أخبار محلية

في مأرب، الحديدة، تعز.. "المؤتمر" يحتفل بذكرى تأسيسه الـ42 وجناحه في صنعاء يُمنع من الاحتفاء ويتبرأ من أحمد علي

المصدر
بهاء أبو المجد

شهدت محافظات مأرب وتعز والحديدة، السبت، احتفالات خطابية وفنية بمناسبة الذكرى الـ42 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، فيما منعت مليشيا الحوثي جناح الحزب المتحالف شكليًا معها من الاحتفال بذكرى التأسيس في صنعاء.

واحتضنت مدينة مأرب الحفل المركزي للمؤتمر في ذكرى تأسيسه، بحضور قيادات السلطة المحلية بالمحافظة والمحافظات الأخرى، وقيادات عسكرية وأمنية، وقيادات الأحزاب السياسية.

وفي الحفل، أكد الدكتور أحمد بن دغر، رئيس مجلس الشورى والنائب الأول لرئيس المؤتمر، أن احتضان محافظة مأرب للاحتفال المركزي بذكرى تأسيس المؤتمر، يُعد تقديرًا "للمحافظة التي تدافع عن نصف اليمن، وتضحيات أهلها البواسل، ومن آزرهم من المحافظات الأخرى، ودعمًا للجيش الوطني ورجاله الذين يتصدرون المشهد في أحد جبهات المقاومة الكبرى للانقلاب، الجيش الذي يرهبه العدو وقد عرفه زاحفًا ومطلًا على صنعاء من جبال نهم".

وأشار بن دغر، في كلمة مسجلة، إلى أن المؤتمر يحتفل اليوم بالذكرى الـ42 لتأسيسه في ظروف استثنائية وصعبة نتيجة الانقلاب الميليشياوي الكهنوتي المدعوم من إيران.

وقال إن الحفاظ على وجود الحزب لم يقترن بموقف سياسي واحد، فقد تعددت مراكز القيادة وتنوعت مصادر القرار، وعلينا الآن تجاوز هذه الثغرة التي تهدد الحفاظ على هذا الكيان التاريخي.

وأضاف بن دغر: "إنها مسؤولية كبيرة تقع على عاتق القيادات الحزبية، وينبغي استشعار المسؤولية الوطنية، داعيًا إلى تجاوز حالة الشتات في المؤتمر واستعادة وحدة القيادة والقرار".

وتابع: "إنه لأمر مؤسف أن نجد في المحافظة الواحدة أكثر من فرع للمؤتمر، بغض النظر عن المصيب أو المخطئ، فهذه الظاهرة تدل على خلل ما ينبغي إصلاحه".

واعتبر بن دغر عودة "أحمد علي عبدالله صالح" بعد رفع العقوبات عنه "فرصة سانحة للم الشمل"، وقال: "يحدونا الأمل في وحدة حزبية مبنية على احترام الميثاق الوطني، ورفض الانقلاب الحوثي، والاعتراف بالشرعية لمن استطاع إلى ذلك سبيلًا، فحول هذه المبادئ تتحدد المواقف وتتحدد السياسات المؤتمرية".

وشدد بن دغر على "أهمية دعم الدولة الاتحادية التي ينشدها الجميع، وبناء دولة يسودها الدستور والقانون، بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإقامة الدولة الاتحادية والأقاليم، وتفعيل أجهزة الدولة في كل المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية".

من جانبه، أكد نائب رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب، سعود اليوسفي، في كلمة ترحيبية نيابة عن رئيس الفرع الشيخ عبدالواحد علي القبلي نمران، أن الاحتفال بذكرى تأسيس حزب المؤتمر جاء في ظروف صعبة ومعقدة تمر بها البلاد نتيجة انقلاب مليشيات الحوثي.

وقال اليوسفي إن "فرع المؤتمر الشعبي العام في محافظة مأرب ظل محافظًا على العهد للوطن والمواطن، في ظروف عصيبة بعد سقوط العاصمة وما تلاها من أحداث، وفي تلك الظروف الصعبة والخطيرة كان قرار المؤتمر الانحياز إلى صف المقاومة مهما كان الثمن".

وشدد اليوسفي في كلمته على "وحدة الصف الجمهوري، كونها السبيل الوحيد لتقليل المخاطر المحتملة على كل القوى الوطنية الحرة والمتمثلة بمجلس القيادة الرئاسي"، مؤكدًا أهمية وجود شراكة حقيقية ومنصفة في إدارة الشأن العام، وإعادة النظر محليًا ومركزيًا في وضع الجيش والأمن والجرحى والشهداء وتسوية أوضاعهم مع بقية القطاعات العسكرية.

وشهدت مديرية الخوخة، المركز الإداري المؤقت لمحافظة الحديدة، احتفالًا خطابيًا بذكرى تأسيس المؤتمر، بالتزامن مع رفع العقوبات عن زعيم الحزب علي عبدالله صالح ونجله السفير أحمد علي.

الحفل، الذي حضره محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر ووكيل المحافظة وليد القديمي ومديرو عموم المديريات وعدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية وقيادات المؤتمر الشعبي العام وأعضاء من المجتمع المحلي، تخللته العديد من الفقرات والكلمات التي أكدت في مجملها على تمسك المؤتمر بالميثاق الوطني ومكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة الوطنية.

واحتضنت مدينة تعز فعاليات احتفائية واسعة بالذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، كما احتفى المشاركون برفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونجله أحمد علي.

وألقيت في الاحتفالية العديد من الكلمات، منها كلمة السلطة المحلية التي ألقاها محافظ تعز عضو اللجنة الدائمة رئيس الهيئة التنفيذية للمؤتمر بالمحافظة نبيل عبده شمسان، وكلمة قيادة فرع المؤتمر بالمحافظة ألقاها عضو اللجنة الدائمة رئيس الفرع الشيخ عارف جامل.

كما أُلقيت العديد من الكلمات عن ممثلي شباب ونساء المؤتمر، أكدت جميعها على وحدة المؤتمر وتمسكه بأهداف الثورة والوحدة والجمهورية ورفضه للإمامة والمشاريع الطائفية القادمة من حوزات قم والنجف.

ومن اللافت في احتفالات هذا العام بذكرى تأسيس المؤتمر، رفع المحتفلين صور نجل الرئيس السابق السفير أحمد علي عبدالله صالح، الذي رفعت عنه العقوبات مؤخرًا، وألقى خطابًا مكتوبًا بالمناسبة مطلع الشهر الجاري، أكد فيه على السلام ودعم جهوده، مذيلاً خطابه بصفته نائبًا لرئيس المؤتمر الشعبي العام، وهو المنصب الذي منحته له القيادات المتحالفة مع الحوثيين في مؤتمر حزبي عقد بعد وقت قصير من تصفية زعيم الحزب الرئيس السابق، برعاية سلطات الميليشيات.

في صنعاء، منعت جماعة الحوثيين قادة جناح المؤتمر الشعبي الخاضعين لها من إقامة مهرجان جماهيري في أحد الميادين أو حتى تنظيم احتفالية كبيرة احتفاءً بذكرى تأسيس الحزب التي تصادف 24 أغسطس من كل عام.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر سياسية أن جماعة الحوثي رفضت طلبات تقدم بها قادة جناح حزب "المؤتمر" للسماح لهم بتنظيم احتفالية بذكرى التأسيس لهذا العام، مشيرة إلى أن قادة الحزب في صنعاء أبلغوا قبل أسبوع أعضاء المكتب السياسي لجماعة الحوثي بنيتهم تنظيم احتفالية كبيرة بالذكرى الـ42 لتأسيس الحزب.

وأضافت "أن المصادر أكدت أن قادة الجماعة أبلغوا كبار قادة الحزب، ومن بينهم صادق أمين أبو راس، ويحيى الراعي، وعبد العزيز بن حبتور، بصدور تعليمات من زعيم الجماعة تقضي بمنع الحزب من إقامة أي احتفالية سواء في ميدان السبعين أو في القاعة التي تتبع الحزب في حي الحصبة شمال العاصمة".

واكتفت جماعة الحوثي بالسماح لبعض قادة جناح الحزب في صنعاء بإقامة ندوة مصغرة شارك فيها عدد محدود من قيادات وأعضاء الحزب، ظهر فيها يحيى الراعي، النائب الأول لرئيس جناح حزب "المؤتمر" في صنعاء، ورئيس البرلمان غير الشرعي، وهو منزعج بشدة لأنه لم يُبلغ بخبر الفعالية إلا قبيل تنظيمها بنصف ساعة، وفقًا لمصادر الصحيفة.

والليلة الماضية، أصدر جناح صنعاء بيانًا بمناسبة ذكرى تأسيس المؤتمر، جدد فيه التأكيد على أن "قيادته التنظيمية والسياسية الشرعية هي المتواجدة في صنعاء، ممثلة برئيسه صادق بن أمين أبو راس، واللجنة العامة، وهذه القيادة هي المخولة بتحديد وإعلان مواقف المؤتمر الرسمية من مختلف القضايا".

وأوضح البيان أن "أي مواقف تصدر من أي أشخاص سواءً داخل أو خارج اليمن لا تمثل المؤتمر ولا علاقة له بها"، في إشارة ضمنية إلى تبرؤ جناح المؤتمر في صنعاء من السفير أحمد علي الذي انتخب نائبًا لأبو راس في مؤتمر حزبي عقد في مايو 2019م.

ويشهد حزب المؤتمر انقسامًا وتشظيًا متزايدًا بدأت فصوله بإقالة صالح للأمين العام للحزب عبدربه منصور هادي، الذي كان رئيسًا توافقيًا للبلاد تنفيذًا للمبادرة الخليجية التي وقعها الرئيس السابق تحت ضغوط الثورة الشبابية عام 2011م. وازدادت حدة الانقسام مع تحالف صالح مع الحوثيين، والذي انتهى بمقتله في ديسمبر 2017م.