أخبار محلية

ما الذي تحتاجه تعز من زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي المرتقبة؟

المصدر
بهاء أبو المجد

إجراءات مختلفة ظهرت في مدينة تعز الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية من بداية هذا الأسبوع، يمكن أن تكون ذات طابع أمني في المقام الأول.

فتح شوارع كانت مغلقة مثل شارع المرور وتحديدًا الشارع الذي يمر من أمام المعهد الصناعي رغم كل البسطات المحاذية للشوارع الرئيسية، وإزالة مختلف المطبات الأسمنتية من الشوارع، وخصوصًا الرئيسية التي تؤدي إلى وسط المدينة.

ومن ناحية أخرى، هناك حراك وأنشطة تتعلق بزيارات لوفود منها سعودية لتشغيل محطة الكهرباء، حسبما أكدت مصادر محلية في تعز.

لم يحدد موعد الزيارة، لكن مظاهر الاستعداد لها واضحة من ناحية أمنية في مدينة تعز. الزيارة المرتقبة تعد أول زيارة لرئيس جمهورية بعد تسلم الرئيس هادي عام 2012م. وطوال السنوات الماضية وحتى بعد استقرار الأوضاع الأمنية والهدوء من ناحية المواجهات العسكرية مع جماعة الحوثي، منذ ما يقارب سنتين إلا بشكل متقطع، لم تكن مدينة تعز محط اهتمام، ولا محطة لزيارة رؤساء الحكومات، ابتداء من أحمد بن دغر ومعين عبدالملك، وأخيرًا أحمد بن مبارك، وربما هذا يأتي لعدة اعتبارات يأتي في المقام الأول الوضع الأمني، ليس ما يتعلق بالوضع الأمني داخل المدينة، لكن من حيث تهديدات جماعة الحوثي العسكرية، والتي تحاصر المدينة، وتتمركز عسكريًا في مواقع في مختلف المناطق شمال المدينة، وأيضًا المناطق جنوب شرق المدينة. ولهذا فإن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي المرتقبة لها دلالات سياسية عديدة للمدينة، وله شخصيًا، لكن الأهم من ذلك ما الذي يمكن أن تحدثه هذه الزيارة من تغيير على المستوى السياسي، وكذلك على مستوى تنفيذ مشاريع واستحقاقات خدمية حرمت منها المدينة منذ اندلاع الحرب عام 2015م وبدء تدشين الحملة الأمنية لمنع التجول بالسلاح ؟ وفي هذا الاستطلاع ننقل آراء نخبة من السياسيين والمثقفين وبعض من السكان في المدينة حول ما الذي يريده سكان هذه المدينة من زيارة الرئيس العليمي؟

بلسان المواطن

الشاعر عميد المهيوبي، من سكان تعز، قال: ما تريده تعز من زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، تحسين وتوفير الخدمات المقدمة للسكان، وعلى رأس هذه الخدمات هي الكهرباء الحكومية، إذ تحتاج مدينة تعز إلى تشتغل الكهرباء الحكومية ودعمها. وأضاف المهيوبي أن هناك نسبة عالية من الشباب العاطلين عن العمل، وهم خريجو جامعات ومعاهد، والمطلوب أن يتم استيعاب الطاقات الشبابية من خلال توفير فرص عمل لهم، والعمل على تهيئة تعز لأن تكون وجهة للاستثمار في مختلف المجالات حتى يتم استعياب الآلاف من الشباب العاطل عن العمل في تعز، كونها من أكثر المحافظات اليمنية في عدد السكان. ووجه المهيوبي رسالة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي: “اعلم أن تعز لم تكن كما هي الآن عند زيارتك، فقد تمت إزالة كل العوائق والمظاهر التي تدل على سوء الخدمات، منها المطبات والبسطات وبراميل القمامة، من الشوارع، لتشعر بالراحة أثناء سفرك وأثناء تنقلك، لقد تمت إزالة البسطات، وهذا يعني إزالة مصادر أرزاق العشرات من البائعين”. وأضاف في رسالته: “كن لسكان مدينة تعز العون بعد الله، وخذ بهذه المدينة الواعدة إلى أن تنال حقها من الخدمات والتطور”. وطالب رئيس مجلس الرئاسي رشاد العليمي بأن يقوم بزيارة المرافق الصحية حتى يطلع على الوضع الصحي في المدينة، وزيارة مستشفى مرضى السرطان، حيث يكتظ بالمئات من المرضى، وهم بحاجة إلى التفاتة ودعم.

إجماع على احتياج تعز

نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، قال لـ”المشاهد” إن تعز تحتاج خدمات ومشاريع تنموية كثيرة، كما تحتاج لتغيير في السلطات الإدارية، وتحتاج لبنية تحتية سواء في الخدمات أو للمؤسسات. وقال البحر إن تعز محرومة من الكهرباء والمياه، وتحتاج لميزانية للنظافة والصرف الصحي والصحة العامة. من جانبه، قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي موسى المقطري، في حديثه لـ”المشاهد”، إن أهم الملفات التي ينتظر أبناء تعز معالجتها من قبل الدكتور رشاد العليمي، رئيس الجمهورية، هو ملف غياب الخدمات التي تعد أهم القضايا التي تشغل بال الجميع، وعلى رأسها الكهرباء الحكومية وخدمة المياه والصرف الصحي، وتصحيح الوضع الخدمي للمنشآت الصحية والتعليمية، ومعالجة أسباب العجز عن تقديم الخدمة للمواطن البسيط الذي لا يستطيع الحصول على هذه الخدمات إلا من مصادر تجارية في ظل وضع معيشي واقتصادي متردٍّ. كما ذهب الناشط الإعلامي عارف المليكي لذات السياق، إذ قال لـ”المشاهد”: تنتظر الرئيس العليمي عدة ملفات شائكة خدمية وتنموية وإنسانية طارئة، أهمها ملف الخدمات، وأهمها خدمة الكهرباء الحكومية المتوقفة منذ ٩ سنوات، أسوة ببقية المحافظات، وحصة تعز من وقود الكهرباء، وخدمة المياه وانعدامها منذ ٩ سنوات، والتي أثقلت كواهل المواطنين وهم يتكففون المنظمات الإنسانية، حسب تعبيره، وخدمات الصحة المتدهورة والباهظة الثمن، وخدمة التعليم ومعاناة المعلمين المعيشية نتيجة غلاء المعيشة، وعجز المؤسسات التعليمية عن توفير أبسط المستلزمات الدراسية كالكتاب المدرسي. وأضاف المليكي أن مدينة تعز بحاجة إلى دعم كافٍ في مجال خدمات النظافة والبيئة، بالإضافة إلى العمل على صيانة الطرقات والشوارع داخل المدينة، والطرق التي تربط المدينة بالمديريات الريفية. وأشار إلى أن تعز تنتظر وتحتاج من زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي العمل على عدة ملفات، منها ملف الإغاثة والعمل الإنساني والاستجابة الطارئة، والأمن المعيشي، وملف النازحين من المحافظات الأخرى إلى تعز، وتحمل أعباء وارتفاع إيجار السكن، وإصلاح منظومة السلطة المحلية والقضائية، ومحاربة الفساد في هرم السلطة، وملف التنمية المستدامة ودعم المشاريع التنموية وفرص الأعمال للشباب والعاطلين.

احتياج المؤسسة العسكرية والأمنية

وبالنسبة لملف الجيش والأمن قال المليكي: “وأوضاع المؤسستين العسكرية والأمنية بتعز مزرية نتيجة تأخر صرف المرتبات وعدم كفايتها في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، وغياب الدعم اللوجستي والإعاشي للمؤسستين والميزانيات التشغيلية والنثريات، وضعف البنية التحتية، وملف جرحى الحرب وتعرضهم للإهمال المتعمد والازدواجية في التعامل مع جرحى تعز، وظروفهم المزرية، وكذلك أُسر الشهداء وأوضاعهم المأساوية”. من جهته، تابع المقطري في حديثه لـ”المشاهد”: “إن أبناء تعز يتمسكون بالدولة ككيان جامع، وبالمقابل يقع على عاتق الدولة ممثلة بالمجلس الرئاسي وكل السلطات الرسمية تثبيت حضور الدولة بشكل كامل عبر توفير الخدمات وضبط الحالة الأمنية وصيانة الطرقات والشوارع المتهالكة وتفعيل الرقابة الحكومية على الأداء في مختلف المؤسسات والقطاعات ومكافحة الفساد المالي والإداري المستشري كنتيجة لغياب أو ضعف الرقابة والمحاسبة خلال السنوات الماضية”. وأضاف المقطري أن أبناء محافظة تعز ينتظرون جهدًا حكوميًا حقيقيًا وقرارًا من المجلس الرئاسي لاستكمال إسقاط الحصار الظالم عن المحافظة، وتحريك الملف العسكري الذي يعتقد المواطنون أنه كفيل بحل هذه المعضلة، حسب تعبيره. ولأجل تحقيق هذا الهدف -حسب المقطري- فإنه يتوجب على المجلس الرئاسي توفير دعم كامل للجيش، ومعالجة الاشكالات في ملف الجرحى والشهداء، ومعالجة تدني وانقطاع رواتب الجيش الذي يحمي المدينة. من جانبه، قال البحر إن تعز تحتاج على المستوى العسكري لكثير من الإمكانيات من حيث الإعداد والتدريب والتأهيل، ومن حيث المستحقات والرواتب والمنشآت العسكرية والتسليح المناسب والرعاية الصحية والاهتمام بالجرحى وأُسر الشهداء، والحاجة للسكن والتغذية والعلاجات والوقود والدعم اللوجيستي والمعنوي والمالي، وميزانية تشغيلية تحديدًا للتوجيه المعنوي. وقبيل زيارة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي إلى مدينة تعز، قامت السلطة المحلية بالعمل على تحسين شوارع المدينة من حيث رفع مخلفات القمامة ورفع البسطات من الشوارع، وترقيع الحفر في الشوارع الرئيسية بالأسمنت، وحملات لتنظيم حركة السير في شوارع المدينة التي تشهد ازدحامًا بشكل يومي. ولاقت هذه الإجراءات سخرية من المئات من رواد التواصل الاجتماعي من أبناء تعز، كون ما تقوم به السلطة المحلية ترميمًا لعجزها وصورتها السيئة، حسب تعبير الكثير منهم، في مجال تقديم الخدمات للسكان.

المشاهد