عناصر قبلية مرتبطة بمليشيا الحوثي أعمال تقطع لناقلات الغاز والنفط، على الخط الدولي، تحت لافتات ومطالب مختلفة لكنها تلتقي مع الحوثيين في الهدف ذاته وهو تعطيل إنتاج وتصدير الغاز الذي يعد آخر منفذ إيرادات يدعم الخزينة العامة خصوصاً بعد أن تمكنت المليشيا من توقيف تصدير النفط عبر موانئ التصدير في محافظتي شبوة (جنوب شرق) وحضرموت (شرق اليمن).

الصحفي علي عويضة الذي ينتمي لمحافظة مارب ويتابع بشكل دقيق الأعمال التخريبية على الخط الدولي كتب قبل أيام على صفحته في الفيس بوك "خمسة أيام مرت على مقتل اثنين من شباب عبيده (مجندين في صفوف الجيش) في حادثة الغدر التي تعرض لها القائمون على حراسة معدات إنشاء حاجز ترابي لمنع عمليات التهريب شمالي مديرية الوادي، وللأسف لم نر حتى الآن موقفاً حازماً من أبناء ومشايخ قبائل عبيدة ضد تلك العملية الغادرة التي نفذتها عناصر مرتبطة بالحوثي والجماعات الإرهابية وخلايا تهريب الممنوعات، بينما لو كان المتسبب في عملية القتل ينتمي للمؤسسة العسكرية لرأينا كيف يتم استغلال مثل هذه القضايا وكيف يتم التحشيد ضد الأمن والجيش، ولو كانت حادثة عرضية".

وطالب عويضة القبائل باتخاذ "موقف حازم ضد مثل هذه العناصر التي يجمعها التخريب والتنسيق مع الحوثي ضد مصلحة مأرب وأبنائها".

البيان الصادر رسمياً عن الحوثيين في صنعاء بعد ساعات من بيان الجيش الحكومي حاول التبرؤ من العملية إلا أن الهجوم قد يكشف عن تكتيك جديد تستخدمه المليشيا إذ تعمد لإيجاد لافتات بديلة لتنفيذ العمليات التي تعتقد أنها خطيرة خاصة فيما يتعلق بالمنشآت النفطية.

المجموعة المسلحة التي أعلنت تبنيها للعملية قالت في بيانها إن الهجوم تم بإطلاق قذائف ليبدو البيان معقولاً، إذ أن الجهة الوحيدة في اليمن التي تمتلك طائرات مسيرة وتنفذ بها عملياتها هي مليشيا الحوثي وبالتالي فإن ادعاء المجموعة المسلحة تنفيذ الهجوم بطائرات مسيرة كان سيبدو مكشوفاً ويقود بشكل مباشر إلى أن من يملك الطيران المسير هو الفاعل المباشر.